عفرين في عامها الثالث في ظلّ الاحتلال…

قبل 3 أعوام، وفي الـ 20 من كانون الثاني عام 2018، وقعت مدينة عفرين تحت وطأة الاحتلال التركي والفصائل والميليشيات المسلّحة الموالية لأنقرة، وذلك بعد حرب دام لـ 58 يوماً.
اليوم هو الذكرى المؤلمة الثالثة لاحتلال هذه المدينة الكوردية، بعد أن قام الجيش التركي بقصف المدينة وقراها بالمدافع والصواريخ، تزامن معه هجوم بري وحشي للفصائل والميليشيات المسلحة المرتزقة للجيش التركي.
خلال الهجوم، تم تدمير منازل المواطنين والمدارس والمباني والمؤسّسات الحكومية، والمساجد والجوامع والكنائس والأماكن التاريخية المقدّسة، بل كامل البنى التحتية لعفرين.
أدّى الهجوم، وفق الاحصائيات المعلنة لاستشهاد أكثر من 300 مواطن عفريني، وجرح أكثر من 700 مدني عزّل، وتمّ تهجير أكثر من 250 ألف مواطن عفريني، استوطن غالبيتهم في القرى الواقعة بين عفرين وحلب، كما سكن العديد منهم في مخيّمات للاجئين أقيمت لهم هناك.
في الـ 18 من آذار عام 2018، داست بصاطيل الجيش التركي ومرتزقته من الميليشيات المسلّحة الموالية لتركيا أرض عفرين المقدّسة، واستولوا على المدينة وبدأوا بأكبر عملية نهب وسلب لمنازل المواطنين وممتلكاتهم، والمباني الحكومية، وثروات الشعب وموارده الطبيعية والتاريخية والتراثية وليومنا هذا.
منذ ذلك اليوم، يعيش المواطن العفريني في ظلّ الخوف والرعب الذي خلّفه الاحتلال، وتتمّ ممارسة عمليات الاعتقال والاختطاف والتعذيب والترهيب تجاه ابناء المدينة، وتُؤخذ منهم الجبايات والضرائب والفديات من قبل هذه الميليشيات المرتزقة، فوفق إحصائيات لمنظمات حقوق الإنسان والنشطاء المدنيين في الفترة الماضية، أن أكثر من 7 آلاف مواطن كوردي في عفرين تم اختطافهم، وما زال مصير أكثر من 2000 منهم مجهولاً لا يُعرف!
بموازاة ذلك، تم استيطان الآلاف من عرب الغوطة بدمشق وإدلب ومناطق سورية متفرقة في عفرين ومحيطها، وتم توطينهم في منازل العفرينيين في أكبر عملية تغيير ديمغرافي تمارس ضد شعب عفرين ومناطقها الكوردستانية، كما تمّ الاستيلاء على الآلاف من أشجار الزيتون وقطعها إضافة للكروم…
خلال هذه الفترة الاحتلالية لعفرين من قبل الجيش التركي ومرتزقته، تم سرقة ونهب غالبية المواقع الأثرية وآثار عفرين، وهدم ما تبقّى من المعالم الأثرية للمدينة، ونقل تلك الآثار لخارج عفرين وتركيا، حيث أفادت تقارير من منظمات حقوقية تعمل على توثيق الانتهاكات في منطقة عفرين الكوردستانية أن الهدف من تجريف و نبش و تدمير و سرقة الآثار التي تدل على خصوصية المنطقة الكوردية -جياي كورمنج-كورداغ هو لتشويه الصورة الحضارية و التاريخية و القومية للأمة الكوردية و تغير المعالم الجيولوجية لطبقات الأرض التي تحمل في طياتها دلائل وجود الكورد في المنطقة على مر العصور .
وأفاد تقرير لمنظمة حقوق الإنسان في عفرين أن الجيش التركي ومرتزقته من الفصائل والميليشيات المسلحة حفرت ونقبت أكثر من 50 موقعاً أثرياً ومعلماً تاريخياً، وسرقت أكثر من 20 الف من القطع الأثرية وباعتها في تركيا.
والجدير بالذكر أن عفرين تحوي العديد من المواقع التاريخية، فعدا قلعة النبي هوري وقلعة ساماني وكهف دودري وكنيسة المار مارون، تضم المدينة ما يقارب من 25 تلاً أثرياً يعود تأريخها لـ 2000 سنة قبل الميلاد، تم جرف غالبية هذه التلال وحفرها وهدمها من قبل الجيش التركي والفصائل والميليشيات المسلّحة من المعارضة السورية الموالية لأنقرة، كما تمّ تحويل قسم منها لمراكز ونقاط عسكرية.