السيناتور الأمريكي جو ويلسون: “سوريا كانت البداية، التالي هو العراق ومن ثمّ تونس ومن ثمّ الحوثيون، دمى إيران سوف تسقط كلها..”
أثارت التغريدات المتواصلة للسيناتور الجمهوري الأمريكي جو ويلسون جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية العراقية، بعدما تناول فيها ملف الميليشيات العراقية المسلّحة الموالية لطهران، وعلاقة البلاد بإيران، وارتهان بعض المؤسّسات العراقية لنفوذ طهران.
وتأتي هذه التصريحات في ظلّ متغيرات إقليمية لافتة، أبرزها تغيير النظام في سوريا، وتراجع نفوذ الميليشيات المسلّحة الموالية لإيران والجبهة الشيعية، بالتزامن مع عودة الرئيس الأمريكي ترامب إلى السلطة.
وفي آخر تعليق له عبر منصة (اكس) قال ويلسون: “سوريا كانت البداية، التالي هو العراق، ومن ثمّ تونس ومن ثمّ الحوثيون، دمى إيران سوف تسقط كلها.. وأنت أيضاً ايفانيشفيلي”.
وفي تدوينة سابقة، قال ويلسون: “النظام الإيراني لديه رئتان متبقيتان: العراق واليمن”.
وطالب ويلسون بفرض عقوبات على مصرف الرافدين العراقي الحكومي، متّهماً إياه بأنه «آلة» لغسيل أموال النظام الإيراني وعملائه للحصول على الدولار، فضلًا عن مهاجمته للمحكمة الاتّحادية العراقية العليا، والميليشيات العراقية المسلحة، ودعا إلى «تحرير» العراق من إيران.
وأثارت تلك التصريحات جدلًا واسعًا في الشارع العراقي، حيث انقسمت الآراء بين من اعتبرها مجرّد مواقف فردية للسيناتور ويلسون لا تمثّل التوجه الرسمي لواشنطن.
ورأى آخرون فيها رسائل أمريكية تحمل إشارات واضحة إلى سياسة جديدة تجاه العراق، خاصة في ظلّ التوترات الإقليمية، وتغيّر موازين القوى في المنطقة.
جو ويلسون، سياسي أمريكي وعضو في الحزب الجمهوري، وُلد في 31 يوليو 1947 في تشارلستون، ساوث كارولاينا، حصل على درجة البكالوريوس في الفنون من جامعة واشنطن.
نال درجة الدكتوراه في القانون من جامعة ساوث كارولاينا، وهو يشغل عضوية لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ويُعرف بمواقفه الداعمة لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومعارضته للنفوذ الإيراني في المنطقة.
يفتح ويلسون ملفات عميقة في العراق، تشمل: تهريب الدولار، ونفوذ الميليشيات المسلّحة، وترهل مؤسّسات الدولة، وغيرها من القضايا التي تشغل اهتمام العراقيين الساعين للإصلاح والتغيير، وسط تساؤلات حول مدى تأثير هذه التصريحات على المشهد السياسي العراقي.
وتواجَه تعليقات ويلسون بردود حادّة من الأحزاب والقوى الحليفة لإيران، التي تعتبرها مواقف شخصية لا تمثّل التوجه الرسمي للولايات المتحدة، بل تعكس رأيًا فرديًا يسعى لإثارة الجدل.
وتؤكّد هذه الجهات أن واشنطن، رغم تباين مواقف إداراتها المتعاقبة، لا تزال تعتمد سياسة متوازنة تجاه العراق، تأخذ في الاعتبار تعقيدات المشهد السياسي، ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة، حسب رؤيتها.
كما ترى بعض القوى أن هذه التصريحات تأتي ضمن حملة أوسع تستهدف التأثير على موازين القوى الداخلية، خاصة في ظلّ توترات المنطقة، وتنامي الحديث عن إعادة تشكيل التحالفات السياسية في العراق.