مەمەت مێردینی
قبل إجراء الانتخابات العراقية المبكرة والتي جرت يوم الأحد الماضي 10-10-2021، أصدر الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) بياناً دعا فيه أنصار الـ PKK وأعضاءها وكوادرها بالتصويت لصالح منتخبي (مرشّحي) الاتحاد الوطني الكوردستاني في هذه الانتخابات.
وأثار التصريح استياء مرشّحي الـ PKK والذين تم ترشيحهم على حساب حزب الحرية الكوردستاني، وخلق ردود أفعال غاضبة لديهم كونهم هم أحقّ بكسب الأصوات من مرشّحي حزب سياسي آخر، وإلا فما الجدوى من ترشيحهم؟!
كما صرّح بايك أيضاً بأنه لا يجوز أن يخسر الاتحاد في هذا المعترك الانتخابي، وإلا فإن الجبهة الكوردستانية ستضعف! هذا كان ملخّص بيان جميل بايك بصدد الانتخابات العراقية ومرشّحي الاتحاد الوطني، ولكن يا تُرى هل سيترجم بايك أقواله وتصريحاته لأفعال على أرض الواقع؟! فالجواب كلّا بلا شكّ…
تأييد بايك الظاهر للاتحاد ودعمه الخفي لحراك الجيل الجديد
ورغم مطالبة بايك من أنصار الـ PKK بدعم مرشّحي الاتحاد الوطني ظاهراً، غير أن ما خفي لم يكن كذلك! فقد أصدر سرّاً تعليمات لأنصار الحزب وكوادره بالتصويت لصالح مرشّحي حراك الجيل الجديد.
فقد كشفت مصادر موقع داركا مازي في إقليم كوردستان، أن الـ PKK نبّهت عموم كوادرها وأصدرت إليهم تعليمات صارمة بالتصويت لصالح حراك الجيل الجديد، وعدم دعم الاتحاد الوطني، فهي كانت تحاول اللعب على وترين، الوتر البارز يتجسّد في المواقف المعلنة الداعمة للاتحاد، والمواقف الخفية السرية الداعمة لحراك الجيل الجديد، إذ حاول بايك من خلال تصريحه إبداء الأمر وكأن الـ PKK على أتمّ الاستعداد لتأييد ودعم الاتحاد الوطني حتى من دون وجود لاهور جنكي! غير أن الأمر لم يكن كذلك إطلاقاً.
فقد صدرت الأوامر لكوادر الـ PKK بالتصويت لصالح مرشّحي حراك الجيل الجديد، إذ أن الـ PKK كانت متيقنة أن مرشّحيها لا يمتلكون أية قاعدة جماهيرية وأن خسارتهم مؤكّدة، فأرادت كسب جبهتين في آن واحد، فأبدت تضامنها ودعمها الظاهر والعلني للاتحاد الوطني بينما في الخفاء والسرّ دعمت بكلّ جهودها مرشّحي حراك الجيل الجديد، إذ كانت الـ PKK على ثقة تامة من خسارة مرشّحيها كما كانت متأكدة من عدم امتلاكها لأية جماهير أو أنصار لها في إقليم كوردستان، ورغم كلّ هذا أبدت الـ PKK وكأنها تمتلك جماهير واسعة وأن باستطاعتها تقديم الدعم اللازم للاتحاد الوطني الكوردستاني.
بايك حاول إبداء بافل طالباني كشخصية غير كفؤة…
كشفت مصادر موقع داركا مازي في إقليم كوردستان، أن تصريح بايك كانت وفق تعليمات صدرت من طهران في محاولة منه للحفاظ على المصالح المشتركة مع الاتحاد الوطني من أجل تنفيذ أجندات إيران وتحقيق مصالحها الإقليمية في إقليم كوردستان، هذا وكانت مصالح كلّ من الـ PKK وإيران الإقليمية قد تعرّضت لمخاطر كبيرة بعد أحداث 8 تموز إثر الخلافات الحادة التي ظهرت بين الرئيسين المشتركين للاتحاد الوطني “لاهور جنكي وبافل طالباني” وبهذا التصريح أراد بايك إبداء استعدادهم للتعامل مع الوضع المستحدث ومدّ يد التعاون لـ “بافل طالباني” والعمل معه أيضاً، غير أن حقيقة التصريح كانت خدعة ومصيدة للإيقاع ببافل طالباني والاتحاد الوطني الكوردستاني.
وبهذا، حاولت الـ PKK إبداء بافل طالباني وكأنه شخصية غير مناسبة وغير كفؤة، وإبداء الأمر وكأنه ورغم تعاون الـ PKK مع الاتحاد ودعمها لبافل طالباني إلا أن بافل لم يحقّق أي نجاح، فهي أرادت التقليل من قيمة بافل وهزيمته، علاوة على محاولتها إبداء فكرة أن الاتحاد بلا لاهور سيكون ضعيفاً مهزوماً دوماً حتى ولو تعاونت الـ PKK معه ودعمته!