الـ PKK غاضبة مستاءة من عودة بيشمركة كوردستان للمناطق الكوردستانية!

منذ الـ 23 من أيار ولغاية اليوم، بدأ بيشمركة كوردستان وبالتنسيق مع الجيش العراقي بتشكيل غرف عمليات مشتركة، فتشكّلت غرف عمليات في كلّ من كركوك ومخمور وباشرت بمهامها، وفي الآونة الأخيرة، تشكّلت غرف عمليات في كلّ من نينوى وخانقين.

هذا وتشكيل غرف العمليات هذه وتفعيلها، يعتبر خطوة سياسية هامة بالنسبة للكورد، فقد احتلت هذه المناطق من قبل ميليشيات الحشد الشعبي والجيش العراقي بعد أحداث 16 أكتوبر الخيانية، وعودة البيشمركة إليها في الوقت الراهن تعتبر مكسباً دبلوماسياً هاماً، غير أن هناك بعض الأطراف الممتعضة والمستاءة من تحقيق هذه المنجزات، وأحدها هو حزب العمال الكوردستاني الـ (PKK) غير أنها لم تقدر على الإفصاح عن نواياها تجاه هذا الموضوع علناً، لهذا نهجت شتى السبل للوقوف بوجه تنفيذ هذه الخطوة.

فكانت تبدي رفضها لعودة البيشمركة لهذه المناطق الكوردستانية عبر مقالات ومواضيع تنشرها باللغات الأجنبية على موقعها (ANF) مخافة ردود الأفعال المعارضة من الشعب الكوردي، لهذا لم تكن تنشر مثل هذه المواضيع على مواقعها باللغة التركية أو الكوردية، بهذا دأبت الـ PKK على نشر مثل هذه المواضيع باللغة الإنجليزية لإيهام الأوروبيين والأجانب على أن هذا هو موقف الكورد عموماً والرأي العام الكوردي!

وآخر هذه الكتابات مقال نشر في قسم اللغة الإنجليزية على موقع فرات للأنباء (ANF) لكاتب يدعى (بختيار جلي) والذي يزعم بأنه عضو لمجلس الشعب في مخمور، هذا والمقال نُشر باللغة الإنجليزية فقط، كما نشرت بعض المعلومات الخاطئة وبتقصّد علاوة على استهدافه لبيشمركة كوردستان والانتقاص من قيمته!

يزعم المقال أن “الهدف من عودة البيشمركة لمنطقة مخمور هو مخطّط للقضاء على المخيم وانهياره!”

وفق المقال، أن بيشمركة كوردستان خرجوا من مخمور يوم 16 أكتوبر 2017 نتيجة اشتداد هجمات داعش على المخيم، وتمركزت ميليشيات الحشد الشعبي موقعها، غير أن الحقيقة هي أن بيشمركة كوردستان وبأسلحته الثقيلة وقواته البرية، لعب دوراً بارزاً وهاماً في طرد داعش من مخمور، وعندما أهديت كركوك للجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي إثر خيانة طابور لاهور جنكي، شنّ الجيش العراقي هجوماً عنيفاً على بيشمركة كوردستان في جبهة مخمور، وفي 24 تشرين الأول 2017، تصدّى بيشمركة كوردستان لهذه الهجمات العنيفة لميليشيات الحشد الشعبي والجيش وأحبطها، وأسّر 20 مقاتلاً لهذه الميليشيات كما دمّر العديد من آلياتها ووسائطها العسكرية، نعم كان هناك شهداء في صفوف البيشمركة في هذه المعارك ولكن رغم هذا كان الانسحاب من مخمور لأسباب سياسية وليس نتيجة المواجهات العسكرية، فتمركز على بعد 4 كم من مخمور.

كما ينبغي معرفة أن بيشمركة كوردستان عندما كان يحارب الحشد على بعد 1كم من مخمور، كان هناك ما يقارب من 300 گريلا يراقبون هذه المعارك على بعد 1كم أيضاً على أمل انتصار ميليشيات الحشد! وبعد انتهاء المعارك استقبلت الـ PKK قادة هذه الميليشيات في مخمور في غاية الكرم والضيافة! بل حتى كاتب المقال المزعوم بختيار جلي (بولات) كان ضمن من شارك في هذا الاجتماع مع قادة الميليشيات، وتحالفت الـ PKK مع هذه الميليشيات بالولاء والتعاون في حين لم يكن بيشمركة كوردستان قد انسحب كلياً!

