الـ PKK تعلن الحرب على حكومة إقليم جنوب كوردستان
حزب العمال الكوردستاني البكك تحاول الحصول على جزء من أراضي كوردستان المحرّرة لا المحتلة من قبل الأعداء!
هناك عدّة علامات على إعلان البكك الحرب على حكومة جنوب كوردستان، نعم قد يظن البعض أن البكك لن تتقدم على خطوة كهذه، غير أنّ الإنسان لو دقّق النظر لمناطق تموضع البكك وقضاياها ومشاكلها الأساسية، لرأى أن البكك ترى حربها مع حكومة جنوب كوردستان كقضية مصيرية لها! قضية بقاء أو فناء! وهل تستطيع إنجاح خططها؟! ومعرفة حجم قوتها الخ.. وهذه مواضيع قابلة للنقاش وتجاذب أطراف الحديث، غير أن الحقيقة من بين كلّ هذا هو أن البكك تحاول بناء بقائها على زوال وانهيار حكومة إقليم جنوب كوردستان!
لو كانت تركيا محتلة، فماذا ستكون إيران؟
دائماً ما تلفق البكك الاتهامات لتبرير موقفها العدائي ضد حكومة إقليم جنوب كوردستان، فهي دائماً ما تحاول استغلال ردود أفعال الشعب الكوردي ضد الاستعمار التركي -أو بالأولى أن نقول الاحتلال التركي- والتي ارتفعت وتيرتها في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، تحت أي تبرير أو حجة كانت، فالبكك دائماً ما تتّهم حكومة إقليم جنوب كوردستان بتطبيع العلاقات مع تركيا وتعاونها معها، وهي ترى أن هذا سببٌ كافٍ لإعلان الحرب عليها، والحق أن البكك لم تنشطر من الدولة التركية ولم تنشق عنها بَعْدُ، وهي ما زالت تبحث عن أية فرصة متاحة لإجراء مفاوضات غير مشروطة مع تركيا، فلو فرضنا أن أردوغان طالب البكك بالجلوس على طاولة المفاوضات لرأينا البكك تسارعت بالجلوس من غير أية شروط أو تفاهمات، فجناح البكك المحلي -حزب الشعوب الديمقراطي- (هـ د ب) ما زال يخطّط لدمقرطة الدولة التركية.
فالبكك دائماً ما تدعو تركيا للحوار والجلوس على طاولة المفاوضات، بجانب هذا جميعنا يعلم جيداً وجود علاقات مريبة تجمع بين تركيا والبكك، ومثال ذلك، تتّهم البكك حكومة (AKP-MHP) بالفاشية، فهل ترى الرئيس الإيراني حسن روحاني بنفس الرؤية؟! فأعداء كوردستان ومحتلّوها ليست تركيا فقط، فالعقلية الثانية في مؤامرة احتلال جنوب كوردستان هي الدولة الإيرانية، فهنا نتساءل: هل ستصدّ البكك الطريق أمام احتلال الجنوب أم أنها تمهّد الأسس وتحضّر السبل لهذا الاحتلال؟ فمما لا شك فيه وجود هيمنة الدولة العراقية والإيرانية على الجنوب ووجود مطامع احتلالية لهما، والبكك تستعد للمشاركة في هذا الاحتلال!
البكك تحاول تكرار أحداث شنكال في أربيل
تحاول البكك تكرار نموذجها وأسلوبها الذي نفّذته في شنكال، والذي قام عن طريقه باقتطاع جزء من إقليم جنوب كوردستان بمساندة ودعم الدولة العراقية والإيرانية، وتدير شنكال وفق أجندتهما، فهي تحاول تكرار تجربتها لعموم أجزاء جنوب كوردستان، فهي تفكّر في تقوية سلطتها في جنوب كوردستان خاضع لسلطات الدولة العراقية، ولهذا فهي تطوّر من علاقاتها السياسية والدبلوماسية معها.
ولو أردتم رؤية الحقيقة، فليست محاولات مجلس محافظة السليمانية المطالبة بالانضمام للعراق والمطالبة باللامركزية، ودعوات شاسوار عبد الواحد لتظاهرات جماهيرية عارمة ضد حكومة إقليم جنوب كوردستان واستهدافها مجرّد صدفة أو حالة عابرة! بل هي مخططات تدار من مركز واحد!
