بلومبيرغ يرسم صورة قاتمة عن العراق.. حمام دم واحتجاجات عنيفة…

بلومبيرغ يرسم صورة قاتمة عن العراق.. حمام دم واحتجاجات عنيفة...

رسم موقع “بلومبيرغ” الامريكي، اليوم السبت 2022/6/25، صورة قاتمة للمشهد العراقي، معتبراً أن هناك احتمالاً بوقوع حمام دم في البلد، وعودة التظاهرات الى الشوارع، فيما تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين “خطراً مزدوجاً” باحتمال خسارة إمدادات النفط العراقي في السوق العالمي، بالإضافة إلى تقوية إيران عراقياً في وقت تسعى واشنطن إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد معها.

واعتبر الموقع الأمريكي في تقرير أن العالم عليه الاستعداد لمواجهة التداعيات الاقتصادية والأمنية، لما سيجري في العراق الذي يواجه صيفاً من السخط، بعدما سحب الزعيم الصدري مقتدى الصدر نوابه من البرلمان العراقي.

ورجّح التقرير أن تكون نتيجة انسحاب الصدر من العملية السياسية، عودة التظاهرات الاحتجاجية العنيفة التي ضربت البلد في اواخر العام 2019 وأوائل عام 2020.

دماء في الشوارع

وأشار إلى أن المتظاهرين الصدريين أكثر غضباً بعدما أصيب الصدر بالإحباط لفشله في تشكيل ائتلاف حكومي، حيث سيشعر الصدر وأنصاره أن العملية السياسية خذلتهم، ما يجعل من الساحات العامة، منصة وحيدة لكي يظهروا قوتهم.

وبعدما لفت التقرير إلى أن الصدريين ما زالوا يحملون السلاح، اعتبر أن العراقيين يواجهون بشرى قاتمة تتمثّل في احتمال سفك الدماء في شوارعهم.

الا أنه أشار أيضاً إلى أن هذا الوضع العراقي هو إنذار سيء بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي، إذ في وقت ترتفع فيه أسعار النفط، فإن آخر ما يحتاجه المرء هو عدم الاستقرار الطويل في ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك، مذكراً بان السوق العالمية تعاني أيضاً من نقص في المعروض من دولة عربية اخرى منتجة للنفط هي ليبيا التي مزقتها الفوضى السياسية.

وتابع التقرير؛ أن بإمكان مشتري النفط ان يأملوا بأن يتمكن الكاظمي من أن يؤمن البنية التحتية للنفط وأن يحافظ على عمل خطوط الإمداد في حال اندلاع اقتتال طائفي في محافظات العراق الجنوبية التي تحتوي على غالبية احتياطيات البلد من النفط.

النفط العراقي

ولهذا، اعتبر التقرير أن إدارة بايدن تواجه “خطراً مزدوجاً” حيث أنه من الواضح أن أية خسارة في الإمدادات العراقية، ستعرقل جهود تهدئة سوق النفط الخام وتخفيض أسعار البنزين في المحطات عشية انتخابات التجديد النصفي في الخريف المقبل.

وأضاف التقرير أنه “لا يقل أهمية عن ذلك، أن انسحاب الصدر يقوي إيران في لحظة جيوسياسية حساسة حيث يسعى بايدن في الوقت نفسه إلى التفاوض على اتفاق نووي وطمأنة جيرانها العرب بأنه ليس لديهم ما يخشونه”.

وفي إشارة إلى استفادة إيران من التطورات التي حصلت في العراق، أوضح التقرير أنه وفق القانون العراقي، فان المقاعد البرلمانية التي تخلّى عنها الصدر، آلت إلى المرشحين الذين حصلوا على ثاني أكبر عدد من الأصوات، وفي معظم الحالات، كان هؤلاء هم من أحزاب مدعومة من إيران، مضيفاً ان الإطار التنسيقي هو الآن في أقوى موقع يتيح له تشكيل حكومة ائتلافية.

نوري المالكي

ويعني ذلك، بحسب التقرير، أن نوري المالكي عائد الى رئاسة الوزراء مذكراً بأن ولايتيه السابقتين في المنصب، بين عامي 2006 الى 2014، تميّزت بأن إيران حصلت على رخصة مفتوحة من أجل تعزيز نفوذها في الشؤون العراقية، وخاصة داخل القوات الامنية، كما دعمت شبكة من الميليشيات الشيعية التي استخدمتها لشنّ هجمات على القوات الأمريكية في العراق وتنفيذ ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة على السعودية.

الكاظمي والغرب

أمّا بالنسبة إلى الكاظمي فقد وصفه التقرير بأنه “شخصية موالية للغرب، ولم يحقّق سوى نجاحاً محدوداً في كبح الميليشيات” في حين أن المالكي لم يبذل أية محاولة للقيام بذلك، بل إنه قد يستخدم القوات الامنية التابعة للدولة من أجل قمع اية انتفاضة من جانب اتباع الصدر.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة قد يستغرق أسابيع أو شهور، لكن الأحزاب غير الشيعية، لم تعد متحمسة إزاء الإطار التنسيقي مثلما كان حماسها إزاء التيار الصدري.

وتابع أن “إيران ليست في عجلة من أمرها” موضّحاً أنه في حال فشلت المفاوضات النووية، مثلما تشير الترجيحات الآن، فانه سيكون بإمكان طهران استخدام العراق بحرية من أجل إثارة المشاكل للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الاوسط”.

كما أنه في حال تسبّب الاقتتال الشيعي الداخلي في وقف تدفق النفط العراقي إلى السوق العالمية، فإن هذا سيكون أيضاً ملائماً بالنسبة إلى إيران لأن ارتفاع الأسعار سيعزّز تدفق الأموال لعائدات التصدير الايرانية المقيدة بالعقوبات.

وخلص التقرير بناء على ذلك إلى القول أنه “بالنسبة للولايات المتحدة، ما من نتائج جيدة: فالفوضى السياسية في بغداد سيئة على قدر وجود حكومة وكيلة لإيران”.

مقالات ذات صلة