الهدنة إنتهت!

الهدنة إنتهت!

رفض زعيم مليشيا “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، إحدى أبرز الجماعات المسلَّحة المرتبطة بإيران، إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات المبكرة المقرَّر إجراؤها في الـ 6-6-2021، واصفاً في تصريحات لوسائل إعلام محلية عراقية، المبعوثة الأممية في بغداد، جينين بلاسخارت، بأنها “منحازة وغير محايدة”.

ويأتي ذلك بعد أسبوع واحد من لقاء لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي مع رئيس وأعضاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والتي أعربت عن ترحيبها بمساعدة أممية في إجراء الانتخابات، فيما رحبت كل من الولايات المتّحدة الأمريكية ودول أوروبية وغربية أخرى بمساعدة العراق في عملية تنظيم الانتخابات المبكرة التي تجرى لأول مرة وفقاً للقانون الجديد الذي أقرّه البرلمان استجابة لمطالب المتظاهرين.

وحذّر زعيم هذه المليشيات المسلّحة الموالية لإيران من الإشراف والتدخل التفصيلي في الانتخابات النيابية المقبلة، عازياً السبب إلى أن المبعوثة الأممية جينين بلاسخارت منحازة، وغير محايدة، وأن ذلك ظهر جلياً في الفترة الماضية حسب تعبيره.

وأضاف “لا بأس برقابة فقط، وحتى لو كانت بمشاركة الاتحاد الأوروبي، أما الإشراف فهو مسألة خطيرة”!

من جانب آخر، كشف الخزعلي عن انتهاء هدنة الفصائل الشيعية المسلّحة بانتهاء الانتخابات الأميركية، في إشارة إلى معاودة القصف الصاروخي على المنطقة الخضراء ببغداد.

وأضاف: “وقف الأعمال العسكرية يأتي وفق شروط: أولها عدم إبقاء أية قاعدة عسكرية غير عراقية، والسيادة على الأرض والسماء، مع وجود فني بتحديد الحكومة وهو ما لم يحدث”.

وتأتي تصريحات الخزعلي بعد القصف الاخير الذي استهدف السفارة الأميركية وضرب مواقع عشوائية في المنطقة الخضراء وحولها وتسبب بمقتل طفلة واصابة 5 آخرين، فيما توعدت الحكومة العراقية بأنه لن يمر من دون محاسبة.

وعلى الرغم من وجود قانون يحظر مشاركة القوى التي تمتلك أجنحة مسلَّحة المشاركة في الانتخابات، إلا أن مفوضية الانتخابات سجلت عدداً من الأحزاب والقوى التي تمتلك فعلياً مليشيات مسلَّحة، وأبرزها حركة “صادقون” وهي الجناح السياسي لمليشيا “عصائب أهل الحق”، بينما تستعدّ مليشيات أخرى للدخول أيضاً في الانتخابات من خلال تأسيس حركات سياسية وفقاً لما أكده قضاة في مفوضية الانتخابات عن أن رفض قبول تسجيل هذه الكيانات يحتاج إلى توافق سياسي، وقد يخلق أزمة كبيرة في البلاد تهدّد بتنظيم الانتخابات من الأساس”، معلقاً على رفض الجماعات والميليشيات الشيعية المسلّحة والموالية لإيران الدور الإشرافي للأمم المتحدة في الانتخابات.

من جانب آخر، يرى نشطاء وإعلاميون وقادة تظاهرات وسياسيون أن تصريحات الخزعلي تعني أن لدى المليشيات المسلّحة الموالية لإيران نية بالتدخل في الانتخابات وفرض رؤيتها.

ويرى خبراء ومحللون سياسيون أن مسألة إشراف أو مساعدة الأمم المتحدة تعطي شفافية أكبر لأي عملية انتخابية في أي مكان تجرى فيه، ومثل هذه التصريحات تثير مخاوف من استعداد المليشيات لفرض إرادتها على عملية الاقتراع، خصوصاً وأن الجهات ذاتها تلاعبت بالانتخابات السابقة وما زالت في الأذهان عملية حرق صناديق الاقتراع واختفاء أجهزة العدّ الإلكتروني من بغداد!

مقالات ذات صلة