الحرب ليست ضد المحتل، بل هي ضد كوردستان
باختصار، البكك تدرك جيداً أنها لا تستطيع أن تكون صاحبة جزء أو قطعة أرض من كوردستان، فهي تحاول الآن أن تستقطع جزءاً من أراضي إقليم جنوب كوردستان المحرّرة، ولو لم تنل هذا الشيء ولن تناله، فهي تحاول أن تفرض سلطتها وسيطرتها على عدة مناطق منها! فهي تحاول إشعال حرب مع جنوب كوردستان، تلك الحرب التي لا تستطيع القيام بها تجاه أعداء كوردستان ومحتلّيها!
لهذا فهي قد خطّطت لعملية عسكرية لغاية أيلول، وهذا ما فرض عليها التحرك في مجالات شتى ونواحٍ مختلفة، فستحاول إيجاد مبرّر وحجة لإشعال فتيل الحرب مع البيشمركة، ولهذا الغرض قامت بنقل الكريلا -مقاتليها- بالقرب من مدن مثل العمادية وشيلادزي وسيدكان وتموضعها هناك استعداداً للحرب، أي باختصار فهي قد تحضّرت لحرب مستعرّة بين الكريلا والبيشمركة.
فوفق خطط مشتركة ومنسقة، سيقوم “حراك الجيل الجديد” بالدعوة لمظاهرات جماهيرية وخلق فوضى وتوترات داخلية، والبكك ستقوم بعمليات القتل ونشر الرعب بين الناس عن طريق عدد من الشباب تمّت تربيتهم وتهيئتهم لهذا الهدف، وسيتم استخدام العنف والقوة في كلّ المدن على حدّ سواء، والقوات المحلية على علم بهذه المؤامرة الدنيئة للبكك، وما حدث في قضاء زاخو في الآونة الأخيرة إنما كان جزءاً من هذا المخطط الفوضوي والنتن! ففي ليلة الـ 20 من آب الجاري قام عدد من سائقي الشاحنات الذين تم وقف نقلهم للحمولات داخل كوردستان والعراق نتيجة الإجراءات الاحترازية بسبب كورونا بالمطالبة بحقوقهم، فقاموا بتظاهرة سلمية للتعبير عن استيائهم فاستغلّ بعض أنصار البكك المسلّحين هذه التظاهرة وأظهروها على أنها تظاهرة ضد حكومة إقليم جنوب كوردستان، وقد ألقت القوات الأمنية -آسايش- الإقليم القبض على عدد من هؤلاء متلبسين بحمل السلاح، وستستمّر مثل هذه الأعمال، وهدف البكك من وراء كلّ ذلك تأزيم أوضاع جنوب كوردستان ونشر العنف وانعدام الأمن والاستقرار لكي تخرج الأوضاع عن السيطرة وتفقد حكومة جنوب كوردستان سلطتها في إدارة البلد، لتبرير تدخّل الحكومة الفدرالية في بغداد لجنوب كوردستان بحجة خروج الوضع عن السيطرة والانفلات الأمني لضبط الأمن وإعادة الأمور إلى نصابها في الجنوب!
المشهد الثاني لخيانة كركوك
وهذا ما يعيد خيانة كركوك للذاكرة، فعندما حدثت أحداث كركوك الخيانية عام 2017، كانت الخطة هو قيام الجيش العراقي والميليشيات المسلحة التابعة لها بقطع الطريق بين السليمانية والعاصمة أربيل، وفصلهما عن البعض، ولتقدّمت تلك القوات ما استطاعت! وفي السليمانية كانت جماعة لاهور شيخ جنكي على أتم الاستعداد للقيام بانقلاب على الإتحاد الوطني الكوردستاني، وفي نفس الوقت لأعلنوا انفصالهم عن إقليم جنوب كوردستان وهذا بحد ذاته لأصبح سبباً في إسقاط حكومة جنوب كوردستان وانهيار الجنوب بالتمام!
مما لا شكّ فيه أن هذه المؤامرة لم تكن بهذا القدر من السهولة والبساطة، غير أن ما ذكرناه كانت أهم خطوطها العريضة والرئيسية، ومقاومة بردي أحبطت هذه المؤامرة العدوانية.
والآن يحاولون إحياء تلك المؤامرة التي فشلت على يدي لاهور شيخ جنكي عام 2017، غير أنهم قد تلاعبوا قليلاً في الأدوار، فهذه المرة أرادوا تنفيذ مؤامرة أبشع وأكبر من تلك، ولكن بقيادة البكك!
فكلّما بدأت المفاوضات بين الحكومة الفدرالية وحكومة الإقليم نجد بوادر المؤامرة تظهر وتتجلى في الأفق! وهذا ما يخلق الكثير من الشكوك! فهنا ينبغي على البكك أن تبتعد عن هذه الألعاب القذرة والخطط والمؤامرات الدنيئة والقذرة!