الـ PKK مشروع لمحو الحركة القومية الكوردية وإزالتها
البكك كقوة مضطربة تناضل من أجل شيء نستطيع القول أنه من المستحيل تحقيقه
(البكك مشروع لمحو الحركة القومية الكوردية وإزالتها) عنوان لدراسة هامة قام بها كاتب كوردي في الغربة يدعى “جميل كولاهي” ونشرها بعدها في كتاب له تحت نفس التسمية ونفس العنوان.
ولأهمية هذه الدراسة ولدورها الفعال في تعريف البكك وفضح حقائقها وزعيمها عبد الله أوجلان تحمّل موقع داركا مازي عبء نشر أهم ما جاء في هذا الكتاب ووضعه أمام أعين قرائها الكرام.
ونحن على ثقة تامة أن هذه الدراسة ستكون عوناً لفهم أهداف الرئيسية لموقع “داركا مازي” والتي تتمثل في خلق أجواء فكرية جيدة لاستقلال كوردستان المباركة، وأن يكون الموقع صاحب دور إيجابي لكشف مخاطر الفلسفة الآبوجية واستراتيجية البكك تجاه تأسيس دولة كوردستان المستقلة والحركة التحررية القومية الكوردية.
فكتاب (البكك مشروع لمحو الحركة القومية الكوردية وإزالتها) دراسةٌ حول إيديولوجية وتأريخ حزب العمال الكوردستاني، وتلفت الأنظار إلى صلب الآبوجية وتأريخ البكك في كافة أجزاء كوردستان الأربعة، كما وتضم المراحل الأربعة لحياة أوجلان (الآبوية -آبوإيزم أو الآبوجية السياسية- وتأريخ البكك، وتأريخ البكك والآبوجية السياسية والمرأة).
وإحدى المهام الرئيسية لهذه الدراسة تكمن في أن مصادرها الرئيسية هي كتب أوجلان نفسه وأقواله الشخصية.
البكك حزب تأسس لشمال كوردستان غير أنه يتدخل في شؤون كافة أجزاء كوردستان الأربعة
فكما يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: أحد الأسباب الرئيسية لتأليف هذا الكتاب يعود لسبب أن البكك ورغم كونها حزب أُسّس لشمال كوردستان والشعب الذي يستهدفه هو شعب الشمال إلا أنه يتدخّل في كافة أجزاء كوردستان الأربعة، وأن هذا التدخل يتزامن مع عقد البكك لاتفاقات ومعاهدات مع محتلي أجزاء كوردستان الأخرى، وأنها تعقد هذه الاتفاقيات على حساب كورد أجزاء كوردستان الأخرى، أي أنها تقف ضد الحركة التحررية القومية في هذه الأجزاء بتآزر المحتل وتعاونه معها، ولو لم تكن هذه التدخلات في مصلحة المحتل لكان من الطبيعي أن تكون لها علاقات مع هذه الدول كما تمتلك كافة الأحزاب الكوردستانية وفي أجزائها الأربعة هذه العلاقات.
وقد طُبع هذا الكتاب عام 2018، يقول المؤلف في جزء من مقدمته: (بعد اختطاف أوجلان -أو هروبه- نستطيع القول أن البكك كقوة مضطربة تناضل من أجل شيء فرص انتصارها فيه وتحقيقه معدومة أي 0%) فبناء الكونفيدرالية العالمية بالصورة التي أعدتها البكك والتي لا تمتلك فيها لا دولة ولا وطن ولا قومية ولا حدود ليس إلا حلماً أو خيالاً، فتتحدث البكك عن الكونفيدرالية الديمقراطية العالمية في وقت لم تقدر على تحرير قرية أو شبر منها في شمال كوردستان منذ الـ 40 سنة الماضية!
وما نراه في غرب كوردستان اليوم فهي نتاج تعامل البكك أشد الدول فساداً -سوريا وإيران وروسيا- من دون إطلاق ولو عيار ناري، وإنما هو بمثابة أمانة سورية لديها!
أيدولوجية البكك تخدم القضية القومية لمحتلي كوردستان بطرقة مبارشرة
وفق رؤية المؤلف: (البكك حزب إيديولوجي وترى هذه الإيديولوجية كسلاح في يدها، وأيديولوجيتها تخدم القضية القومية لمحتلي كوردستان بطريقة مباشرة) كون هذه الأيديولوجية تقول: في المرحلة الأولى ينبغي أن تطأ بقدمك على جسد القومية الكوردية، وتأسس الكونفدرلية الديمقراطية، ولهذا نراها تأسس منصات هورامان، يارسان وشنكال، وتطالب بفصلها عن الكورد، كما وتدعو إلى الفصل بين سوران وبهدينان في جنوب كوردستان، أما في غرب كوردستان فتطالب بتغيير اسم كوردستان بل وتفنيده وتحويله لشمال سوريا!
في المرحلة الثانية تحاول البكك تدمير القومية الفارسية والعربية والتركية وبناء الكونفدرالية الشرق أوسطية، وفي المرحلة الثالثة ولغرض تأسيس الكونفدرالية العالمية تحاول البكك تدمير القومية لجميع الأمم والدول والقوميات العالمية، وأن لا تبقى أية أمم أو دول أو حدود! شيء يطابق الخيال فقط! غير أن البكك تضحي يومياً بشباب الكورد جماعات جماعات في سبيل هذه الأيديولوجية المعادية للكورد، وهي تظن أنها تناضل من أجل تحرير كوردستان!!
