وفق نتائج التصويت الأخيرة والتي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أن الأصوات التي حصدها الحزب الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- في شنگال كانت أكثر من 34 ألف صوت، وأن مرشّحي الـ PKK لم يحصدوا معاً سوى 2900 صوتاً! فهل يا تُرى شنگال صفراء بارتيه أم حمراء بككية؟!

ففي الـ 3 من أكتوبر الجاري، حشدت الـ PKK العشرات من أطفال الإيزيديين ونساءهم وشبابهم بالقوة والعنف على الشوارع، وبتعاون ميليشيات الحشد الشعبي والفصائل المسلّحة التابعة لها ومسلّحي وحدات مقاومة شنگال -سنجار- (YBŞ) ومنعت مرشّحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK) من التوجّه لشنگال وزيارة مرقد شرفدين وإقامة الحفل الانتخابي ضمن فعاليات الحملة الانتخابية للانتخابات العراقية المبكرة.

صناديق الاقتراع في شنگال تزيّنت باللون الأصفر، وشنگال برهنت كوردستانيتها

قرّرت شنگال خلال انتخابات الأحد الماضي 10-10-2021، أنها مدينة كوردستانية، وانتخبت ممثّليها وتزيّنت صناديق الاقتراع في المدينة المنكوبة باللون الأصفر.

فوفق معلومات خاصة لموقع “داركا مازي” أنه وفي يوم الانتخابات وعلاوة على منع الـ PKK أهالي شنگال من الادلاء بأصواتهم واختيار مرشّحيهم، فقد اعتقلت العشرات من ناخبي الديمقراطي الكوردستاني على وجه الخصوص ومنعتهم من التصويت لصالح مرشّحيهم.

والأمرّ من كلّ هذا أن الـ PKK مارست كلّ هذه الاعتداءات على مرمى حجر من القوات العراقية والجيش العراقي ومرأى منهم والمجتمع الدولي! ورغم كلّ ذلك قرّر الشنگاليون وأوصلوا صوتهم للعالم وانتخبوا مرشّحيهم الحقيقيين ومن يمثّلهم ألا وهو الديمقراطي الكوردستاني ومرشّحيه…

وفق النتائج الأولية، أصوات مرشّحي الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- ومرشّحي الـ PKK في الدائرة الثالثة في مدينة شنگال:

مرشّحوا البارتي:

محما خليل: 14167 صوت.

فيان دخيل: 9294 صوت.

ماجد خلف حمو: 6667 صوت.

مرشّحوا الـ PKK:

سمير شيخ درويش وراكان راشد الطيحان، حصد كلاهما معاً ما يقارب 2900 صوت!

والسؤال المطروح هنا هو: من هم ممثّلي شنگال والشعب الإيزيدي الحقيقيين؟ أصحاب 34 ألف صوت أم أصحاب 2900 صوت فقط؟! فما كشفته هذه الانتخابات من حقائق على الملأ هي:

أن الـ PKK وبعد 7 سنوات رعاع من الظلم والاضطهاد والعنف والاستبداد لم تقدر على تحويل الشعب الإيزيدي لـ “آبوجيين” لوجود فوارق شاسعة بين مقومات المجتمع والشعب الإيزيدي وفلسفة وإيديولوجيا تنظيمات الـ PKK والآبوجيين، تلك الفلسفة التي تضحّي بكلّ شيء من أجل مصالحها ووجودها.

لهذا، وختاماً، نقول بأنه من الصلافة لأبعد الحدود والحقارة والتعجرف بقاؤكم في شنگال وبين أهالي شنگال والشعب الإيزيدي، والادعاء بأنكم أصحاب المنطقة وأربابها!! فالشعب الإيزيدي قال لكم بملئ فيه: إننا لسنا منكم ولستم منا ولن تكونوا منا ولا تعدّوننا يوماً جزءاً منكم! كما ينبغي على الحكومة العراقية أن توضّح موقفها وتكون ذات موقف واضح بعيداً عن الضبابية، ولا تكون كالنعامة تضع رأسها في حفرة وكأنها لا ترى شيئاً!