الانشقاق عن الـ PKK خيانة أم وطنية؟

الانشقاق عن الـ PKK خيانة أم وطنية؟

أحد هؤلاء المنشقّين عن صفوف تنظيمات البكك هو (زبير عيسى) المولود عام 1969 بقرية إيدلب بمنطقة المزوري بجنوب كوردستان، وكما يتحدّث هو بنفسه، أنه كان مهتمّاً بالبحث عن أفضل الحلول للقضية الكوردية وفق فهمه ورؤاه، وانطلاقاً من هذا المبدأ، بحث زبير عن سبل النضال لإدامة الحركة التحرّرية الكوردية في جنوب كوردستان بعد عمليات الأنفال السيئة الصيت عام 1988، فيقول: “آنذاك كانت البكك تتواجد على الحدود بين شمال كوردستان وجنوبها تحت شعار الاشتراكية والعدالة الاجتماعية وشعار الحرية لكوردستان الكبرى” وهذا الشعار تمثّل لنا نحن عدد من الشبيبة الكورد اليافعين في المنفى في إيران كضالتنا التي نبحث عنها  وأثّرت علينا بأسرع وقت.

آنذاك كان الشباب الكورد يتوجّهون نحو أوروبا، ولم نكن نريد إخلاء الساحة للأعداء، وظننا أن البكك هي القوة الرئيسية للكورد لحلّ القضية الكوردستانية، لهذا قمنا ونحن كنا 14 شاباً من مؤيدي ومناصري الحزب الديمقراطي في إيران زمن المنفى، بالتوجّه نحو البكك في الـ 20-10-1989، لغرض الانخراط في دوراتهم التربوية والعودة لجنوب كوردستان والشروع بالنضال والكفاح المسلّح وإدامته.

أسماء الشبان الـ 13 الذين كانوا معي:

  1. مصطفى شفيق “ئاري”.

  2. عزيز ويسي.

  3. علي تتر.

  4. اسعد عيسى.

  5. ميكائيل مجيد.

  6. حسين ياسين.

  7. سعيد إبراهيم.

  8. هادي علي.

  9. قادر موسى.

  10. شوكت رمضان.

  11. مدني عبد الله.

  12. صباح ملحم.

  13. نوزاد گليار.

لم نكن نتوقّع يوماً أن البكك ستصبح العقبة أمام جنوب كوردستان وباقي أجزائها ومعضلتهم الشائكة

لم نكن نتوقّع نحن البيشمركة وعامة أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني وقبل انضمامنا لصفوف تنظيمات البكك أن يأتي يوم تصبح فيه البكك العقبة أمام جنوب كوردستان وباقي أجزائها ومعضلتهم الشائكة.

فقبل التحاقي وانضمامي لصفوف هذه التنظيمات، وبالذات في عام 1984، سألت العضو القيادي البارز للبكك “معصوم كوركماز” بأن البكك لو أصبحت كبرى الأحزاب الكوردستانية، فهل ستقومون كالأحزاب الأخرى بالاقتتال الأخوي؟ فأجابني بكلّا على الإطلاق! وانه لن يحدث شيء كهذا ابداً، لأنّنا كنّا قد قرّرنا إنهاء الاقتتال الأخوي بين الكورد.

فكان يقول كوركماز: لو قتلت الأحزاب الكوردستانية مقاتلينا -كريلا- فلن نوجّه افواه بنادقنا نحو صدورهم، فقد جئنا لحلّ القضية الكوردية لا لقتال الكورد ومحاربتهم!

