الحملة المعادية ضد الديمقراطي الكوردستاني PDK والبارزانيين والمصالح الوطنية والقومية!

كما هو معلوم، أن الكورد في أي جزء من كوردستان كلّما تخطّوا خطوة نحو تحقيق المزيد من التقدّم والازدهار وإنجاز المكتسبات والمنجزات الوطنية، تتصاعد وتيرة عداوة الدول المحتلّة لهم وتزداد محاولاتها لتعقيد الأوضاع أمام هذا التقدّم والازدهار، وتُبطن هذه العداوة غالباً في استخدام الوكلاء من العملاء والجواسيس في كوردستان عوض الهجمات المباشرة، وبهذا تحارب هذه المكتسبات الوطنية وكوردستان عن طريق الكورد أنفسهم!

ففي عام 2017 ولدى إجراء استفتاء استقلال كوردستان، لم يخفي على أحد ما قامت به الدول المغتصبة وطوابيرها العميلة داخل كوردستان من محاربة شرسة للاستفتاء والوقوف أمام تطلّعات الكوردستانيين، ولتحقيق هذا الهدف والقضاء على هذا المكسب الوطني المبارك، حاربت الكورد وبالأخص البارتي-الديمقراطي الكوردستاني PDK والبارزانيين.

واليوم، يتكرّر نفس السيناريو، فالمرحلة الجديدة التي تمرّ فيها الحركة الكوردستانية تتعرّض للعداء ذاته، وبالأخص بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وطغيان مسألة أهمية الطاقة الكوردستانية على الساحة الدولية، وعزم الدول الأوروبية إلغاء اعتمادها على الطاقة الروسية وإيجاد بديل لها من مصادر الطاقة، وكانت الوجهة المثالية للغرب عموماً هو إقليم كوردستان.

فلو كان بالإمكان تصدير الغاز الطبيعي من كوردستان إلى أوروبا، فممّا لا شكّ فيه أن تغييرات استراتيجية جذرية ستطرأ على رؤية أوروبا تجاه كوردستان، كما أن هذه الخطوة ستؤثّر لا محالة على وضوح الرؤية السياسية لأمريكا تجاه كوردستان عموماً وإقليم كوردستان على وجه الخصوص، ومن شأن هذه الخطوة أن تقلّل من دور كلّ من روسيا وإيران، وأنهما ستفقدان ثقلهما الاقتصادي عالمياً، كما أنه بالإمكان أن تغيّر كل من أمريكا وأوروبا من موقفهما المعادي للاستفتاء يوم أمس، بموقف داعم ومؤيّد للاستفتاء وتأسيس دولة كوردستان حفاظاً على مصالحهما الدائمة.

والقوة الوحيدة في عموم كوردستان، والتي تستطيع تدويل القضية الكوردية وتمتلك ثقلاً دولياً هي الديمقراطي الكوردستاني PDK، كما أن أبرز الشخصيات التي تطغى على الساحة في هذا المجال هي ثلاث شخصيات، شخصية الزعيم الكوردي ورئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس وزراء إقليم كوردستان مسرور بارزاني.

وخصوصاً أن المرحلة هذه تشهد مسألة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، واختيار رئيس الجمهورية، فقد أثار تحالف الديمقراطي الكوردستاني وموقفه الراسخ في كلّ من العراق والإقليم، أثار غضب الجارة إيران لدرجة كبيرة، وخلقت لديها مخاوف جدية من فقدانها لثقلها المعهود في المعادلة العراقية وتأثيراتها في الإقليم.

وللأسباب الآنفة الذكر، شنّت إيران وحلفاؤها هجمات عنيفة وشرسة ومنظّمة على الديمقراطي الكوردستاني والبارزانيين، كون البارزانيين هم المطالبون بتدويل القضية الكوردية وتأسيس دولة مستقلة وتعريف الكورد للعالم ويحافظون على المصالح الكوردستانية بدبلوماسية ناجحة، فسواء كنّا نكنّ الودّ للديمقراطي الكوردستاني أم لا، وسواءً قيّمنا البارزانيين بإيجابية أو سلبية، فهذه حقيقة غير قابلة للإنكار، فاليوم أصبح الديمقراطي الكوردستاني والبارزاني أساساً لأية خطوة نحو دولة كوردستان.

