سلفادور فیلیبي خاثینتو دالي إي دومینیتش المعروف بـ سالفادور دالي ، ولد في ١١ أیار ١٩٠٤ وتوفي في ٢٣ کانون الثاني ١٩٨٩ ، يعتبر دالي من أهم فناني القرن العشرين، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية. يتميز دالي بأعماله الفنية التي تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها وعاش دالي مُرفهاً بين أسرة ثرية، وكان والداه يوفران له كل مطالبه.
في السابعة من عمره رسم دالي أولى لوحاته، واستطاع في مدرسته أن يلفت النظر إلى رسومه التي تنبأت له بمستقبل بارع، مما دفع بعائلته وأساتذته إلى حثّه على دخول أكاديمية الفنون الجميلة في سان فیرناندو في مدرید .
درس دالي المستقبلية الإيطالية، وفي عام ١٩٢٤ بدأ يهتم بالمدرسة الميتافيزيقية وبمبادئها التي وضعها كل من جيورجيو شبيريكو وكارلوكارا. وقد كان لتلك الفترة أثر كبير في حياته، إذ تعرف فيها على المذاهب الفنية كافةً ،وتُعد لوحة “إصرار الذاكرة” عام ١٩٣١هي أشهر لوحات دالي على الإطلاق، واللوحة تصوّر عدداً من الساعات المتعرجة الذائبة والتي تستقر في منظر طبيعي هادئ بشكل مخيف.
في أواخر الثلاثينات توجه دالي إلى نيويورك وبدأ أسلوبه الفنى يتأثر برسّام عصر النهضة رافاييل، وفي هذه الأثناء كانت شهرة دالي قد ذاعت وكثر المعجبون بفنه، وبدأ ينخرط في عالم الأغنياء والأرستقراطيين في المدينة، ويقول دالي في ذلك: “لقد كانت الشيكات تنهمر كالإسهال”.
في عام ١٩٤٨عاد دالي إلى كتالونيا، وكانت عودته هذه المرة عودة الابن البار حيث تصالح مع والده بعد فترة قطيعة طويلة. وانطلاقاً من إعجابه المُعلن بالرسامين الكلاسيكيين أمثال فيلاثكيث ورافائيل وفيرمير، انطلق نحو ما سماه “الفن الكلاسيكي الديني” ورسم بعدها عدداً من اللوحات الدينية .
عام ١٩٢٨كتب دالي في باريس سيناريو فيلم “كلب أندلسي” وهو مزيج حُلمي غريب، والمشاهد والأفكار لا يمكنها أن تثير تفسيراً عقلانياً من أي نوع ، وفي عام ١٩٣٠كان الفيلم الثاني لدالي وهو بعنوان “العصر الذهبي” والذي يتميز أيضاً بعدم إمكانية تفسيره تفسيراً عقلانياً .
في عام ١٩٦٤، أصدر سلفادور دالي كتاباً بعنوان يوميات عبقري في باريس، وهو مأخوذ من دفتر يومياته الذي يغطّي المرحلة الممتدة من عام ١٩٥٣إلى ١٩٦٣من حياته. ويُشكّل الكتاب تكملة لسيرته الذاتية التي صدرت بعنوان “الحياة السرية لسلفادور دالي” والذي يُعتبر من أكثر كتب دالي إثارة.
في عام ١٩٨٤احترق دالي في غرفته ضمن ظروف مُريبة ربما كانت محاولة انتحار، لكنه لم يمت وعاش خمس سنوات تالية. في ٢٣کانون الثاني ١٩٨٩توفى دالي تاركاً إشارة استفهام ضخمة حول حجم الإرث الذي خلّفه على هامش القائمة الكبيرة من الفضائح التي أصبحت حسب قوله تشكّل جزء من التراث الشعبي.
أعماله الفنیة بلغت٦٠٠٠ لوحة .، ومتحفه في سان بطرسبرغ