الـ PKK تصف بيشمركة كوردستان بالمتعاونين مع داعش!

جاء في المقال ما مفهومه أن الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- وتركيا يدعمون داعش مالياً ويوظّفونه، وهنا مربط الفرس، فبهذا يبدي الكاتب أن بيشمركة البارتي -الديمقراطي الكوردستاني- وحكومة إقليم كوردستان هم حلفاء لداعش ومتعاونون معه، ووفق هذا الاتهام يحاولون القول بأن حكومة إقليم كوردستان تحالفت مع تركيا وداعش تحالفاً استراتيجياً، غير أن الحقيقة هي أنه وخلال سنتين لغاية 2015 قدّم بيشمركة كوردستان أكثر من 1300 شهيد في حرب داعش، فكاتب مقال ANF أدار ظهره عن هذه التضحيات الجسيمة لبيشمركة كوردستان وما قدّموه من شهداء من أجل الوطن، ليقلّل من قدره وينتقص منه!!

فالقضية ليست قضية الكاتب نفسه، بل هي حجم الاتهامات الدنيئة التي اتّهمت بها الـ PKK بيشمركة كوردستان! فالـ PKK ولجملة أسباب سياسية واجتماعية لا تقدر على البوح بهذه الأشياء، فتقوم بنشرها بأسماء مستعارة مختلفة!

وكذلك الآن، فالـ PKK ستواصل لعبتها الدنيئة المليئة بالادعاءات الكاذبة بأقلام مخفية وأسماءٍ مستعارة “الشعب لا يريد البيشمركة، هناك تعاون بين البيشمركة وداعش، البيشمركة يسيئون التعامل مع الإنسان، عودة البيشمركة لهذه المنطقة مؤامرة دولية للقضاء على الـ PKK وتصفيتها!!” وغيرها من الاتهامات والادّعاءات الكاذبة!

الـ PKK والحشد الشعبي وحدهما غاضبان مستاءان من عودة البيشمركة للمنطقة

ولأن هدف سياسة الـ PKK والتي تحدّث عنها عبد الله أوجلان عام 2012، هو انتشار الـ PKK وتمركزها على الخط بين شنگال لخانقين، وإخراج بيشمركة كوردستان منها، انخرطت الـ PKK ضمن أطر مخطّط الهلال الشيعي الإيراني وأصبح حليفاً وشريكاً فيها، وبحجة أن بيشمركة كوردستان تخلّى عن المنطقة تمركزت هذه التنظيمات فيها، وجعلوا الإيزيديين جزءاً من ميليشيات الحشد الشعبي،

ووطّنت الميليشيات المسلّحة في مخمور، ووضعت القواعد المهيمنة على خط كركوك، وشكّلت قوات باسم الدفاع الذاتي على خط كرميان-خانقين بعدها عُرفت هذه الفصائل بانتمائها لميليشيات الحشد الشعبي، فالـ PKK والحشد الشعبي كانا يتحركان وفق مركز قرار واحد في هذه المناطق الكوردستانية، فهما قوتان شريكتان حليفتان بجميع الأشكال، بعبارة أخرى، فمشروع الحزام الأوسط والذي تدّعي الـ PKK من ورائه بأنها ستحرّر الأرض من الدولة العراقية ليس كذلك قطعاً، بل هدفها هو الاستيلاء على الأرض وطرد بيشمركة كوردستان منها واستقطاعها من إقليم كوردستان والتمركز في هذه المناطق الكوردستانية باسم الدولة العراقية!

ولهذا السبب، فالمستاء كثيراً والممتعض من عودة البيشمركة للمنطقة هو الحشد الشعبي والـ PKK بلا شكّ، والحليف الآخر لهذه الجبهة هو طابور لاهور جنكي، وهؤلاء الثلاثة شركاء غير الاعتياديين هدفهم صناعة الفوضى في المنطقة، ويعود الفضل في تواجد الـ PKK فيها لميليشيات الحشد الشعبي، ولدى عودة البيشمركة لها وبطرق رسمية ستتعرّض علاقات الـ PKK وشراكتها للحشد لمخاطر جمّة لذا ينبغي الحذر من تنفيذ المشروع وتحقيقه.

والجدير بالذكر، أنه وبعد ذاك التأريخ، نشطت القوى السياسية للاتحاد الوطني الكوردستاني في تلك المناطق، في حين رفض الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- فتح مكاتب سياسية له فيها لغاية عودة بيشمركة كوردستان إليها…

مقالات ذات صلة