ضمن الانتهاكات المستمرّة بحقّ الأطفال في مدن وبلدات روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا وسوريا، والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أقدمت شبيحة البكك أو ما تسمّى بـ “الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر” المرتبطة بقيادة قنديل مباشرة، والعاملة في ظلّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على اختطاف طفل قاصر آخر من دير الزور أثناء توجّهه إلى محافظة الرقة، في أحدث مسلسل للانتهاكات المستمرة لدى هذه القوات.
وفي التفاصيل، أكّدت شبكة “رصد سوريا لحقوق الإنسان” قيام ما تسمى بـ ‹الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر› التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك، باختطاف الطفل القاصر (حماد عبد الحسين البالغ من العمر 13 عاماً) من بلدة غرانيج بريف محافظة دير الزور، بهدف تجنيده قسرياً في رفوف مقاتلي الحزب.
وأضافت أنه” بالرغم من محاولات ذويه للبحث عنه إلا أنها باءت بالفشل”.
وكانت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، قد اكّدت اختطاف أكثر من 10 من الأطفال والقُصّر من الجنسين خلال أقلّ من أسبوعين في مناطق شمال وشرق سوريا على أيدي شبيحة البكك أو ما تسمى بـ “الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر” عصابات حزب العمال الكوردستاني بكك الخاصة باختطاف الأطفال وتجنيدهم، وكذلك ترهيب الناشطين الكورد وقتلهم.
وأشارت الشبكة إلى أن الكثير من هؤلاء الأطفال يتمّ نقلهم إلى جبال شنگال (سنجار) وجبال قنديل في إقليم كوردستان بهدف إدخالهم معسكرات التجنيد حيث يتعرّض الكثير منهم إلى السجن والتعذيب لمطالبتهم بإعادتهم الى عوائلهم.
وقالت الشبكة في بيان لها “شهدت مناطق شمال وشرق سوريا خلال أقلّ من أسبوعين منذ بداية شهر يونيو/ حزيران الجاري تصعيداً خطيراً في ظاهرة اختطاف الأطفال وتجنيدهم على أيدي الشبيبة الثورية حيث تمّ اختطاف أكثر من عشرة أطفال، بينهم 6 فتيات قاصرات”.
كما أكّدت الشبكة أيضاً “أن أعداد الأطفال المختطفين كبيرة وفي تزايد مستمر لكن أغلب العائلات تقوم بالتعتيم الإعلامي على خطف أطفالها خوفاً على حياتهم وحياة أبنائهم من تهديدات الشبيبة الثورية لهم، إذ تحاول الشبكة التواصل مع أغلب العائلات إلا أنهم يرفضون الحديث بسبب الظروف الأمنية التي يعيشون فيها”.
وقالت الشبكة إن “الكثير من هؤلاء الأطفال يتمّ نقلهم إلى جبل شنگال وقنديل في العراق، حيث يتعرضون للتعذيب والسجن والتهديد عندما يطالبون بالعودة إلى ذويهم في معسكرات التدريب”.
وأكّدت الشبكة أن “ظاهرة اختطاف الأطفال وتجنيدهم زادت بشكل ملحوظ خصوصاً بعد توقيع مظلوم عبدي اتفاقية مع الأمم المتحدة في عام 2019، والتي تهدف إلى إيقاف عمليات تجنيد الأطفال وإعادة جميع القصر إلى أهاليهم”.
وطالبت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان” التحالف الدولي بقيادة الولايات المتّحدة الأمريكية بتحمل مسؤولياتها تجاه الأطفال ومحاسبة المسؤولين عن عمليات الاختطاف والتجنيد وتقديمهم إلى العدالة وإعادة جميع الأطفال المختطفين إلى أهاليهم”.
وكشف تقرير جديد صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والميليشيات المسلّحة التابعة لها جندت أكثر من 460 طفلاً في شمال شرق سوريا، داعيا (قسد) إلى الالتزام بخطة العمل الموقعة عام 2019.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، عن قلقه من «تفاقم تجنيد الأطفال واستخدامهم على أيدي قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» ودعا إلى “تنفيذ خطط العمل لعام 2019 الموقعة مع (قسد)، التي تدعو إلى وقف تجنيد الأطفال وتسريح كافة القصر من صفوف قوات سوريا الديمقراطية”.
بدوره، أكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن ما تسمى بـ “الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر” تواصل ارتكاب الانتهاكات بحقّ الطفولة عبر استقطاب الأطفال لصفوفها، وغسل أدمغتهم، ضاربة بعرض الحائط جميع النداءات والمطالبات من المنظمات الحقوقية وشجب وإدانة الأمم المتحدة لذلك.
وحال هذا الطفل القاصر كحال مئات الأطفال ممن تمّ اختطافهم من قبل شبيحة البكك وباقي أذرع الحزب التركي الدخيل، والزجّ بهم بمعسكرات التجنيد الإجبارية، وممارسة الأعمال غير المقبولة بحقهم.
والجدير بالذكر، جنّد حزب العمال الكوردستاني بكك، وإصداراته السورية، آلاف الأطفال من أبناء الكورد تتراوح أعمار غالبيتهم بين 12-16 عاماً، لاستخدامهم في خوض حروبه العبثية ومقاومته الوهمية المزيّفة، ويمارس هذا الحزب عمليات خطف الأطفال عبر استغلال الظروف الاجتماعية للبعض ليغريهم أو يخدعهم لضمّهم إلى صفوف مسلحيه، فيما هذه الممارسات تشكل خطراً كبيراً على مستقبل المجتمع الكوردستاني برمته.
ويتواصل الاستياء الشعبي الكبير ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” شمال وشمال شرق سوريا، على خلفية استمرار ما تعرف بـ «الشبيبة الثورية» باختطاف أبناء الكورد وبناتهم وأطفالهم وتحويلهم إلى أداة عسكرية.