فـ”الكونفدرالية الديمقراطية” التي تنادي بها البكك هي على نقيض قضية القومية الكوردية تماماً، ولهذا تهاجمها البكك هجوماً حاداً وتصفها بالبدائية والرجعية والتخلف، فلو كانت القومية الكوردية تناضل وتكافح من أجل بناء الشعور القومي لدى الكورد وجعل الكوردايتي أساساً وقاعدة، نابذة كافة الخلافات الدينية واللغوية وعامة الفروقات وراء ظهرها بغية تحقيق الأهداف وتسجيل الانتصارات فإن الكونفدرالية الديمقراطية التي تنادي بها البكك تقوم مباشرة على تضخيم تلك الخلافات التي تحاول القومية تجنبها وتفنيدها أو تسخيرها في مصلحة الكوردايتي، كما وتحاول وضعها في جبهات معادية ومجابهة للبعض للقضاء على كل ما يطلق عليه بالقومية الكوردية وإحالة فرصة تأسيس الدولة الكوردية إلى حلم أو خيال الشعراء! وكل ما تقوم به البكك من أجل بناء كوردستان كونفدرالية لا يتعدّى أطر الخيال والأوهام!
وجود مخاطر من تحويل الحرب الإعلامية الحالية لحرب داخلية
ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من اضطرابات وتداخلات سارت بدول الاحتلال إلى حافة الانهيار، والأيديولوجية الوحيدة والتي من شأنها أن تخدم القضية الكوردية هي المبنية على أسس كوردية والمنتهجة لاستراتيجية تأسيس الدولة القومية، فأيديولوجيتها القائلة بأن الكورد قد قطعوا مرحلة الدولة القومية واجتازوها ووقوفها ضد استقلال كوردستان لا تقل خطورة من الدول المحتلة لكوردستان بل هي أشد خطراً على مستقبل الكورد ومصير كوردستان، كون هذه الأيديولوجية جزءاً من الحركة الكوردية في مواجهة الخطاب القومي الكوردي ما يؤدي لحدوث صدع في القوة الكوردية وشقها لفلقين معاكسين متناقضين تماماً، فهذه الخلافات والتناقضات الأيديولوجية لها مخاطر عظيمة على مستقبل الحركة الكوردية ومصيرها، وتوهن القوى الكوردية وتنهرنها داخلياً، والمشكلة بين الطرفين غاية في الصعوبة لانعدام النقاط المشتركة والتضاد التناقض التام والكامل، ولهذا فهناك مخاطر عظيمة من تحويل الحرب الإعلامية الحالية بداية لحرب داخلية.
ويعتقد المؤلف أن البكك ولوجود هذه التناقضات والمفارقات الغريبة إنما هي حليفة قريبة لمحتلي كوردستان، وأنها تُظهر نفسها وكأنها المحررة لكوردستان المحتلة من هؤلاء المحتلين، فهي تشيع بروباغندا يومية ضد الحركات التحررية القومية في أجزاء كوردستان الأخرى، وتأسّس الأحزاب من أجلهم وتريق دماء شباب الكورد في حروب تقوم بها بالوكالة لهذه الدول،
ولهذا فقد كتب بأن غالبية الشعب الكوردي يعرف البكك من خلال مؤسساتها الإعلامية، غير أن البكك على نقيض ما تظهرها هذه الوسائل الإعلامية، فحتى أعضاء التنظيمات السرية للبكك في الأجزاء الآخرى من كوردستان والذين يطلقون بروباغندات للبكك يعرفون حقيقة هذا الحزب وهذه التنظيمات غير أنهم لا يوضّحونها للناس، ومثال ذلك شرق كوردستان فهم يحاولون تقوية البكك وترويتها عن طريق الاستفادة من الخلافات الدينية واللغوية.
عبد الله أوجلان شيعيٌ
تمت الدعاية في ولاية كرماشان أن أوجلان شيعيٌ، وأن الحركة القومية في الشرق سنيةٌ معادية للشيعة، وأن البكك تؤدّي مراسم تاسوعاء وعاشوراء أفضل من النظام الإيراني! وعندما تأتي تلك الجماعة إلى ولاية سنه ومريوان فتغيّر خطابها وتُظهر ئابو على أنه سنيٌ المذهب ويتحدثون بشكل آخر ضد حركة شرق كوردستان! أما في منطقة هورامان ويارسان ومناطق الكرمانجية السفلى فتتغيّر تكتيكاتهم ويحاولون فصلهم عن كورد شرق كوردستان عن طريق تأسيس منصات وكانتونات خاصة بهم.
ففلسفة وجود البكك في شرق كوردستان مبنية على كسب القوة وحشدها ولكن ليس لتحرير كوردستان الشرقية لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤيدة لجبهة البكك هناك، ولو كان هدف البكك تحرير شرق كوردستان فمن المؤكد أن إيران لم تكن لتسمح لها بالقيام بأنشطتها، فالنظام يستفيد من خطابات التجديد والإسلامية والبككية للبكك في هدم الخطاب القومي والقومية الكوردية وانهيارهما، غير أنه ولكون خطاب البكك مشاكل للحركة الكوردية ومن جنسها، وكانت قبل هذا لها مطاليب بالاستقلالية والتحرر، فهو أشد خطورة على الكورد، على عكس نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لا تشكّل أي خطر أو تهديد لها، بل على العكس فإن النظام يستغل هذا الخطاب ويسخّره للقضاء على الحركة القومية الكوردية في شرق كوردستان، فالنظام وباستخدام هذه الكوردايتية المصطنعة يحاول اجتثاث جذور الكوردايتي الأصيلة والرصينة في تأريخ الكورد والقضاء عليها.
في الجزء الثاني سنتحدث عن تصرفات وممارسات وشخصية أوجلان من خلال هذه الدراسة
ترقبونا..