شكراً قاراسو!!

الجزء الثاني

في الحقيقة، قضينا أوقاتاً رائعة وممتعة، وجلسة مشوقة في تجاذب أطراف الحديث مع قيادي الـ PKK مصطفى قاراسو، ومتّعنا آذاننا بالاستماع لحكاياته كالاستماع لأغاني شاعر فلكلوري تراثي عتيد، مائلين رؤوسنا على أنغام موسيقاه وأغانيه!

فلو أردت أن تكون ذو شأن لدى مجالستك لقادة الـ PKK ينبغي عليك أن تردّد ما يقولونه لا غير، وأن تلتزم السمع والطاعة، وتلتزم بمبادئ تنظيماتها وتنفّذها بحذافيرها، هذا ومبادئ هذه التنظيمات تشمل ثلاث نقاط:

    1. أن تكون من المستمعين الجيدين “سمعاً وطاعة”.

    2. أن تسأل وتتساءل فقط لا أكثر.

    3. أن تتقن قول: قولكم صحيح 100% دون شكّ.

وقد تحدّثنا في الجزء الأول من مقالنا عن حقيقة مقولة القيادي البارز لحزب العمال الكوردستاني مصطفى قاراسو، عندما قال خلال حوار له مع كبرى الماكينات الإعلامية وأقوى أبواق هذه التنظيمات يوم 27-4-2021: هناك سياسة إبادة جماعية ضد الكورد تُحاك في إمرالي!

في الحقيقة، نقدّم شكرنا مرّة أخرى لقاراسو على جرأته المنعدمة النظير في قول الحقيقة المؤلمة والمرّة بعيداً عن أطر ومبادئ الـ PKK، وتصريح قاراسو المعلن يعتبر أول تصريح حق وقول صحيح ينطق به هذا الشخص أو أحد قادة الـ pkk!

غير أنّني لاحظت بعدها بأنه يحاول التفلسف في حديثه كزعيمه، غير أنه من المؤسف أنه لم يكن يعرف بأنه لا يجيد فنّ التلاعب بالكلمات والمصطلحات وتحريفها كسيّده!

نعم أخ قاراسو، نؤيّدك في حديثك بأن هناك سياسة إبادة جماعية ضد الكورد تُحاك في إمرالي، وتنفّذ مقرّراتها ومخرجاتها في قنديل، وتدار هذه السياسة بشمولية المعنى هناك، كيف ذلك؟ هل تعرف بأنه ومدى 20 عاماً أن أوجلان قابع في سجون الدولة التركية، وأن الدولة استطاعت خلال هذه الفترة الطويلة أن تهيئ الأرضية والجوّ المناسب ليخضع هذا الشخص -أوجلان- لأجنداتها وتصحيح مسار هذا الشخص لما تهواه تركيا وتتمنّاه!!

أنا متأكد بأنك ورفاقك قد سمعتم بأسطورة الكهف لأفلاطون في كتابه “الجمهورية” قصة بقاء أشخاص في كهف -مغارة-، ولو لم تكونوا قد سمعتموها أو قرأتموها، فسأسرد لكم خلاصة القصة كواجب وطني وكوردايتي…

خلاصة أسطورة الكهف لأفلاطون

شكراً قاراسو!!
شكراً قاراسو!!

أسطورة الكهف هي قصة ذكرها افلاطون على لسان سقراط في كتابه الجمهورية أراد بها تمثيل حقيقة الوجود الانساني في هذا العالم.

في هذه القصة يطلب افلاطون على لسان سقراط أن نتصور كهف يحبس فيه مجموعة من الناس منذ نعومة أظفارهم مقيدة أرجلهم وأعناقهم بأغلال بحيث لا يستطيعون الحركة والالتفات والنظر إلى أي شيء لا إلى ذواتهم ولا إلى بعضهم البعض ولا إلى الكهف حولهم، ولا يستطيعون النظر إلا إلى الجدار الذي يواجههم.

هذا وخلفهم نار متأججة من مسافة، وبين النار والسجناء طريق مرتفع، على طوال هذا الطريق حائط منخفض مشابه لتلك الحواجز التي يضعها أمامهم لاعبوا الدمى المتحركة.

هؤلاء السجناء لا يستطيعون رؤية أي شيء من أنفسهم ومن جيرانهم وممّا في الكهف شيئاً غير الظلال التي تلقيها النار على الجدار المواجه لهم.

سقراط أو بالأحرى أفلاطون يؤكد أن الوجود والواقع كله بالنسبة لهؤلاء المساجين هي فقط تلك الظلال لأنهم لم يروا أي شيء اخر في كامل حياتهم وهم لا يدركون إن ما يرونه ليس الا هو ظلال لأشياء تمر أمام النار وأكثر من هذا أن هذه الاشياء تحركها موجودات حية خارج كهف.

فكذلك الوضع بالنسبة لأوجلان، فهو كهؤلاء المساجين القابعين في الكهف، وحقيقة أحداث وتطورات كوردستان بالنسبة له كالظلال التي تلقيها النار على الجدار المواجه لهم.

فيقوم أوجلان بدراساته وبحوثه وكتابة كتاباته على ما يظهر له من منظر خرافي خيالي حول كوردستان، لهذا لو دقّقتم النظر في كتابات أوجلان وآرائه التي طرحها وكتبها في سجنه بإيمرالي وما صدر منه من قرارات لقنديل إنما تثبت حقيقة ما قلناه لا غير، فمحتوى كتاباته ومجمل قراراته خيالية خرافية لا تنسجم مع واقع كوردستان وما يحدث على الساحة الإقليمية.

مفكرّو الدولة التركية ومنظّروها يديرون هذه القضية والملف بمنتهى الفطنة والدقة والعقلانية والخبرة بعيداً عن الأخطاء

خلاصة القول، تقوم الدولة التركية برسم وإحاكة مخطّطاتها ومؤامراتها، ويقوم زعيم الـ PKK المسجون أوجلان بترجمة هذا المخطّط وهذه المؤامرة بلغة لا كوردية ولا تركية، وإيفادكم بها، وأنتم تنفّذونها بالحرف الواحد صمّاً بكماً عمياً!

نعم مركز قرار إبادة الكورد وتدميرهم هو الدولة التركية، وبالضبط ما يحاك في إيمرالي، ومهمة أوجلان هنا تنحصر في القيام بدور المتحدث الرسمي للدولة وإرسال هذا المشروع والمخطّط إليكم قادة البكك، أما أنتم فتنفّذون المخطّط والمؤامرة وتحقّقون المشروع، أما بالنسبة لحكومة إقليم كوردستان والشعب الكوردي البريء وعناصر الكريلا فهم مجرّد قرابين واضاحي لهذا المخطّط الخبيث والدنيء!

مقالات ذات صلة