كشف مصدر مقرّب من رئاسة الوزراء العراقية، عن فحوى زيارة وفد أمريكي إلى العاصمة العراقية بغداد، الأربعاء الماضي.
وبين المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته لـ”العين الإخبارية” أن “الوفد الأمريكي نقل رسالة تحذير شديدة اللهجة وكفرصة أخيرة للحكومة العراقية للتعامل مع الجماعات (الشيعية) المسلّحة التي تواصل استهداف إسرائيل بالطائرات المسيرة بذريعة دعم غزة ولبنان”.
وأضاف المصدر أن “الوفد الأمريكي وبصحبة سفيرة واشنطن في بغداد آلينا رومانوسكي، التقى عدداً من المسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وغادر الليلة الماضية بغداد إلى واشنطن”.
وأشار إلى أن “الوفد الأمريكي أوصل رسالة تحذيرية شديدة اللهجة وجديدة مفادها أن العراق سيتعرّض لضربة مباشرة من قبل إسرائيل إذا لم تتوقف هجمات الفصائل العراقية المسلّحة”.
وتابع، والحديث للوفد الأمريكي: “هذه هي الفرصة الأخيرة التي وضعتها إسرائيل أمام الحكومة العراقية للتعامل مع الفصائل الشيعية المدعومة من إيران”.
وأوضح أن “الوفد الأمريكي بحث مع السوداني وكذلك مع مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي الذي زار طهران الأسبوع الماضي، جهود التهدئة مع إيران والولايات المتحدة من خلال الوساطة العراقية”.
وتابع المصدر أن “الوفد الأمريكي خرج بارتياح من رسالة التهدئة التي وصلت من طهران ونقلها قاسم الأعرجي إلى المسؤولين الأمريكيين، لكن كان هناك عتب من عدم قيام حكومة السوداني بالضغط على الفصائل الشيعية لوقف هجماتها ضدّ إسرائيل”.
ولفت المصدر إلى أن “الوفد الأمريكي أبلغ السوداني بأن إسرائيل وضعت لائحة وبنك أهداف لاستهداف الفصائل الشيعية المدعومة من إيران وأن هذه الرسالة ستكون الأخيرة لوقف تلك الهجمات”.
واستطرد على لسان الوفد: “نحن (إدارة جو بايدن) حاولنا في الفترة الماضية منع تل أبيب من شنّ هجمات على العراق، لكن الوضع ربما يتغير في المرحلة المقبلة ولن نكون قادرين على القيام بأي دور لمنع الضربات ضدّ الجماعات الشيعية المسلّحة”.
وأشار إلى أن “السوداني طلب من الوفد الأمريكي مهلة لعرض هذه الرسالة على اجتماع الإطار التنسيقي (القوى الشيعية الحاكمة) وذلك في الاجتماع الذي سُيعقد مساء الإثنين، بحضور ممثل عن قادة الفصائل التي تشنّ تلك الهجمات”.
وبحسب المصدر فإن “السوداني أبلغ قادة الإطار الشيعي الحاكم بضرورة الإسراع بعقد جلسة طارئة للبحث عن الردّ على هذه الرسالة الأمريكية التي نقلوها عن إسرائيل”.
وكان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي قد كتب في حسابه الرسمي على “إكس” أن “العراق بشعبه وحكومته قوي ومتماسك، وبقواتنا العسكرية بتشكيلاتها المختلفة، حافظنا ونحافظ على بلدنا وشعبنا” مؤكّداً على الموقف العراقي الرافض لاستخدام الأراضي والأجواء العراقية، منطلقاً للاعتداء على أي دولة.
وقال الأعرجي: “سنعمل بكل قوة وجهد لإنجاح دور العراق البارز في تهدئة الأوضاع وعدم الذهاب نحو التصعيد وجرّ المنطقة إلى أتون الحرب الشاملة” مضيفاً: “نذكر المجتمع الدولي بواجباته الإنسانية والأخلاقية، وضرورة توحيد الجهود واستخدام كل وسائل الضغط لإنهاء الحرب على غزة ولبنان، ومعالجة تبعاتها الكارثية”.
خطّة عمل إسرائيلية في حالة التصعيد من جهة العراق
من جانبها، كشفت صحيفة إسرائيلية، اليوم الاثنين، أن لدى إسرائيل “خطط عمل واضحة” في حالة حدوث تصعيد من جهة العراق.
وأفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية بأن خطط إسرائيل بشأن أي تصعيد من جهة العراق تبدأ من ضرب البنية التحتية والمنشآت ثم الانتقال إلى عمليات اغتيال مركّزة تطال شخصيات في الميليشيات الإيرانية في العراق.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولي استخبارات إسرائيليين وأميركيين، أن إيران قد تزيد من استخدام وكلائها في العراق ردّاً على عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة.
وأشارت معاريف إلى أن هناك مخاوف من أن إيران قد قامت بالفعل بتهريب صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق كردّ على الضربات الإسرائيلية في إيران.
وكانت فصائل وميليشيات عراقية مسلّحة موالية لإيران أعلنت اليوم الاثنين أنها هاجمت هدفاً حيوياً في “إيلات” بواسطة الطيران المسيّر.
من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً اعتراضياً سقط في إيلات أثناء التصدي لطائرة مسيرة قادمة من جهة الشرق.