الـ PKK ومحاولاتها الرامية للإخلال بالمجتمع الإيزيدي في شنكال

الـ PKK ومحاولاتها الرامية للإخلال بالمجتمع الإيزيدي في شنكال

البكك تحقّق مصالحها الحزبية على حساب آلام ومآسي الشعب الإيزيدي

بعد أن أصبحت البكك عبئاً على كوردستان، وداءً في جسد الشعب الكوردي وبالأخص المكوّن الإيزيدي، باتت تراعي مصالحها الحزبية وتحقّقها بأي ثمن كان وأية طريقة كانت، وكما تحدّثنا في الجزء الأول عن التأثير السيء للبكك على المجتمع الإيزيدي، واستهتارها واستهزائها بالمقدسات الدينية لمكون أصيل من الشعب الكوردي! في هذا الجزء سنتحدّث عن تصرفات وممارسات مسلّحي قضية “أخوة الشعوب” مع الشعب الإيزيدي في شنكال، وكيفية تضليله وخداعه تحت شعارات مزيّفة ووهمية، والقيام بأبشع عملية غسل دماغ لهم!

وقد حصل موقع داركا مازي على معلومات وتفاصيل دقيقة تُسمع لأول مرة حول محاولات البكك للإخلال بهذا المجتمع ومحاولة تفكيكه وفق أقوال واعترافات رجال الدين وشخصيات بارزة في المنطقة، وسنضعها أمام أنظار قرائنا الكرام..

البكك لا تثق بكوادرها وأعضائها الإيزيديين مطلقاً

منذ احتلال شنكال عام 2014، أسرعت البكك في التمركز في محيط شنكال، وهذا الإسراع لم يكن قط من أجل حماية أبناء وبنات إيزيدخان، كما لم يكن لصون الأمهات الإيزيديات، بل انتهزوا الفرصة واستغلوا ذلك الفرمان الذي تعرّض له الشعب الإيزيدي، فأرادوا فرض هيمنتهم على جزء من المدينة، فشنكال بمثابة الخط الاستراتيجي الهام للبكك وفق التعليمات التي صدرت من كلّ من إيران وتركيا لقيادتها في قنديل!

فتحت مسمّى الحرب على الإرهاب، وحماية الإيزيديين، وإدارة شنكال الذاتية لكيانها وغيرها العديد من الشعارات البراقة المزيّفة والتي خدعت البكك بها المجتمع الإيزيدي وضلّلته، قامت بتنظيم مجاميع مسلّحة، والحق أن الهدف من تشكيل هذه الفصائل والمجاميع المسلّحة لم يكن حماية شنكال والإيزيديين، بل رأت البكك المجتمع الإيزيدي مصدراً سهل المنال لصناعة المقاتلين المسلّحين، بعبارة أخرى، ربّت البكك وثقّفت مقاتلين من شنكال تحت مسمّى (حماية شنكال) ولكن ليست لحمايتها، بل لخدمة قضية البكك المشبوهة والدنيئة، فضلّلوا أبناء الإيزيديين وبناتهم تحت مسمّى (حماية كرامة الإيزيديين)!

وقد صرّح أحد كوادر (وحدات حماية شنكال) -فضّل عدم الكشف عن اسمه- لمراسلنا هناك قائلاً: البكك لا تثق بكوادرها من المكوّن الإيزيدي مطلقاً، فهي تنظر إليهم نظرة الجواسيس وعبدة المال! فكوادر البكك وقادتها لا يطّلعون الإيزيديين على محل إقامتهم أبداً أو مكان تواجدهم، ولا علم لكوادر البكك الإيزيديين سواء الحزبيين منهم أو العسكريين بمقار البكك، وعندما يريد كبار قادة البكك الاجتماع بالمسؤولين الإيزيديين في صفوف تنظيماتهم فيعقدون معهم الاجتماعات خارج مقارهم، أو يعصبون أعينهم وينقلونهم لمحل إقامة الاجتماع، فمستوى الثقة بات منعدماً من قبل البكك بكوادرها الإيزيديين بحيث يتحدّثون فيما بينهم باللغة التركية لكي لا يفهم كوادرها الإيزيديين ماذا قالوا أو ناقشوا!!

مواطنون من الدرجة الثانية!

الإيزيديين في المرتبة الثانية بعد العرب لدى البكك

وأضاف عضو وحدات حماية شنكال الآنف الذكر: البكك تثق بالعرب أكثر بكثير من ثقتها بالإيزيديين، فقد جنّدت البكك ما يقارب 2000 شخصية عربية في صفوف تنظيماتها، أكثر من 200 منهم كانوا مسلّحين في تنظيمات داعش الإرهابي الذين استولوا على أموال وممتلكات الإيزيديين وسبوا نساءهم وبناتهم!

والآن تجنّد البكك بنات الإيزيديين وتحاربن ليل نهار جنباً إلى جنب مع هؤلاء الإرهابيين العرب الذين كانوا ضمن تنظيمات داعش الإرهابي والقاعدة! وتقمن بالحراسة والواجبات معهم!!

ما تفعله البكك في شنكال هو مواصلة للفرمانات بحسب رؤية الإيزيديين

منذ أن دخلت البكك شنكال، وهي تواصل تجنيد شباب وشابات الإيزيديين قسراً، كما وتهرّبهم وتختطفهم وتوجّههم نحو الجبال، وقد بلغت ممارسات البكك هذه لمستوى بحيث لم يبق الكثير لأنْ يُطلق الإيزيديين تسمية الإبادة الجماعية الـ 74 بحقّهم! فهي بمثابة الفرمان الرابع والسبعين بحقّهم!

فكما أفقدت البكك الهوية الكوردية قيمتها وكرامتها، وترى في الهوية القومية التخلّف والرجعية! فهي تمارس نفس هذه السياسة بحقّ الشعب الإيزيدي ومجتمع إيزيدخان، فهي تحاول صهر الهوية القومية الأصيلة للإيزيديين، كما أنها تراعي مصالحها الحزبية وتحقّقها على حساب آلام ومآسي الشعب الإيزيدي، فقد ذاق الشعب الإيزيدي فرمانهم الـ 73 على يد داعش الإرهابي، وهو الآن يتذوق طعم فرمانهم الـ 74 على أيادي البكك الخبيثة وأيديولوجيتها المريبة في ثوب آخر!

في الجزء الثالث سنتحدّث عن أوضاع الإيزيديين من الناحية الاقتصادية والحياتية في ظل البكك، وكيف أصبحت البكك سبباً في تأخر مسألة إعمار شنكال، وكيف أصبحت مانعاً من عودة النازحين من أهالي المنطقة لمناطقهم وسكناهم وإعمار مناطقهم وقراهم! بالتزامن مع التغييرات الطبوغرافية التي قامت بها البكك بحق المنطقة!

ترقّبونا…

مقالات ذات صلة