حين يتجاوز الرؤساء المشتركين للبكك حدودهم، ويطلقون التهديدات جزافاً دون مراعاة الوضع الراهن، ويصبحون عوامل فعالة في زيادة تدهور الأوضاع في جنوب كوردستان، ينبغي أن ينبري البعض من المخلصين الوطنيين والقوميين ويقفون في مواجهتهم، والتصدي لهم لئلا يمسّوا ما هو أقدس من كلّ شيء وقطع الطرق والسبل أمامهم من القضاء عليه وانهياره، فجنوب كوردستان هو البقعة الوحيدة المحرّرة من كافة أجزاء كوردستان الأربعة، وهو الملاذ والملجأ الوحيد لكافة الكوردستانيين في المنطقة والعالم، وبه يُعرف الكورد ويُتعامل معهم على أنهم شعب ذو تأريخ عريق وأرض محتلة.
ففي حوار للرئيسة المشتركة لـ KCK بسي هوزات مع تلفزيون مقرب من الـ PKK تجاوزت المذكورة حدودها وقالت: أعلن الحزب الديمقراطي الكوردستاني الحرب على الشعب الكوردي! وحرّفت الحقائق الملموسة على واقع كوردستان، وقامت بتجاوزات أخرى، وتطاولت على الديمقراطي الكوردستاني، وتزعم تخليه عن الخط القومي! وهنا وليس دفاعاً عن حزب أو طرف محدّد سواء في الجنوب أو الشمال أو شرق أو غرب كوردستان، بل دفاعاً عن الحقيقة التي تحاولين تحريفها وتغيير مسارها بأكاذيب وافتراءات باتت واضحة لدى عامة الشعب الكوردستاني وشعب الجنوب على الخصوص، نقول لها: نعم يا سيدة بسي الرئيسة المشتركة، أنت تدّعين أن الـ PDK -البارتي- أعلن الحرب، غير أنّك لم تذكري ماذا فعلتم أنتم! فأنتم كل يوم تحاربون الكورد في كل مكان! فهنا نتساءل: هل قام الـ PDK باحتلال قراكم؟! ام أنتم قمتم بتهجير الآلاف من أبناء القرى الحدودية في جنوب كوردستان، وتقومون بالإساءة إلى المواطنين الكورد في الجنوب والحيف بحقهم، وتمنعونهم من العودة الى قراهم التي هجروها والاستقرار فيها>
حسناً، يا توأم رئيس المنظومة، نحن نسألك: هل جاء الـ PDK واحتل أرضكم، أم أنتم بلا خجل أتيتم واحتلتم أرض هذا الشعب الذي لاقى الويلات وقساوة العيش من قبل حكام العراق وأنظمتها الدكتاتورية على مرّ الأزمان؟ قولوا لنا: هل قام الـ PDK بقتل أعضاء وكوادر تابعين لحزبكم؟ أم أنكم تغتالون كوادر الـ PDK؟ نحيطكم علماً أن الـ PDK قام بعمل رائع تجاهكم، وقدّم لكم ما لا تستطيعون ردّ معروفهم أبداً، فهو من فتح صدره وبيوت أهله لكم، وقدّم لكم كل مساعدة، وآواكم رغم شحة العيش وتدهور الوضع في الجنوب، لكنكم كنتم أنذالاً، لقد نصبتم أنفسكم أصحاباً للبيت، وجعلتم من أنفسكم بديلاً عن حكومة جنوب كوردستان!
ماذا فعل الـ PDK حتى تقولوا إنه أعلن الحرب على الكورد؟ علماً أن الزعيم البارزاني أفتى بتحريم الاقتتال الأخوي وما زال مصراً على موقفه وقراره رغم انتهاكاتكم الصارخة والجارحة لكلّ شعور قومي ووطني، فعندما ينصحكم PDK أن لا تقتلوا أهلنا في جنوب كوردستان، ولا تظلموهم، ولا تحتلوا أملاكهم وأراضيهم، يا ترى هل هذا يعدُّ إعلان حرب؟ أنتم منذ زمن بعيد تقاتلون الشعب الكوردي، لهذا لا حاجة للّعب على وتر الكلمات المعسولة والفارغة عن القومية والكوردايتية، الكل بات يعرف حقيقتكم، ومن أنتم؟ والجميع يعلمون أنكم بالمطلق لا تؤمنون بالقومية الكوردية وقضيتهم المشروعة ومصالح الشعب الكوردستاني، بل أصبحتم منفّذين لأجندات الدول الإقليمية العدوّة اللدودة والمحتلة لكوردستان، وتركضون خلف سراب ايديولوجية غريبة عجيبة، هذه الأيديولوجيا التي لا تعير أي احترام للخط القومي الكوردي أبداً، شعبنا الكردي يعرفكم جيداً، وهو ليس بسيطاً وقليل الوعي حتى ينجرّ وراء سراب كلامكم المعسول عن القومية.
نحن جميعاً نعلم أنكم لا تتجرؤون على محاربة وقتال الأعداء المحتلين من الاتراك والفرس والعرب، بل تهابونهم وتهربون منهم، وتأتون بالجيش التركي الى داخل جنوب كوردستان ليتعقب فلولكم المهزومة! أنتم لا تستطيعون التقرُّب من المواطنين، ولم يبق أمامكم غير إلحاق بلائكم بالكورد الفقراء المساكين، فشلتم في كلّ مساعيكم، أنتم جماعة أصحاب الايادي القصيرة والألسنة الطويلة، كل الناس منزعجون من تصرفاتكم، وحتى الأحزاب السياسية منزعجة من تصرفاتكم الدنيئة، ولا تأمل فيكم خيراً، لكنها لا تتجرأ على قول الحقيقة والمجاهرة بها، ولكن الـ PDK ولكونها صاحبة قضية مشروعة ونضال طويل وثورات وشهداء ومقاومة لن يقف أمام أعمالكم القذرة بصمت! ولن يقبل الظلم الذي تلحقونه بالفقراء والآمنين، إذا لم تستطيعوا مقارعة الاعداء فعلى الاقل اصمتوا أو اخرسوا، ولا تتطاولوا، إذا ظللتم مستمرين على هذه التجاوزات المخزية لا شك أنكم ستلحقكم الخسائر.
