مقتل الظواهري ـ ترحيب دولي بعالم “أكثر أمانا”

مقتل الظواهري ـ ترحيب دولي بعالم"أكثر أمانا"

رحبت السعودية وكندا ودول أخرى بمقتل أيمن الظواهري في غارة أمريكية هي الأولى منذ خروج القوات الأجنبية من أفغانستان. جو بايدن حين تأكيده مقتل زعيم القاعدة، حذّر من أن بلاده لن تسمح لأفغانستان أن تكون ملاذاً للإرهابيين.

كانت المملكة العربية السعودية أول من رحّب في بيان بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إثر غارة نفذتها القوات الأمريكية الجوية في أفغانستان.

وجاء في بيان الخارجية السعودية الصادر صباح الثلاثاء (الثاني من أغسطس/آب 2022) أن المملكة ترحّب بمقتل أيمن الظواهري “الذي يعدّ من قيادات الإرهاب التي تزعمت التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية مقيتة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وعدد من دول العالم الأخرى، قُتل إثرها الآلاف من الأبرياء من مختلف الجنسيات والأديان بما فيهم مواطنون سعوديون”.

وإلى جانب بيان الخارجية السعودية علّق الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عن الضربة على توتير مغرداً: “أخبار الليلة هي أيضاً دليل على أن من الممكن استئصال الإرهاب دون الدخول في حرب في أفغانستان، وآمل أن توفر قدراً ضئيلاً من السلام لعائلات (ضحايا هجمات) 11 سبتمبر ولكل شخص آخر عانى على أيدي القاعدة”.

كما نشر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، على تويتر تغريدة أخرى قال فيها إن “مقتل أيمن الظواهري خطوة نحو عالم أكثر أمانا. ستواصل كندا العمل مع شركائنا في العالم لمواجهة التهديدات الإرهابية، وتعزيز السلام والأمن، والحفاظ على سلامة الناس هنا في الوطن وفي جميع أنحاء العالم”.

عملية “تمت بدقة عالية”

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أكد في وقت سابق استهداف زعيم تنظيم القاعدة وأحد أهم المطلوبين في العالم الذي يشتبه بكونه العقل المدبر لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وذلك في ضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية ليل السبت الأحد في كابول.

ووفقا للرواية الرسمية، أعطى الرئيس بايدن الضوء الأخضر لتنفيذ الضربة في 25 تموز/يوليو، بينما كان في العزل بسبب إصابته بكوفيد-19.

وقال بايدن إنه لم تقع إصابات بين المدنيين في العملية التي “تمت بدقة عالية”، لافتاً إلى أنه وافق على عملية قتل الظواهري لدوره في عمليات إرهابية ضد بلاده. وتابع: “العدالة تحققت وتمّ القضاء على هذا الزعيم الإرهابي”، مضيفا أنه يأمل بأن يساعد مقتل الظواهري عائلات ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر على “طيّ الصفحة” في هجوم أسفر عن سقوط ما لا يقل عن ثلاثة آلاف قتيل.

وكانت الولايات المتحدة خصصت مكافأة قدرها 25 مليون دولار لأي معلومات تسمح بتحديد مكان الظواهري الذي كان من أهم المطلوبين في العالم. وتولى الظواهري زعامة تنظيم القاعدة في العام 2011 بعدما قتلت وحدة أميركية خاصة أسامة بن لادن في باكستان.

اتهامات متبادلة بانتهاك اتفاق الدوحة

في الوقت ذاته، أشار بايدن إلى أن بلاده لن تسمح لأفغانستان أن تكون ملاذاً للإرهابيين، وستواصل ملاحقة الإرهابيين ومراقبة تنظيم القاعدة في أفغانستان. فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي آنتوني بلينكن أنه وبـ”إيواء” الظواهري تكون حركة طالبان قد “انتهكت بشكل فاضح اتفاق الدوحة” الذي مهد الطريق للانسحاب الأميركي من أفغانستان وتعدت فيه طالبان بعدم السماح باستخدام أفغانستان مرة أخرى نقطة انطلاق للجهاديين، لكن خبراء يعتقدون أن الجماعة لم تقطع علاقاتها مع القاعدة.

وتعد هذه الغارة الأولى للولايات المتحدة على هدف للقاعدة في أفغانستان منذ انسحاب القوات الأميركية من البلاد في 31 آب/أغسطس 2021.

وكانت وزارة الداخلية الأفغانية قد نفت صباح السبت تقارير انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عن غارة بطائرة مسيرة في كابول، وقالت لوكالة فرانس برس إن صاروخا أصاب “منزلا خاليا” في العاصمة ولم يسفر عن وقوع إصابات.

وفي وقت مبكر الثلاثاء، غرد المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد عن “هجوم جوي” استهدف منزلا في حي شربور في كابول.

وقال في تغريدته إنه “لم يتم الكشف عن طبيعة الحادث في البداية. أجهزة الأمن والاستخبارات في الإمارة الإسلامية حققت في الحادث وتوصلت في تحقيقاتها الأولية الى أن الهجوم نفذته طائرات مسيّرة أميركية”.

واتهمت حركة طالبان الولايات المتحدة بانتهاك اتفاقات الدوحة أيضا بشنها ضربة على أراضيها.

مقالات ذات صلة