ولو تابعنا مجرى الأحداث عن كثب، لوجدنا أنه ومنذ فترة لم تزاول الـ PKK أية مهنة سوى محاربة الديمقراطي الكوردستاني والبارزانيين، ولا تكتفي بالهجوم فحسب، بل سخرت ماكيناتها الدعائية ووسائل إعلامها لصناعة الأخبار المفبركة الكاذبة والبعيدة كلّ البعد عن الحقيقة لتحقيق هذا الهدف، وهذا ما يظهر جلياً لدى متابعة وسائل إعلام هذه التنظيمات.

فمنبع العداوة لمسيرة الاستقلال التي تبناها الديمقراطي الكوردستاني والبارزانيون هو إيران وعملاؤها وطوابيرها في كوردستان، كما أن الـ PKK تعاطت الدور الأبرز فيما يتعلّق بسيناريو العداء للمكتسبات الوطنية، ويلاحظ بوضوح أن الـ PKK لما تقدم على هذا الأمر تطبل الأطراف اليسارية التركية لها، حتى وصل الأمر أن يكون لصنّاع القرار في اليسار التركي دور مؤثّر وفعّال في هذا المجال، وأن يكون بمقدورهم تبنّي مواقف معادية عن طريق الـ PKK تجاه أية مصالح للكورد عموماً وخصوصاً فيما يتعلّق بتأسيس دولة!

وحول هجمات الـ PKK على الديمقراطي الكوردستاني والبارزانيين وحربها الإعلامية الكاذبة ضدّهما، هناك نقطتان بالغتا الأهمية كما هي ملفتتان للانتباه بقدرها وينبغي الوقوف عليهما.

الأولى: أن إعلام إقليم كوردستان وبالأخص المقرب من الديمقراطي الكوردستاني أقوى من كافة المؤسّسات الإعلامية للـ PKK، كما له اعتباراته الدولية كذلك، ولكنه رغم هذا لا يؤدّي الدور الواجب أداؤه في التصدّي لهجمات الـ PKK العدوانية، والوقوف في مواجهة الأكاذيب والافتراءات التي تنشرها الـ PKK على وسائل إعلام بحق البارتي والبارزانيين، أي أنه لا يؤدّي مهامه وواجباته كما ينبغي حسب اعتقادنا، بل يقوم إلى حدّ ما بالدعاية لبعض التنظيمات المرتبطة بالـ PKK كحزب الشعوب الديمقراطي HDP وغيرها من التنظيمات لدى إيلاء أهمية خاصة بها وإعطائها أكبر من ثقلها!

الثانية: موقف العديد من الأحزاب والتنظيمات المؤيدة للاستقلال وكذلك المؤيدة للبارزانيين والبارتي-الديمقراطي الكوردستاني في هذا المجال، وصمت هذه الجهات وعدم تبنيها أية مواقف تجاه ما يجري، فرغم أنها تتحدّث عن هذا في الأخبار القصيرة إلّا أنها لا تتبنّى أية مواقف رسمية أو تدلي بتصريحات في وسائل إعلام الحزبية، بل تلتزم الصمت إزاءها.

ولا شكّ أن هاتين النقطتين هما محل جدل ونقاش واسعين، إلا أن الإشارة إليهما في إطار مقالي يظهر مدى أهميتهما.

فقد تعالت الصيحات مؤخّراً ضد الهجمات العدوانية للـ PKK وأكاذيبها وافتراءاتها، ومعلّمي سياساتها، وأصبح الذود عن البارتي والبارزانيين والدفاع عنهم واجباً وطنياً وقومياً، نعم قد ينتقد الإنسان ويكشف مواطن الخلل من أجل إيجاد الحلول لا من قبيل التسقيط الإعلامي، غير أنه في الوقت نفسه ينبغي أن يجعل الإنسان من نفسه درعاً في مواجهة الهجمات المستهدفة للمصالح القومية الوطنية، فهذا واجب وطني على أقل تقدير في يومنا هذا وفي مسيرتنا الحالية نحو تحقيق حلم الدولة الكوردية…

رۆژەڤا کورد

مقالات ذات صلة