يوم أمس، هاجم مسلّحو حزب العمال الكوردستاني بكك، نقطة تفتيش لبيشمركة كوردستان على الطريق الرئيسي الواصل بين ئاميديي-العمادية وشيلادزي، حوالي الساعة 10 صباحاً، علماً أن نقطة التفتيش التي تمّ الاعتداء عليها ومهاجمتها، هي حاجز ثابت وموجود في المنطقة منذ أكثر من 10 سنوات ولم يتمّ إنشاؤها بسبب البكك، كما لم تكن هناك هجمات أو اشتباكات ضدّ مسلّحي البكك، لكن رغم كلّ هذا، قام مسلّحو البكك باستهداف قوات زيرفاني في هذه النقطة وهاجموها.
فيا تُرى: هل كان الحدث عادياً مفاجئاً أو حدث عن طريق الصدفة؟! بالتأكيد لا، فلا شيء من هذه الاحتمالات صحيح، بل يرتبط الحدث بالكامل بأجندات الجبهة المعادية المناهضة لكوردستان والتي تقودها الدولة الإيرانية في الشرق الأوسط، لهذا لا يمكننا أن نقول أن هذا كان حادثا عادياً، بل يرتبط هجوم البكك بهجمات إيران على كوردستان والوضع السياسي للإقليم، وينبغي الإشارة بوضوح إلى أن الهجوم الذي شنّه الحرس الثوري الإيراني على العاصمة أربيل في 15 كانون الجاري والهجوم الذي شنّته البكك في 24 من الشهر الجاري على نقطة تفتيش لبيشمركة كوردستان قد تم تنفيذهما والتخطيط لهم من نفس مركز القرار، ويمكننا أن نضيف ما يلي: أن ميليشيا ما يسمّى بـ (المقاومة الإسلامية) ضمن ميليشيات الحشد الشعبي التي تشنّ هجمات على عاصمة إقليم كوردستان بحجّة التواجد الأمريكي، والحرس الثوري للجمهورية الإسلامية والذراع العسكري لحزب العمال الكوردستاني بكك “قوات الدفاع الشعبي HPG” وميليشيات الحشد الشعبي تهاجم إقليم كردستان جنباً إلى جنب.
يجب على المجتمع الكوردي بمثقفيه ووطنيه ومخلصيه أن يفهموا هذه الحقيقة: غيّر حزب العمال الكوردستاني بكك محوره تدريجياً بعد عام 2014. فحروب الخنادق ما بعد 2014، ونهاية عملية السلام، والتطورات في روجآفا، والوضع في شنگال وغيرها، كلّها تطوّرت على أساس الأجندات الإيرانية، وينبغي أيضًا تفسير تواجد وتمركز البكك وقوات الدفاع الشعبي في إقليم كوردستان في هذا الإطار، وأن كافة أنشطة وعمليات ومحاولات البكك في إقليم كوردستان ترتكز على الأجندة الإيرانية.
وكما أن الحشد الشعبي هو جزء غير مباشر من الحرس الثوري الإيراني، فإن قوات الدفاع الشعبي HPG هي الآن كذلك تُعدّ جزءاً من الحرس الثوري الإيراني بشكل غير مباشر، بل نستطيع القول بأنها الذراع السرّي للحرس الثوري.
يتم تنظيم جميع تحركات قوات الدفاع الشعبي HPG وفقًا لهذا المخطّط، ومن المتوقّع أن تتزايد وتتصاعد هجمات هذا المثلث المعادي للحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي وحزب العمال الكوردستاني مع بداية حلول فصل الربيع، وإحدى مهام البكك هو تبرير الهجمات والحرب النفسية على إقليم كردستان من خلال صحافته وماكيناته الدعائية، ومن الواضح أن قوات الدفاع الشعبي (HPG) ستهاجم قوات بيشمركة كوردستان بشكل أكثر نشاطاً في المستقبل ولديها خطة سرية ومؤامرة قذرة في هذا المجال.
ويتوقّعُ أن تطوّر البكك أنشطتها ضدّ بيشمركة كوردستان على ثلاثة جبهات وخطوط رئيسية في المستقبل القريب.
من هذه الخطوط والجبهات:
أولاً برادوست: نشرت إيران قوات الدفاع الشعبي HPG على خطّ (ملكفر-تلكفر- بيرانشار) خلف قواعدها هناك، وستقوم قوات البكك المنتشرة هناك بعمليات ضدّ قوات البيشمركة على خط خنيره – لولان – گوشين.
الجبهة الثانية: هي خطّ ئاميدي- وشيلادزي، وسوف تقوم قوات البكك هنا بالاعتداء والهجوم على نقاط تفتيش البيشمركة المتمركزة على الطرق الرئيسية على وجه الخصوص، كما ستقوم بعدها بتصوير هذه النقاط على أنها نقاط للدولة التركية المحتلّة عبر وسائل إعلامها وماكيناتها الدعائية.
الجبهة الثالثة: تنفيذ بعض الأنشطة والفعاليات الاستفزازية على خط گاره وصولاً لخليفان وانتهاءً برواندوز.
وممّا لا مجال للشكّ فيه، لا بد من فهم وتحليل طبيعة حرب البكك هذه وتقييمها على أنها ضدّ بيشمركة كوردستان على المستوى التكتيكي والنفسي، وينبغي ألّا ننسى أن هذه الحرب ليست حرب البكك فحسب، بل هي حرب الدولة الإيرانية أيضًا، وأنّ البكك تدير حرباً بالوكالة عن إيران في إقليم كوردستان، لذلك، يجب علينا أولاً أن نوضّح أن البكك قوة شبه عسكرية تابعة لإيران، وتدير حرباً بالوكالة عن إيران في إقليم كوردستان، كما يجب علينا فضح هذه الحقيقة لحزب العمال الكوردستاني جيداً.