من المستهدف في الضربة الجوية الإسرائيلية العنيفة في قلب بيروت؟

من المستهدف في الضربة الجوية الإسرائيلية العنيفة في قلب بيروت؟

صحيفة إسرائيلية ترجّح اغتيال الأمين العام الجديد لحزب الله في بيروت… وأخرى تؤكّد اغتيال “الشبح”

استهدفت ضربة جوية إسرائيلية مبنى سكنياً في قلب بيروت بـ «خمسة صواريخ» ودمّرته بالكامل وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، السبت، في حين تدخل الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله شهرها الثالث.

وقالت الوكالة الرسمية، إن العاصمة اللبنانية: “استفاقت على مجزرة مروعة، حيث دمّر طيران العدو الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنياً مؤلفاً من ثماني طبقات بخمسة صواريخ في شارع المأمون بمنطقة البسطة” مشيرة إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

وذكرت الوكالة أن “فرق الإنقاذ تعمل على رفع الأنقاض في شارع المأمون”.

من جهتهم أفاد صحفيون في أنحاء بيروت ومحيطها بسماع ثلاث انفجارات مدوية على الأقل.

وألحقت الضربة أضراراً بعدد من المباني المجاورة ووصلت سيارات إسعاف إلى موقع المبنى المستهدف في منطقة البسطة المكتظة.

وأفادت صحيفة ‹تايمز أوف إسرائيل› بأن الغارة على منطقة البسطة في العاصمة اللبنانية بيروت، فجر اليوم السبت، ربما استهدفت الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أو القيادي في الحزب، طلال حمية.

فيما قال موقع ‹الحرة› الأمريكي نقلاً عن مراسله في بيروت أنه “لا معلومات مؤكّدة بعد بشأن مقتل قاسم أو حمية”.

كما لم يصدر إعلان رسمي من جانب الجيش الإسرائيلي بشأن غارة البسطة.

وكانت سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت، ضاحية بيروت الجنوبية وأطرافها عقب إنذارات وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء أبنية، يقع عدد منها في مناطق سكنية وتجارية مكتظة، في خضم استمرار المواجهة المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل منذ شهرين.

وإضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية التي تتعرّض للقصف بانتظام، وجّه الجيش الإسرائيلي خلال الليل إنذارات لإخلاء مناطق عدة في جنوب لبنان، حيث يشنّ عمليات توغل برية منذ 30 سبتمبر.

من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى أن هدف الغارات العنيفة على منطقة البسطة في قلب بيروت فجر اليوم (السبت)، كان القيادي الكبير في «حزب الله» طلال حميّة.

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن إعلام إسرائيلي أن «حزب الله» عيّن حمية رئيساً للعمليات خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي رصد مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني.

وقال البرنامج إن حمية يُعد رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ«حزب الله» التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.

وبحسب البرنامج، تشكّل منظمة الأمن الخارجي أحد عناصر «حزب الله» المسؤولة عن تخطيط الهجمات الإرهابية خارج لبنان وتنسيقها وتنفيذها.

وفي 13 سبتمبر 2012، صنَّفت وزارة الخزانة الأميركية حمية بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي «13224» بصيغته المعدلة على خلفية دعم أنشطة «حزب الله» الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.

ونتيجة لهذا التصنيف تمّ حظر جميع ممتلكات حمية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع حمية.

أبو جعفر “الشبح”

من المستهدف في الضربة الجوية الإسرائيلية العنيفة في قلب بيروت؟
من المستهدف في الضربة الجوية الإسرائيلية العنيفة في قلب بيروت؟

يعدّ طلال حمية المُكنّى بـ «أبو جعفر» والذي يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، القائد التنفيذي للوحدة «910» وهي وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ «حزب الله اللبناني»، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات الحزب خارج الأراضي اللبنانية.

وهو القائد التنفيذي الحالي للوحدة، ويلقَّب بـ «الشبح» من قِبل القيادات العسكرية الإسرائيلية لعدم وجود أي أوراق ثبوتية رسمية له في لبنان، ولابتعاده تماماً عن الحياة الاجتماعية والظهور العلني، واتباعه بصرامة الاحتياطات الأمنية المشددة لحظياً.

ويُدير حميّة الوحدة في منصب شغله قيادي «حزب الله» الأشهر عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كما يحمل عدّة أسماء مستعارة من بينها طلال حسني وعصمت ميزاراني.

خليفة بدر الدين

وقد خلف طلال حمية قائد الوحدة السابق مصطفى بدر الدين، صهر مغنية وخليفته والذي قُتل أيضاً في سوريا عام 2016.

وينحدر طلال حمية من منطقة بعلبك الهرمل، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي، كما كان وفق معلومات «الموساد» مسؤولاً عن نقل ترسانة حزب الله اللبناني عبر سوريا.

بدأ نشاطه مع حزب الله في منتصف الثمانينات، وكانت انطلاقته الأولى كمسؤول أمني في الحزب من برج البراجنة، حيث كان المسؤول عن العديد من العناصر التي أصبحت فيما بعد من أهم القيادات العملياتية في الحزب، كما كان حميّة نائب مغنية في شبكة «الجهاد» وهي وحدة البعثات الخاصة والهجمات الخارجية في حزب الله.

مقالات ذات صلة