لمن هذه الحرب؟

لمن هذه الحرب؟

شنّ مقاتلو حزب العمال الكوردستاني بكك، هجوماً على قاعدة للجيش التركي في إقليم كوردستان، ممّا أدّى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات التركية وحزب العمال الكوردستاني، على إثرها قامت تركيا بإطلاق عملية عسكرية في إقليم كوردستان وروجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، وبحسب التقارير، قُتل 12 جنديًا تركيًا و19 من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني في الاشتباكات.

إن عدد القتلى بين الطرفين في هذه الحرب ليس مهمًا جدًا ولا دليلاً على انتصار أحدهما، فقبل كلّ شيء يجب على المرء أن يتساءل: ما هذه الحرب؟! ولمن هي؟ فإذا أجاب المرء على هذين السؤالين بالتفصيل، فسوف يكون قد انكشفت حقيقة هذه الحرب وهدفها آنذاك.

ففي تركيا، أصبحت الأحزاب السياسية تستغلّ موضوع جنازة عسكري للدعاية السياسية، وتركّز وسائل الإعلام التركية عدساتها ونقاشاتها لأيام على الحادث، ويعدّون برامج خاصة وينشرون المشاعر العنصرية والكراهية، ويحاولون زرع العداء تجاه الكورد في أدمغة وعقول كلّ مواطن تركي، أي في حقيقة الأمر فحتّى لو كانت هناك فائدة من هذه الحرب، فإن الأتراك هم من يستفيدون منها وأن الكورد يتعرّضون لخسارة كبيرة.

وهناك سؤال آخر: لماذا يحارب حزب العمال الكوردستاني ضدّ الدولة (!) التركية في إقليم كوردستان؟ ولا يحاربها في باكور كوردستان-كوردستان تركيا؟! لعلّ هذا هو السر الأعظم المخفي في فهم معنى هذه الحرب.

يخوض حزب العمال الكوردستاني حرباً شرسة، لكن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) يدعو إلى السلام ويمارس الديمقراطية! أليس هذا بحدّ ذاته من أكبر التناقضات؟ ولا ينبغي لأحد أن يحاول الفصل بين سياسة اليوم لكلّ من (DEM Partî) وحزب العمال الكوردستاني بكك، فحتّى لو خطى حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) بعض الأحيان خطوات كانت إيجابية في نظر الناس وتقييمهم، إلّا أنها ليست محل ثقة ومصداقية، بل هي السياسة التكتيكية لحزب العمال الكوردستاني بكك.

ففي تركيا وباكور كوردستان-كوردستان تركيا، يمارس حزب العمال الكوردستاني وجميع المنظمات والأحزاب والكيانات التابعة له السياسة في المياه العكرة والأجواء الضبابية الغامضة، فإذا كان هناك سلام وأمن واستقرار، ولم يتحدّث الناس عن القتال والأنشطة المسلّحة، وناقش المجتمع القضايا الاجتماعية والسياسية بسلام، فسوف يتدهور وضع حزب العمال الكوردستاني ومن حوله، فهم لا يريدون ولا يسمحون للإنسان أن يفكر بشكل صحيح وسليم، حياتهم السياسية مبنية على الدعاية الكاذبة والمزيفة والخداع والتضليل.

فهذه الحرب الدائرة والقتال الدائر في الفترة التي تسبق الانتخابات المحلية هي بسبب خسارة البكك لأصواتها في باكور كوردستان، فالعمال الكوردستاني بكك يحاول زرع الخوف في المجتمع فقط من خلال القتال والأنشطة المسلّحة.

وهنا يظهر السؤال الأساسي: أيا تُرى من الذي يخدمه حزب العمال الكوردستاني؟! ولماذا؟!

اليوم، يوجد فقط في إقليم كوردستان، من المكتسبات والمنجزات ما يؤمل أن تسير بنا نحو إقامة دولة، وأنّ سبب اندلاع هذه الحرب في إقليم كوردستان هو مجرّد محاولة لمنع قيام الدولة الكوردية.

رۆژەڤاکورد

ترجمة إلى العربية: موقع داركا مازي

مقالات ذات صلة