خلال مشاركته في برنامج خاص على فضائية (Stêrk TV) التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك، أدلى الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكوردستاني (KCK)، جميل بايك، بتصريح مثير للانتباه.
فخلال تقييماته حول الفيديو المصور لزعيم حزب العمال الكوردستاني بكك المسجون، عبد الله أوجلان، عدّ بايك المقطع المصوّر لأوجلان بالغ الأهمية وخاصة أنه جاء بعد 26 عاماً من الأسر، مؤكّداً على أن مراسم حرق الأسلحة لمقاتلي الكريلا في 11 تموز الجاري جاءت استجابة لدعوة أوجلان.
وأكّد بايك، أن الدولة التركية لم تتّخذ أي خطوة بعد دعوة أوجلان، وقال: “إذا لم يدمّروا البنية التحتية التي أنشأها الكفاح المسلّح وألقى حزب العمال الكوردستاني سلاحه، فغداً سوف يحمل شخص آخر السلاح”.
وشدّد الرئيس المشارك لمنظومة المجتمع الكوردستاني على أنه يجب تشكيل لجنة عملية السلام في البرلمان التركي بموجب قانون، محذّراً من أنه طالما لم تتّخذ الحكومة التركية خطوات قانونية، فلن يكلّفوا مجموعة أخرى من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني بكك بإلقاء السلاح، فقال: “إذا قامت تركيا بإجراء تغييرات في ظروف القائد آبو، إذا رفعت نظام التعذيب والإبادة، وإذا تمكّن القائد آبو من العمل بحرية، وإذا تمكّن من التواصل مع الجميع، وإذا تمّ تطوير قوانين الحرية والاندماج الديمقراطي، عندها ستتمّ تهيئة أرضية ويمكننا إلقاء السلاح، وما لم يحدث هذا، لا يمكن لأحد أن يطلب منّا إلقاء السلاح”.
هذا ويُدلي مسؤولو وقادة حزب العمال الكوردستاني بتصريحات متضاربة متناقضة. فمن جهة، يقيّم بايك قرار أوجلان، ومن جهة أخرى، يُعرب عن آرائه المُعارضة المتضاربة مع ما يقوله أوجلان.
وكان زعيم حزب الحركة القومية، دولت باخجلي، قد أكّد بأنهم لم يساوموا في شيء مع أوجلان ولم يوعدوه بشيء، بل هناك مجرّد حوارات ومحادثات ضمن مشروع “تركيا خالية من الإرهاب” وقد حلّ حزب العمال الكوردستاني نفسه وفكّك تنظيمه وتخلّى عن سلاحه وأقام مراسم رمزية أحرق فيها أسلحته استجابة لدعوة زعيم التنظيم الإرهابي عبد الله أوجلان التي جاءت دون قيد أو شرط.
لكن بايك يتحدّث عن شروط لنزع سلاح مقاتليه، والمثير للاهتمام أيضًا أنه يتحدّث عن عزلة مفروضة على أوجلان ويتبرّر ويتذرّع بها، وهنا يطرح هذا السؤال نفسه: كيف يمكن لشخص في عزلة مشدّدة في السجن أن يقوم بمثل هذه الأنشطة؟! هذا مستغرب للغاية! فـ أوجلان صرّح في أكثر من مناسبة بأنه لا يريد مغادرة إمرالي، كما طالب وفد إمرالي لـ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) لدى زيارته في سجنه بإمرالي بعدم المطالبة بتنفيذ “حقّ الأمل” بحقّه، ويعترف صراحة بأن المطالبة بمثل هذه الأشياء في الوقت الراهن خطأ! جديرٌ ذكره، أن أوجلان خائف على حياته ولا يريد مغادرة إمرالي، علماً أن الجميع يعلم وعلى رأسهم بايك إذ يعلم أكثر من غيره أنه لا توجد أي عزلة مفروضة على زعيمهم…
فـ جميل بايك شخص مرتبط بإيران، ولا يستطيع الإدلاء بتصريح أو يتحدّث دون تعليمات أو أوامر إيرانية، فيبدو واضحاً أن إيران لا ترغب في نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني، فـ حزب العمال الكوردستاني ينتج سيناريو مُختلق مصطنع، أي يضلّل الشعب الكوردي والرأي العام، وهذا ما يقف وراء التصريحات المتضاربة والمتناقضة التي تصدر عن مسؤولي هذا الحزب غير الكوردستاني بشكل يومي!
فإذا كنتم قد قرّرتم حلّ حزبكم، فهذا يعني أنكم تخلّيتم عن كلّ شيء، وأن كلّ شيء انتهى، فالدولة تسير في طريق إنجاح مشروعها التي سمّته “تركيا خالية من الإرهاب” ومهمّتكم فقط هي القيام بالواجب الملقى على عواتقكم على أكمل وجه كما يقوله ويصرّح به قائدكم المسجون على رؤوس الأشهاد.
يُذكر، أنه في 11 تموز من هذا العام، قامت مجموعة مكوّنة من 30 مقاتلاً بينهم قادة في مراسم أقيمت في مغارة جاسنه بمحافظة السليمانية، بحرق أسلحتهم بشكل رمزي وكـ “بادرة حسن نية”.