مناطق “الإدارة الذاتية” بغربي كوردستان-كوردستان سوريا في شهر حزيران… تصاعد وتيرة أعمال العنف والاقتتالات العشائرية والعائلية وتصعيد تركي وأزمات معيشية كارثية

مناطق “الإدارة الذاتية” بغربي كوردستان-كوردستان سوريا في شهر حزيران... تصاعد وتيرة أعمال العنف والاقتتالات العشائرية والعائلية وتصعيد تركي وأزمات معيشية كارثية

شهدت مناطق نفوذ ما تسمّى بـ “الإدارة الذاتية” التي يشرف عليها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الجناح السوري لحزب العمال الكوردستاني PKK بغربي كوردستان-كوردستان سوريا، خلال شهر حزيران/يونيو 2022 جملة من الاضطرابات الأمنية التي كان لها عظيم الأثر في انتهاك حقوق المواطنين ضمن هذه المناطق.

وقد قامت منظّمات حقوقية برصد ومواكبة جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر السادس من العام 2022.

الخسائر البشرية في أعمال العنف

وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 32 شخص خلال الشهر السادس من العام الجديد، بطرق وأساليب مختلفة ضمن أعمال العنف المستمرة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، غالبيتهم من المدنيين في الصراعات الدائرة بين الأطراف المتحاربة غربي كوردستان-كوردستان سوريا.

عمليات متواصلة من قبل خلايا تنظيم داعش الإرهابي

تواصل خلايا تنظيمات داعش الإرهابية عملياتها في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والمتمثلة بشنّ هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، وأحصى المرصد أكثر من 9 عمليات قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ “قسد” خلال شهر حزيران، تمّت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر، 7 أشخاص هم: 1 مدنيين، و6 من العسكريين.

في حين تواصل قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي حملاتها الأمنية المكثفة، محاولةً الحدّ من نشاط التنظيم وخلايا، ولاسيّما في دير الزور بالدرجة الأولى والحسكة والرقة بالدرجة الثانية، وأسفرت تلك الحملات خلال شهر حزيران، عن اعتقال 29 شخص بتهمة التخابر والانتماء للتنظيم، كما قتل أحد قيادات التنظيم بعملية أمنية لقسد والتحالف أيضاً.

كما أحصى المرصد اعتقال 8 أشخاص بينهم شابة من قبل القوات العسكرية المتواجدة ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” لأسباب مجهولة حتى اللحظة.

واقع معيشي سيء يصعّد من الاستياء الشعبي

تشهد مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، استياءاً شعبياً، نتيجة ارتفاع أسعار مادتي المازوت والبنزين وفقدانها في غالبية محطات الوقود.

وأبدى الأهالي رفضهم لارتفاع أسعار المحروقات، وطالبوا “الإدارة الذاتية” بتوضيح أسباب ارتفاع الأسعار وفقدان المواد في محطات الوقود.

والجدير ذكره، بأن مناطق شمال وشرق سوريا على الرغم من تواجد معظم آبار البترول ضمن مناطق “الإدارة الذاتية”، إلا أنها تشهد بين الحين والأخر، أزمة فقدان المحروقات، تعقبه احتجاجات واعتصامات، دون التوصل إلى حل.

بالإضافة لذلك، هناك استياء شعبي كبير من تخفيض ساعات إمداد المناطق بالتيار الكهربائي، وتخفيض ساعات ضخ مياه الشرب، تزامنا مع ما تشهد المنطقة من ارتفاع كبير في درجات الحرارة.

وبحسب مصادر محلية مطّلعة، فإن التيار الكهربائي انقطع ما يقارب 48 ساعة عن مدينة القامشلي وقرى وبلدات تابعة لتل تمر الدرباسية وعامودا و كركي لكي “معبدة” والمالكية “ديريك” بريف الحسكة الشمالي.

ومع تصاعد أزمة المحروقات، تتزايد الطوابير أمام محطات الوقود حيث يقضي المواطنون ساعات طويلة في سبيل تأمين كمية من مادتي المازوت والبنزين، فضلًا عن ارتفاع سعرها.

