توقَّع كاتب مقرَّب من الحكومة التركية أن يستجيب الرئيس السوري بشار الأسد للدعوات المتكرّرة التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقائه لبحث تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق بعد تغير الحقائق على الأرض بسبب سيطرة الفصائل والميليشيات السورية المسلّحة على حلب ومناطق جديدة في روجآفا كوردستان وشمال سوريا.
كما توقّع أن تصبح مدينة تل رفعت بروجآفا كوردستان، التي سيطرت عليها «هيئة تحرير الشام-جبهة النصرة سابقاً» والفصائل المسلّحة خلال عمليتها التي انطلقت في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت سيطرة تركيا قريباً.
وقال الكاتب في صحيفة «حرييت»، القريبة من الحكومة التركية، عبد القادر سيلفي، إن “الأسد رفض اليد الممدودة له من الرئيس أردوغان باستمرار لمدة عام، والآن يدفع ثمن خطأه، لقد أصبح في منصب إداري يقتصر على دمشق واللاذقية فقط”.
وعدّ سيلفي، في مقال، اليوم الاثنين، أن الأوان لم يفت بعد، وقد يصافح الأسد يد أردوغان الممدودة إليه في العهد الجديد في سوريا حسب قوله.
من ناحية أخرى، قال سيلفي إن أنظار تركيا تتّجه إلى تواجد وحدات حماية الشعب الجناح السوري المسلّح لحزب العمال الكوردستاني بكك وأكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، في تل رفعت، وتراقب الطائرات المسيَّرة التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، جميع تحركات هذه الوحدات هناك، وفي المستقبل القريب ستصبح تل رفعت تحت السيطرة التركية.
وأضاف أنه بعد أن سيطرت فصائل وميليشيات ما يسمّى بالجيش الوطني على تل رفعت بالكامل، جاء الدور على منبج، وسيحين الوقت للقضاء على تواجد وحدات حماية الشعب على حدود تركيا الجنوبية.
وفي السياق ذاته، طالبت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، الاثنين، بإجلاء المدنيين الكورد من محيط مدينة حلب إلى مناطق سيطرتها روجآفا كوردستان، بعد سيطرة ميليشيات أنقرة على تل رفعت، في إطار العملية التي أطلق عليها «فجر الحرية»، التي انطلقت بالتزامن مع هجوم «هيئة تحرير الشام» وفصائل معارضة متحالفة معها على حلب التي باتت خارج سيطرة الجيش السوري للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.
وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في بيان عبر حسابه في منصة «إكس»: “نعمل على التواصل مع جميع الجهات الفاعلة في سوريا لتأمين حماية شعبنا وإخراجه بأمان من منطقة تل رفعت والشهباء في ريف حلب الشمالي باتجاه مناطقنا الآمنة في شمال شرقي البلاد”.
وأوضح عبدي أن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» تدخّلت بعد انسحاب الجيش السوري وحلفائه من حلب، من أجل فتح ممرّ إنساني بين مناطق سيطرتها في الشمال الشرقي وحلب ومنطقة تل رفعت لـ “حماية شعبنا من المجازر” لكن هجمات الفصائل المدعومة من تركيا قطعت هذا الممر.
وتل رفعت في الأساس مدينة كوردية بروجآفا كوردستان، لكن مع شنّ تركيا والفصائل الموالية لها هجوماً على منطقة عفرين عام 2018 (عملية غصن الزيتون) وسيطرتها عليها، تدفّقت عشرات آلاف العائلات الكوردية إليها.
وتقع المدينة في جيب تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي، ويقدّر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن هناك أكثر من 200 ألف كوردي محاصرين فيها حالياً من قِبل الفصائل الموالية لأنقرة.
ولوّحت تركيا، مراراً، خلال السنوات الماضية بمهاجمة تل رفعت ومنبج، باعتبارهما جزءاً من منطقة آمنة زعمت سابقاً أنها تريد إقامتها قرب حدودها الجنوبية بذريعة استيعاب اللاجئين السوريين.
وكشفت المخابرات التركية، اليوم الاثنين، عن مقتل أحد القياديين البارزين في وحدات حماية الشعب المطلوبين على النشرة الحمراء للمطلوبين لدى الدولة التركية، يُدعى (يشار تشكيك) والملقب باسمه الحركي “يشار هكاري” في عملية نفَّذتها في تل رفعت.
وقالت مصادر أمنية تركية، الاثنين، إن تشكيك التحق بحزب العمال الكوردستاني بكك عام 1993، وخطّط للكثير من الهجمات الإرهابية التي أدّت إلى مقتل عشرات من جنود الجيش التركي، وتمكنت المخابرات التركية من قتله في تل رفعت بعد ملاحقة لفترة طويلة، وفق ما جاء في البيان.
بالتوازي، قُتل قائد عسكري في قوات سوريا الديمقراطية «قسد» ومرافقه وسائق، نتيجة استهداف طائرة مسيَّرة تركية سيارة كانوا يستقلونها على طريق علي فرو بالقرب من مصنع الحديد على طريق حلب – اللاذقية الدولية (إم 4) في ريف مدينة القامشلي شمال الحسكة بروجآفا كوردستان.