الإدارة الذاتية لـشنگال والهلال الشيعي الإيراني
بعد فرمان عام 2014 لتنظيمات داعش الظلامية على شنگال، وتحريرها من قبل بيشمركة كوردستان، واستغلال الفاجعة التي ألمّت بالمكوّن الإيزيدي من الشعب الكوردي من قبل حزب العمال الكوردستاني بكك والكيانات والميليشيات المرتبطة به، عملت البكك بشكل ممنهج على تقويض أمن المدينة والمنطقة بأكملها وزعزعة استقرارها، وتغيير الحقائق وتزييف الوقائع عن طريق تضليل الشعب الإيزيدي بإيديولوجياتها الزائفة الفارغة، بل وتغيير كلّ شيء بدءاً من الأعراف والتقاليد والديانة والخصائص الاجتماعية للشعب الإيزيدي، والانتماء الوطني والقومي للإيزيديين، باختصار، عملت البكك بكلّ إصرار على تغيير عقلية المكوّن الإيزيدي بكافة إمكانياتها وقدراتها.
الإدارة الذاتية لشنگال والهلال الشيعي
خلال التسعة أعوام المنصرمة، أصبحت البكك حجرة عثرة أمام إعمار شنگال المنكوبة، وإعادة البناء والأمن والأمان والاستقرار إليها، وتسبّبت ببقاء أهلها أسرى جحيم المخيّمات بعيداً عن أرض الآباء والأجداد، واليوم، قامت بمصادرة إرادة الشنگاليين وفق دعواتها الزائفة لتأسيس إدارة ذاتية لأهالي شنگال بإملاءات إيرانية وإيعازات ميليشاوية، ولم تدّخر جهداً في الاستهانة بعقل الشعب الإيزيدي والتلاعب بمشاعرهم والرقص على جراحهم، وكان الهدف من وراء كلّ ذلك هو تحويلهم لحلقة في سلسلة الحزام الشيعي وتحقيق مشروع محور المقاومة للدولة الإيرانية.
ففي ذكرى السنوية التاسعة لفرمان شنگال، قامت البكك بتنظيم مؤتمر في إحدى فنادق العاصمة العراقية بغداد، استضافت فيه بعض القادة الشيعة الولائيين لإيران وقادة ميليشيات الحشد الشعبي، كلّ ذلك باسم الإيزيديين وإيزيدخان، وتحت شعار الإدارة الذاتية لشنگال الوهمي الزائف.
البكك تحتقر فرمان الإيزيديين وسلبته فحواه…
تحتقر البكك تلك الفاجعة الأليمة التي ألمّت بالشعب الإيزيدي وتستصغرها لحدّ الوصول بها إلى مستوى متدنّي يتمثّل في تنظيم مؤتمر في صالة صغيرة في إحدى فنادق بغداد، دون أن تستضيف فيه ايّ مسؤولين بارزين وصناع القرار في الدولة العراقية وكبار شخصيات الحكومة العراقية، وكذلك دون مشاركة العوائل الأصيلة والعريقة والمعروفة في شنگال وذوي وأقارب ضحايا المجزرة والإبادة التي ارتكبت بحقّهم، والأمرّ من ذلك أنها فعلت هذا تحت شعارات زائفة ودعوات ووعود كاذبة زائفة باسم الإدارة الذاتية لشنگال!
فعوض أن تقوم البكك بدعوة صناع القرار في بغداد وتوجيه دعوات المشاركة للحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان وسفراء الدول والقوى العظمى كبريطانيا التي اعترف برلمانها قبل أيام بالإبادة الجماعية بحق الشعب الإيزيدي في شنگال، وقنصلها-روزي كيف- التي دعت قبل أيام إلى تنفيذ اتّفاقية شنگال المبرمة بين بغداد وأربيل عام 2020، من أجل إعادة إعمار المدينة وعودة الأمن والاستقرار وإعادة اللاجئين الذين يعيشون جحيم المخيّمات في إقليم كوردستان… عوض كلّ هذا، قامت البكك بتأسيس هيئة تابعة لها باسم الإدارة الذاتية لشنگال وبذلت كافة محاولاتها الرامية لفصل شنگال عن كوردستان وإلحاقها بالدولة العراقية… كلّ ذلك من أجل تحقيق مصالحها الحزبية والمادية الضيّقة وعلى حساب دماء ومآسي الإيزيديين.
مواصلة المحاولات الرامية لتفكيك المجتمع الإيزيدي
الشعب الإيزيدي من الشعوب الكوردستانية الأصيلة والعريقة، ورغم ارتكاب العشرات من الفرمانات بحقّهم إلّا أنهم لم ينسلخوا عن قوميتهم ووطنيتهم ولم يتركوا ديانة الآباء والأجداد… بل ما زال متمسّكاً بأعرافه وعاداته وتقاليده، قدّم هذا الشعب تضحيات جسيمة من أجل الحفاظ على وجوده، قاوم أكثر من 70 فرماناً، بقي صامداً أمام أبشع عمليات الإبادة التي ارتكبت بحقّه، رغم كلّ هذا، قضت البكك على كلّ شيء ولم تدّخر جهداً في تفكيك هذا المجتمع والشعب وتحويله لأداة بيد تنظيماتها ومن أجل تنفيذ أجندات خارجية مشبوهة وتحقيقاً لمصالحها المادية والحزبية الضيّقة.