شنّت مسيرة تركية، قبل يومين، أي يوم الاثنين 2022/8/29، ضربة جوية دقيقة في مخيم مخمور، استهدفت فيها بدقّة متناهية منزل قيادي في حزب العمال الكوردستاني PKK في مخيم مخمور، يدعى “أبو زيد” ما أسفر عن مقتله.

القصف تمّ في تمام الساعة 12:40 ظهراً، وأسفر عن وقوع قتلى وإصابات في صفوف مسلّحي الـ PKK في مخمور، والمستهدف كان مسؤولاً بارزاً لهذه التنظيمات يدعى (أبو زيد).

وقد كشفت مصادر موقع “داركا مازي” في المخيم، أن الموقع الذي تمّ استهدافه يعرف بالحيّ الرابع، ويوجد فيه مقرّ لمسلّحي حزب العمال الكوردستاني PKK، كما يوجد في الحيّ منزل المسؤول في حزب العمال الكوردستاني PKK المدعو “أبو زيد” وأنه تمّ تحييده أمام باب منزله.

من جانبها، أعلنت وسائل إعلام الـ PKK في نفس اليوم، أن الضربة الجوية اسفرت عن إصابة شخص مدني فقط يدعى أبو زيد، غير أنه وبعد الحادث بيوم أي يوم أمس المصادف 2022/8/30، أقامت هذه التنظيمات مراسيم تشييع رسمية لهذا الشخص، حيث زيّن نعشه بصور زعيم الـ PKK المسجون عبد الله أوجلان وأعلام الـ PKK ومنظومته KGK.

أيا تُرى: من أعطى المعلومات للدولة التركية حول منزل أبو زيد؟!

كان استهداف المسيّرات التركية لمنزل القيادي في حزب العمال التركي (أبو زيد) بالغة الدقة، فالموقع الذي تمّ استهدافه كان منزلاً صغيراً في الحيّ الرابع لمخيم مخمور، علماً أن قاطني المخيم كلهم من أعضاء وكوادر حزب العمال الكوردستاني PKK دون غيرهم إطلاقاً! لهذا فاحتمالية أن الـ PKK نفسها أو رفاق درب أبو زيد، هم أنفسهم من أعطوا المعلومات للدولة التركية حول منزل أبو زيد، بل وأعطوا إحداثيات دقيقة (نظام تحديد المواقع) لمنزل أبو زيد يبقى الاحتمال الأكثر إقناعاً، وهذا دليل على أن قرار تصفية المدعو “أبو زيد” كان قد صدر من أروقة حزب العمال الكوردستاني PKK وأن ما حدث هناك كان تنفيذاً لقرار تصفيته لا غير.

ورغم أن الـ PKK تسيطر على كافة مفاصل الإدارة هناك، نرى العديد من عمليات الاستهداف تطال قياديين بارزين ومسؤولين كبار في هذه التنظيمات هناك، إضافة إلى إصابة العديد من المدنيين، فهنا نوجّه سؤالاً للـ PKK: أيا تُرى من يعطي الإحداثيات للدولة التركية؟! أنتم خبراء بهذه الأمور فلماذا لا تكشفون على وسائل إعلامكم وشاشاتكم الشكلية حقيقة ما يجري على الأرض؟! إلى متى ستفهمون أن سبب استهداف كوادركم وقياديكم في مخمور وشنگال هو نفس أسباب الاستهداف الذي يلحقكم في عموم غربي كوردستان-كوردستان سوريا!! ينبغي عليكم أن تدركوا هذا جيداً! فلم يبق باستطاعتكم خداع الشعب والتلاعب به إلى أبد الآبدين، فالشعب الكوردي بات متيقّظاً لا تنطلي عليه حيلكم وألاعيبكم ولا يثق فيكم إطلاقاً، وانكشفت الأقنعة عن وجوهكم وعرف الشعب حقيقتكم الدنيئة العفنة.

والجدير بالذكر، أن تنظيمات حزب العمال الكوردستاني PKK ومنذ تأسيسها، أصدرت قرار التصفية الجسدية بحق المئات من كبار قادتها ومسؤوليها وإدارييها، والمئات من كوادرها وأعضائها، ونفّذت بحقهم عمليات اغتيال تندى لها الجبين، وما “أبو زيد” إلا حلقة من مسلسل الاغتيالات الطويلة والتي تعرض على صالات الـ PKK في كافة أجزاء كوردستان والخارج، فهذه التنظيمات خبيرة باغتيال كوادرها وذرف دموع التماسيح على جثامينهم والمشاركة في حفل تشييعهم وتأبينهم!