فؤاد أونن
لغاية ما قبل 15 عاماً، كان الأتراك يخشون أنفسهم من الكورد، سواء في كوردستان تركيا -شمالي كوردستان- أو كبرى المدن التركية كالأناضول وغيرها، لغاية عام 2007 عندما بدأت عملية عكسية جديدة، فتجمعات الجمهورية واحتشاد الأعلام كانت بداية جديدة لمرحلة مستحدثة، فقد غيّرت القوات العسكرية وشبه العسكرية وجهتها نحو الكورد سواء في ميرسين أو إزمير أو بورصا أو إسطنبول، وأضاقوا الخناق على الشعب الكوردي وبتنسيق محكم ومنظّم، وبالأخص الكورد المتواجدين في كبرى المدن التركية.
فهوجمت مصانع الكورد وممتلكاتهم ومؤسّساتهم، وبدّد الأتراك الخوف والقلق الذي خلقه الكورد عليهم، فبدأت التنظيمات الكوردية الجديدة بالتحرك واتّخاذ خطوات جديدة، فقد استاء كورد المدن من هذه الاعتداءات العنصرية المتطرفة، ولم يتبق أية اعتبارات لحساب الكورد بين المجتمع التركي، وهو ما يُعتبر وضعاً مستحدثاً يدقّ ناقوس الخطر، بحيث يفرض على كلّ كوردي يملك غيرة كوردية أن يتألم لهذا الوضع المستحدث، كما يجب على السياسة الكوردية أن تبحث عن حلول آنية وطارئة لهذا الوضع الصعب بل والمتأزم.
الهجمات والاعتداءات تشتدّ وتضعف من مركز قرار أوحد
دائماً ما نرى بعد أية عملية اعتداء، كبار الدولة التركية يقولون بأن الحادث شخصي ولا علاقة لهذه الأحداث بالعداوة بين الكورد والأتراك، غير أنّنا نجد أن هناك حرباً منظمة مخطّط لها تُدار ضد الكورد في كبرى المدن التركية، تتّسم بمركزية القرار في الاشتداد والتخفيف والقوة والضعف!
فالمحتل على أهبة الاستعداد، كما وكلّ شيء في الحسبان لديه لإدامة الإبادة الجماعية بحق هذا الشعب، والذي لم يحسب أي حساب لما يُمارس ضدّه هو الأطراف السياسية الكوردية والكوردستانية، فينبغي عليها أن تضع في الحسبان ما يحاك ضدّ الكورد، وأن يكون لها خارطة طريق جدّية اليوم قبل غد، وأن تكون هذه الأحداث أمام مرأى منها وأنظارها وسمة واقعها اليومي دائماً.
الوقت وقت الغيرة!
ينبغي ألا ينسى الكورد في هذا الوقت الراهن بالذات، أن عملية السلام والحلّ كانتا تسيران على قدم وساق، غير أن هاتين العمليتين وغيرها من خطابات السلام والأخوة جرّدت الكورد من التسلّح حتى في المجال الفكري أيضاً.
فنحن نعيش مرحلة جديدة، ولا ينبغي لنا التأخر أو التسويف… فكان الأولى لدى ظهور تجمعات الجمهورية أن تكون لدينا مراكز حماية منسّقة ومشتركة، بل ما نريده أن يكون مقترحنا هذا مقترحاً جدياً ويومياً دون كلل أو ملل.