وفي المقابل، رفع أصحاب المولدات الكهربائية سعر الكهرباء، حيث بلغ سعر ليتر المازوت في السوق السوداء إلى 1700 ليرة سورية، وذلك بعد أن أصدرت إدارة المحروقات فئة جديدة لتسعيرة المازوت بـ 1200 ليرة سورية دون قرار رسمي، الأمر الذي أدى إلى استياء الأهالي من استمرارية الأزمة، وسط تقاعس الجهات المسؤولة عن إيجاد آلية حلول تخفف من أعباء المواطنين.

تصاعد كبير بالاقتتالات العشائرية والعائلية

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر حزيران، تصاعداً كبيراً بالاقتتالات العائلية والعشائرية ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، حيث شهدت 7 اقتتالات مسلحة دموية لأسباب مختلفة، 5 منها في دير الزور و1 في منبج و1 في الحسكة، تسببت بسقوط 11 قتيلاً بالإضافة لأكثر من 25 جريحاً.

في حين وثق نشطاء 3 جرائم قتل راح ضحيتها 3 رجال ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر حزيران.

استمرار التصعيد التركي..

يتواصل التصعيد التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” والذي يتمثل باستهدافات برية بشكل شبه يومي، بالإضافة للاستهدافات الجوية من قبل الطائرات المسيّرة التركية، حيث رصد المرصد خلال شهر حزيران أكثر من 2700 من القذائف الصاروخية والمدفعية التي أطلقتها القوات التركية والفصائل الموالية لها على أرياف الحسكة والرقة وحلب، متسببة بمقتل العديد من المدنيين.

كما أحصى المرصد 3 استهدافات جوية من قبل “المسيّرات التركية” تسببت بمقتل عسكري واحد، بالإضافة لسقوط 5 جرحى.

وفي خضم الحديث عن عملية عسكرية تركية مرتقبة، أشار المرصد في حزيران إلى أن مئات العناصر من قوات النظام بدأوا بالانتشار خلال الساعات الفائتة ضمن مناطق متفرقة في ريف منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن تعداد قوات النظام التي سوف تنتشر في تلك المنطقة يقدر بنحو 2000 عنصر على الأقل، وستتم عملية الانتشار على دفعات، بدأت قبل ساعات عملية الانتشار وتركزت في مناطق ما يعرف بخط الساجور بريف منبج عند الحدود السورية-التركية، يأتي ذلك في ظل الحديث الإعلامي عن عملية عسكرية تركية في المنطقة.

كما وصلت تعزيزات عسكرية جديدة للقوات الروسية المتمركزة ضمن قاعدة في قرية “السعيدية” الواقعة غربي مدينة منبج بريف حلب الشرقي عند طريق حلب – اللاذقية الدولي “M4”، ووفقًا لمصادر فإن التعزيزات ضمت نحو 15 آلية عسكرية، يتزامن ذلك مع استمرار المروحيات الروسية بالتحليق في أجواء مدينة منبج و قرب خطوط التماس ما بين القوى العسكرية التابعة لقسد والنظام من جهة والقوات التركية وفصائل وميليشيات ما يسمّى بـ “الجيش الوطني” من جهة أخرى.
وكان نشطاء قد رصدوا، في 3 حزيران، تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات الروسية، إلى قاعدة عسكرية تابعة لها في ريف منطقة منبج،بريف حلب، والمعروفة بقاعدة “السعيدية”

الشبيبة الثورية تواصل انتهاك حقوق الطفل عبر تجنيدهم عسكرياً

تواصل ما يعرف بـ “الشبيبة الثورية” أو “جوانين شورشكر” اختطاف القاصرين وضمّهم لمعسكراتها، في انتهاك صارخ وواضح لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي وقعت عليها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، فلا مطالبات الأهالي بإيقاف عمليات اختطاف الأطفال وتجنيدهم لحمل السلاح ولا تلك المواثيق والاتفاقيات، استطاعت من الوقوف في وجه الشبيبة التي لاتزال تسرق الطفولة، حارمة الأطفال من حقهم في التعليم.

مقالات ذات صلة