القاضي محمد.. الشخصية التي استطاعت انبعاث القضية الكوردستانية في كافة أجزاء كوردستان الأربعة
قبل 74 عاماً، وفي مثل هذا اليوم، 31-3-1947، أُعدم المرشد والزعيم الكوردي (قاضي محمد) مع شقيقيه (صدري قاضي وسيفي قاضي) على يد العجم المحتّلين.
ولم يكن لذنب اقترفوه سوى النضال من أجل تحرير أمتهم الأمة الكوردية، وتأسيس أول جمهورية كوردستانية باسم (جمهورية كوردستان) والتي كانت عاصمتها مدينة مهاباد.
تلك الجمهورية الحديثة الولادة والتي مرّت فقط سنة واحدة على تأسيسها، أصبحت فجأة ضحية اتفاقيات سياسية دولية بعد إعدام القاضي وشقيقيه، وانتهى كلّ شيء في طرفة عين!
تلك الدول التي كانت تصف هذه الأمة بـ”الأصدقاء والكادحين والمناضلين والثوريين والأمة المضطهدة” قضوا على جمهورية كوردستان في ظلّ اتفاق نفطي بين الإتحاد السوفيتي وإيران.
وقد أصبح الإتحاد السوفيتي صاحب الطاقة الكوردستانية ومستحوذاً على موارده لطيلة 52 عاماً، وبقيت كوردستان دون طابع أو أية نقود!
القاضي ورفاقه على صفحات التأريخ الذهبية
الأمر البالغ الغرابة هنا هو موقف اليسار والشيوعيين الكورد، عندما كانوا يبرّرون ممارسات الإتحاد السوفيتي ويدافعون عنه بقولهم: “التجزئة هو تضحية من أجل الحفاظ على الكلّ”
بمعنى أنه كان يتوجّب التضحية بالكورد من أجل إدامة السياسة الدكتاتورية للسوفيت.
غير أن التأريخ لا يرحم، ولم يدع أن تمرّ هذه الممارسة سدى، فأهان الإتحاد السوفيتي، وباتت فلسفتهم على صفحات الخزي والعار والوسخة للتأريخ، بينما كُتب اسم الشهيد القاضي ورفاقه على الصفحات الذهبية للتأريخ، إذ بنى القاضي أسس أحدث دولة كوردية معاصرة وفق الأطر القانونية متّسمة بالديمقراطية، بحيث ارتقت على الدول الإقليمية في الشرق الأوسط آنذاك.
دور القائد الخالد الجنرال “مصطفى البارزاني” وقواته العظيمة في حماية جمهورية مهاباد
الأهمّ من كلّ شيء هنا هو ما حقّقته الجمهورية الفتية من توحيد للكورد وبناء أسس التعاون بينهم في كافة أجزاء كوردستان، إذ شارك الكلّ في تأسيس الجمهورية الفتية أو دعموها على أقل تقدير، سواء في كوردستان تركيا -شمال كوردستان- وكوردستان العراق -جنوب كوردستان- وكوردستان سوريا -غرب كوردستان- وكوردستان إيران -شرق كوردستان-
وقد تسنّم القائد الخالد الجنرال مصطفى البارزاني على رأس قوة عظيمة موقعاً بارزاً في حماية جمهورية كوردستان، وقد خلقت الجمهورية الحديثة أسس التعاون والتضامن والتناصر بين الشعب الكوردي في كافة أجزاء كوردستان الأربعة.
تجربة جمهورية كوردستان أصبحت نموذجاً لكافة أجزاء كوردستان
نعم، رغم الحياة القصيرة لهذه الجمهورية الفتية، إلا أن تجاربها أصبحت نموذجاً لباقي أجزاء كوردستان.
فعلم هذه الجمهورية ما زال يرفرف عالياً في إقليم كوردستان -جنوب كوردستان- ذلك العلم الذي سلّمه القاضي للبارزاني الخالد شخصياً.
والنشيد الوطني للجمهورية الفتية ما زال يردّد بصوت عالٍ في كافة أجزاء كوردستان الأربعة.
رغم حياتها القصيرة… جمهورية كوردستان تمنح نتائج باهرة للأمة الكوردية
ينبغي على كلّ فرد كوردي ان يدرك قيمة المكتسبات والمنجزات العظيمة التي حقّقتها جمهورية كوردستان، والتي أهدتها للأمة الكوردية رغم حياتها القصيرة، فالقضية الكوردية تتقوّى يوماً بعد يوم على الأسس التي بنتها الجمهورية الفتية، وتحقّق للكورد مكاسب ومنجزات عظيمة ومتواصلة.
وختاماً، وفي الذكرى السنوية الـ 74 لإعدام القاضي ورفاقه، أنحني إجلالاً وتكريماً أمام القاضي محمد ورفاقه الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل الوطن، وأستذكر مقولة للقاضي الشهيد والتي ما دامت حية ليومنا هذا:
لا تثقوا بالأعداء عموماً، والعجم والترك منهم على وجه الخصوص، فهم أعداؤكم في أكثر من جهة، فهم أعداء دينكم وشعبكم ولغتكم ووطنكم، وقد أثبت التأريخ على الدوام أنهم يبحثون عن الحجج والذرائع لممارسة الظلم على الكورد، وقتلهم لأسباب صغيرة، بينما هم يمارسون مختلف صنوف الإجرام بحق الكورد دون أي وازع من ضمير.