دعت هيئة البيئة في الإدارة الذاتية في روجآفا كوردستان-شمال وشرق سوريا الشعب السوري والقوى والمنظمات الدولية إلى العمل من أجل إيقاف هجمات تركيا والفصائل والميليشيات السورية الموالية لأنقرة على سد تشرين و”دخول قوات دولية إلى السدّ” لحمايته، محذّرة من أن انهياره سيؤدّي إلى “اختناق أعداد كبيرة من البشر وتدمير العديد من القرى”.
كما دعت في بيان إلى الرأي العام، اليوم الاثنين (20 كانون الثاني 2025)، القوى والمنظمات والحركات والأفراد الدولية والإنسانية والبيئية “مرة أخرى” إلى إيصال صوتها إلى الرأي العام لوقف هذه الهجمات.
وأدانت الهيئة “اعتداءات” الدولة التركية التي تقوم بـ”مهاجمة سد تشرين بالطائرات المسيّرة والطائرات الحربية” مشيرة إلى أن شعب روجآفا كوردستان-شمال وشرق سوريا قام بـ “إرسال قوافل مدنية إلى السدّ منذ الثامن من كانون الثاني من الشهر الجاري” وحمايته بـ”شكل منفرد كدرع بشري”.
رغم ذلك، لم تتوقّف الهجمات التركية، وأدّت حسب البيان إلى “استشهاد العشرات” من أعضاء القوافل المدنية، تابعت الهيئة التي نوّهت إلى أن نداءها “موجّه في المقام الأول إلى كلّ أبناء سوريا من كورد وعرب وسريان وشركس وعلويين ودروز ومسلمين وإيزيديين “لوقف الهجمات على سد تشرين ورفع أصواتهم في المحافل الدولية، لأن “تدمير السد سيؤدي إلى كارثة إنسانية”.
وفي الوقت نفسه، وجّهت نداء إلى الحركات البيئية والمنظمات ومؤسّسات حقوق الإنسان، محذّرة من أن “الخطر الذي يهدّد السدّ يتزايد يوماً بعد يوم، وهذا الخطر من شأنه أن يؤدّي إلى كوارث مختلفة، ولا تؤدّي هذه الهجمات إلى الإضرار بطبيعة المنطقة فحسب، بل تعرّض سكانها أيضاً لخطر الإبادة الجماعية”.
وأردفت: “يومياً يقع العشرات من الشهداء ويتمّ تدمير البيئة بشكل يومي، لقد غادرت الطيور والسناجب أعشاشها بالفعل”.
في موازاة الهجوم المباغت الذي شنّته هيئة تحرير الشام وفصائل عاملة معها في (27 تشرين الثاني 2024) على ريف حلب الغربي، وأتاح لها الإطاحة بنظام بشار الأسد، شنّت فصائل وميليشيات سورية مسلحة تابعة لما يسمّى بـ “الجيش الوطني” الموالي لأنقرة، هجوماً ضدّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” انتزعت خلاله منطقة تل رفعت ومدينة منبج.
منذ ذلك الحين، تتواصل الاشتباكات بين الطرفين في ريف مدينة منبج ومحور سد تشرين الواصل إلى كوباني، رغم هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة.
وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 423 شخصاً من الجانبين منذ (12 كانون الأول 2024)، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي 18 كانون الثاني، سقط 5 مدنيين على الأقل قتلى، جرّاء استهداف تركي لسدّ لـ”تجمع مدني” من الأهالي الذين ذهبوا إلى سد تشرين، وفق بيان سابق للإدارة الذاتية.
المخاطر التي قد تنشأ
ولخّصت هيئة البيئة في الإدارة الذاتية في بيانها اليوم، المخاطر التي قد تنشأ في أربع نقاط هي:
1- يعيش حول السدّ مئات القرى ومئات الآلاف من البشر، وانهيار السد سيؤدّي إلى اختناق أعداد كبيرة من البشر وتدمير العديد من القرى.
2- سيجلب معه كارثة بيئية، ويدمّر أعشاش ومساكن آلاف الأنواع من الكائنات الحية، وإخلال بالنظام البيئي في تلك المنطقة. نتيجة تدمير السد سيتمّ تدمير الغطاء النباتي الأخضر والكائنات الحية.
3- يوفّر السدّ الكهرباء لمئات الآلاف من القرى والبلدات، وإن تدميره يدفع سوريا إلى وضع صعب ومرحلة مظلمة.
4- كما يعتبر السدّ جسراً يسهل حركة سكان المنطقة، ولهذا السبب فإن حالة الهجوم هذه تجعل الحياة صعبة.