شيء من فكر وفلسفة أوجلان

شيء من فكر وفلسفة أوجلان
  • بقلم: إدریس إسماعیل طروانشي

أيّها القاريء الكريم… ما تقرأه هنا ليس بتلفيق ولاهي من سعة خيالي، بل هي سطور اقتبسناها من صميم فكر وفلسفة زعيم حزب العمال الكوردستاني السيد عبدالله أوجلان في كتابه (دفاعي منعطف على مسار الحل الديمقراطي) نضعها تحت أنظاركم للاطلاع عليها والتعمق بها وتحليلها ومن ثم معرفة ستراتيجيته وما يصبو تحقيقه من أهداف على المدى البعيد، آخذين بعين الاعتبار أربعين عاماً ونيّف من كفاح حزب العمال الكوردستاني المسلّح وشعاره (قيام دولة كوردستان الكبرى) الذي بدأ به حركته المسلحة (ضدالدولة التركية) والتضحيات الجسام التي تكبّدها شعبنا في هذا الصراع الذي طال أمده دون نتائج، وسلوك هذا الحزب ومعاداته لكافة القوى والفصائل الكوردستانية في ربوع كوردستان، وقفزه على بعض الثوابت القومية والوطنية كاتّخاذه لاسم (الگريلا) لقواته العسكرية بدلاً من اسم البيشمركة، وعلماً مغايراً لعلم كوردستان، رغم كونهما عاملا وحدة وجمع ومتفق عليهما كوردستانياً، ولعدم الاطالة في الحديث ندخل في صلب الموضوع.

إذ يقول السيد أوجلان في كتابه (دفاعي منعطف على مسار الحل الديمقراطي) وتحديداً في الصفحة 173 بعد السطر السابع:

“بقدر ما نسعى إلى إبعاد تركيا وانقاذها من المخاطر الكبيرة المنتظرة، فإنّنا أيضاً نودّ عودة تركيا إلى القوة والعظمة التي كانت تتمتّع بها في السابق”. انتهى الاقتباس.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة هو: بماذا يختلف مشروع أوجلان عن مشروع أردوغان؟؟

 فإذا كان كلاهما يدعوان بل ويعملان من أجل استعادة تركيا لمجدها وإرثها التأريخي المتمثل بعودة الخلافة العثمانية وسيطرتها من جديد على الشعوب التي نالت استقلالها بعد انهيار هذه الامبراطورية التي لم تقدّم للبشرية سوى القتل والدمار، فمن أجل ماذا إراقة دماء الكورد والترك على حد سواء إذا كان هدفهما واحد!!

ويتابع اوجلان:

“فمع التسوية النهائية سوف تدخل الامكانيات والقدرات العسكرية والحربية لـ(pkk)  في خدمة الجمهورية التركية، وستزول المخاطر المهدّدة لوجودها والتي تقودها بعض مراكز القوى العالمية، مستغلة القضية الكوردية منذ 200 عام لإشعال تركيا وتحويلها إلى ساحة حرب وبؤرة مضطربة أبداً كما فعلوه في (كوسوفو-لبنان-البوسنة والهرسك-العراق) وفي شمال العراق بشكل خاص تحت تسمية الكيان الكوردي”. انتهى الاقتباس.

يتكلّم أوجلان عن التسوية النهائية.

أليس من حقّنا أن نسأل عن أية تسوية نهائية يتكلم السيد اوجلان!!

فهل هنالك خلاف حتى يستوجب التسوية؟؟؟

ثم إن أوجلان وبثقة تامّة وإيمان راسخ يطرح نفسه وحزبه منقذاً لتركيا التي تحدق بها المؤامرات من قبل مراكز القوى العالمية، حسب زعمه، ويرى في نفسه وحزبه عامل دعم وقوة للدولة التركية المغتصبة لنصف تراب كوردستان!

ولايخفي بأن الهدف من بناء الامكانيات والقدرات العسكرية لحزبه هي لكبح جناح القوى المعادية لتركيا وحمايتها وإزالة المخاطر المحدقة بها وقد تجلّى ذلك عندما تم الاعلان عن قيام حكومة إقليم كوردستان في عام 1992، إذ صرّح آنذك بأن هذا الكيان هو بمثابة خنجر مسموم في خاصرة الدولة التركية، وأعلن الحرب عليه واعتبره صنيعة القوى الامبريالية، تلك القوى التي تحميه في (شمال وشرق سوريا) التي أنكر في مقابلة له مع أحد الصحفيين ونشر في كراسة تحت اسم (سبعة ايام مع آبو،قائد وشعب) وجود لكوردسان الغربية التي تربع على عرشها بالقوة منذ انطلاقة شرارة الثورة في سوريا.

كما أن أوجلان وبعد إلقاء القبض عليه وأثناء محاكمته، صرّح بأنه قدّم خدمات جلية لتركيا عندما وقف لوحده بوجه قيام دولة كوردية في (شمال العراق) ولايزال حزبه مواضب على نهجه في منع قيام كيان قومي كوردي متفقاً بذلك مع الكيان التركي المحتل الذي يعارض قيام هذا الكيان ولو في المريخ.

عجبي أن يؤمن البعض منّا بأن أوجلان وحزبه يملكان مشروعاً كوردستانياً هدفه تحرير الانسان الكوردي من نير الاحتلال!!!!

عجبي أن نرى الحقيقة بأم أعيننا ونتحاشى ذكرها!!!

عجبي أن تؤمن بحل للقضية الكوردية من دون تأسيس كيان كوردستاني مستقل، وأن نؤمن بأن الحل يكمن بإقامة مشروع الأمة الديمقراطية (عن طريق جمع ثقافة الصحراء وبربرية الاتراك وعنصرية الفرس ومظلومية الكورد تحت الخيمة الأوجلانية)!!

عجبي أن نبني مواقفنا انطلاقاً من مصلحتنا الذاتية، لا حسب ماتقتضيه المصلحة العليا للشعب والوطن.

مقالات ذات صلة