رفع حظر التجوال في كركوك… واعتقالات تعسفية للكورد ومداهمة منازلهم وسط انتشار أمني مكثّف للقوات العراقية في الاحياء الكوردية…

رفعت السلطات العراقية، اليوم الأحد 2023/9/3، حظر التجوال الذي فرضته، أمس السبت، في مدينة كركوك الكوردستانية، بعد استشهاد 4 متظاهرين كورد وإصابة ما يقارب من 20 آخرين خلال مظاهرات سلمية شهدتها المدينة.
وقال قائد شرطة كركوك اللواء كاوة غريب لوكالة الصحافة الفرنسية، إن حظر التجوال الذي فرضه رئيس الوزراء محمد شياع السوادني مساء السبت “تم رفعه”.
وأكّد أن “الوضع الآن مستقر في عموم مدينة كركوك” وفق قوله.
وأكّدت مصادر كوردية محلية في كركوك، اليوم الاحد، أنه مازالت هناك قوات أمنية كثيفة منتشرة في الاحياء الكوردية من المدينة خصوصاً في الشوارع الرئيسية منها وسط هدوء حذر ودعوات للتهدئة.
في الاثناء، اختطفت قوات مكافحة الإرهاب العراقية 40 شاباً كوردياً في كركوك منذ مساء السبت.
وبحسب المعلومات الواردة، فقد تمّ اعتقال 20 من شباب الكورد بموجب المادة 4 / إرهاب.
فيما تقوم القوات الأمنية العراقية، بمداهمة منازل الكورد في حي شوراو بمدينة كركوك لاعتقال متظاهري الأمس.
ووفق ما أفادت مصادر محلية، فقد قامت القوات العراقية بمداهمة منازل الكورد في حي شوراو، وتفتيشها بيتاً بيتاً بحثاً عن المتظاهرين، وطالبت ببطاقات هوية جميع أفراد العائلة من كلّ منزل.
وكانت مدينة كركوك الكوردستانية الخارجة عن إدارة إقليم كوردستان، قد شهدت بعد ظهر أمس السبت، مظاهرات شعبية سلمية ردّأً على إغلاق ميليشيات مسلحة وأنصارها وشوفينيين عرب الطريق الرئيسي الرابط بين كركوك وعاصمة إقليم كوردستان/ أربيل منذ أكثر من أسبوع وسط صمت السلطات المفروضة على المدينة والحكومة الاتّحادية، ما تسبّب بمعاناة كبيرة للمواطنين.
وردّت الميليشيات والقوات الأمنية بإطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين السلميين من أبناء الكورد في كركوك ما أدّى إلى استشهاد 4 وإصابة ما يقارب من 20 آخرين، حسبما أكّد المتحدث باسم شرطة كركوك الرائد عامر شواني، والذي كان قد أشار في تصريح سابق بعد منتصف ليل السبت بأن 3 متظاهرين قد استشهدوا خلال نهار ومساء السبت، قبل أن يرتفع العدد إلى 4 شهداء، بعد استشهاد متظاهر آخر صباح اليوم الأحد متأثراً بجروح بليغة كان قد أصيب بها نهار السبت.
وواصل المتظاهرون انتشارهم في الشوارع الرئيسية في الأحياء الكوردية من كركوك لما بعد منتصف الليل، في مواجهة قوات امنية مدجّجة بالسلاح، واحياناً كانت تُسمع سماع دوي إطلاق نار من جانب هذه القوات لتفريق المتظاهرين الغاضبين.
وتظاهر المواطنون الكورد في كركوك يوم السبت 2 سبتمبر/أيلول 2023 لفتح الطريق الرئيسي بين كركوك وأربيل والذي أغلق منذ عدة أيام من قبل مجاميع تابعة لميليشيات الحشد الشعبي وبدعم من المحافظ غير الشرعي لمحافظة كركوك وبعض الأطراف الشوفينية من العرب والتركمان، لكنهم في الأخير تركوا أماكنهم وأزالوا خيامهم وأعيد فتح الطريق.
وكانت قوات تابعة للشرطة الاتّحادية والجيش العراقي قد وصلت في وقت سابق إلى مكان التظاهرة وقامت بإطلاق النار على المتظاهرين الكورد لمنعهم من الوصول إلى أماكن تواجد الشوفينيين المعتصمين أمام مقرّ قيادة العمليات المشتركة في كركوك، والذي كان من المفروض أن يتمّ إخلاؤه للحزب الديمقراطي الكوردستاني.