غير أن جميع أقواله باتت منقلبة رأساً على عقب! فهم لم يحلّوا مشاكل الكورد وقضيتهم فحسب، بل أصبحوا مشكلة رئيسية للكورد في ثلاثة أجزاء كوردستان، آنذاك، كان عكيد يتحدّث كثيراً عن إنشاء جبهة كوردستانية وجيش قومي منظّم يمثّل فيه كلّ حزب عن بقعته من كوردستان ويدافع عنها، فمثلاً، كان جميل بايك وأعضاء قياديين آخرين يقصدون الناس ويوضّحون لهم أنهم ممثّلوا طبقة البروليتاريا والقائمين بالثورة ضد الطبقة البجوازية، وأنهم خدم الناس، وهذه الأعمال والممارسات أثّرت في عقول الشباب الكورد وجذبتهم نحوهم، وخلقت فيهم حماساً وشعوراً وطنياً وقوّته في نفوسهم، والحقّ ان هذه البروباغندا والدعايات أثّرت في أعماقنا، فانضممنا  لصفوفها والتحقنا بدوراتها التربوية للتثقّف والاستفادة من تجربتهم والعودة لجنوب كوردستان، غير أنّنا تعرّضنا لمشاكل بداية التحاقنا!

في بداية التحاقنا، وتحت شعار الأنشطة والعمليات العسكرية، قتلت البكك 24 شخصاً من قرية صاتي بمنطقة كفر، واستولت على 700 رأس غنم للقرويين، وكان من بين القتلى 8 أطفال و6 نساء، و8 منهم كانوا رعاة القرية، والآخران كانا قرويين، فكان طرف من أهالي القرية يحملون أسلحة النظام والطرف الآخر كان أعزلاً لا يحمل أي سلاح، وقد مورست هذه المجزرة والفاجعة بحق من لا يحمل السلاح!!

فعندما رأينا هذه الكارثة بأم أعيننا اعترضنا عليها بطريقة مباشرة وحدثت بيننا مواجهة مباشرة، آنذاك، ألقى (هوكر) القبض علينا واتّهمنا بالتجسّس والعمالة للبارتي، وأصدر حكماً بالإعدام بحقّنا!

تم إيداعنا في سجن تحت خيمة مدة 6 أشهر، حتى امتعض عبد الله أوجلان من هوكر وغضب منه، فهرب الأخير والتجأ إلى النظام العراقي أولاً، بعدها تمّ اغتياله في أوروبا، وتمّ إطلاق سراحنا وتحريرنا من السجن، وتوجّهنا لسهل البقاع في الشام بأوامر من أوجلان.

بعد اعتقال أوجلان أصاب رعب شديد وقلق بالغ صفوف تنظيمات البكك، وحصلت المئات من التصدّعات في صفوفها، فبداية خلّفه شقيقه عثمان أوجلان ومن بعده مراد قريلان، غير أن إدارة البكك الفعلية والواقعية كانت منوطة بـ “جميل بايك” وهو لغاية الآن ما زال الرجل الأول في صفوف هذه التنظيمات.

قتلوا الجميع، والتصفيات والاغتيالات جاءت بأوامر مباشرة من بايك

يمتلك بايك تنظيمات خاصة به في صفوف تنظيمات البكك، فقام بتصفية الجميع، وأصدر الأوامر بالاغتيالات بحقّ المعارضين والمنافسين، وكانت التهم الموجّهة إليهم لا تعدو عن التجسّس والعمالة والخيانة، والغريب في الأمر أنه وبعد كلّ هذه السنوات اعتبرتهم البكك كشهداء لها وافتخرت بهم!!

وهناك أمثلة جمة بهذا الصدد، منها قضية اغتيال العضو القيادي للبكك “ناصر” ذلك القيادي الذي وجّه ضربات مميتة للنظام التركي ما بين عامي 1991-1993، فقد اغتالته البكك بأيديها ومن ثمّ اعتبرته شهيداً من أجل القضية! أم (هارون) والملقّب بـ(هاروني سَر مَزن-هارون ذو الرأس الكبير) ابن عبد الرحمن دوره، فهو ايضاً ممن اغتالته البكك وصفّت حساباته ومن ثمّ أعلنته شهيداً من أجل القضية! فهنا ينبغي إجراء تحقيقات دقيقة على ممارسات البكك واعمالها الخفية بهذا الصدد.

مقالات ذات صلة