إيران تطالب بضمانات أميركية بشأن رفع العقوبات… بعد استعدادها لسيناريو انهيار المحادثات وهجوم جوي أميركي إسرائيلي!

إيران تطالب بضمانات أميركية بشأن رفع العقوبات... بعد استعدادها لسيناريو انهيار المحادثات وهجوم جوي أميركي إسرائيلي!

حثّت إيران الولايات المتّحدة الأمريكية على تقديم “ضمانات” بشأن رفع العقوبات التي تخنق اقتصاد البلاد، عقب اقتراح أميركي بشأن اتفاق نووي محتمل.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي أسبوعي في طهران، اليوم الاثنين (2 حزيران 2025): “نريد ضمانات بشأن رفع العقوبات”، مبيّناً أن “الطرف الأميركي لم يرغب في توضيح هذه المسألة حتى الآن”.

وأجرت طهران وواشنطن خمس جولات من المباحثات بوساطة عمانية منذ نيسان، مع تأكيدهما على إحراز تقدّم، رغم تباين معلن بينهما بشأن احتفاظ إيران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم.

وأتت تصريحات بقائي غداة تقرير صادر عن الأمم المتحدة، يظهر أن طهران كثّفت إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب.

وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، القريبة من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري، قبل أسبوع من اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا.

وشدّد الموفد الأميركي في المحادثات النووية، ستيف ويتكوف، الشهر الماضي، على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستعارض أي تخصيب، معتبراً ذلك “خطاً أحمر” فيما تعهّدت إيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم “مع أو بدون اتفاق” بشأن برنامجها النووي.

والسبت (31 أيار 2025)، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تسلُّم “عناصر من مقترح أميركي” حول اتفاق محتمل، منوّهاً إلى أن طهران ستردّ “بشكل مناسب ينسجم مع حقوق الشعب الإيراني ومبادئه ومصالحه القومية”.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤولين مطّلعين على المحادثات الدبلوماسية، إلى أن الاقتراح عبارة عن سلسلة من النقاط الموجزة، وليس مسودة كاملة.

ويدعو الاقتراح إيران إلى وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم، ويقترح إنشاء تجمع إقليمي لإنتاج الطاقة النووية، يضمّ إيران والمملكة العربية السعودية ودولاً عربية أخرى، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

إيران تستعد لسيناريو انهيار المحادثات وهجوم جوي أميركي إسرائيلي!

من جانب آخر، تستعد إيران لسيناريو انهيار المحادثات النووية وهجوم أميركي وإسرائيلي على أراضيها، وتحاول تعزيز دفاعاتها الجوية، وفق تقرير صحفي بريطاني.

وتعرّض العديد من أنظمة الدفاع الجوي والرادارات الأكثر تطوراً في إيران، بما في ذلك منظومات S-300 الروسية بعيدة المدى، للتدمير أو الأضرار خلال الضربات الجوية الإسرائيلية في تشرين الأول ونيسان من عام 2024.

كما ساهمت هذه الضربات، إلى جانب الهجمات الإسرائيلية الناجحة ضدّ حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، في ترسيخ الانطباع بأن إيران باتت في أضعف حالاتها من حيث القدرة على التصدي للهجمات الجوية منذ عقود، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز.

لكن الصحيفة نقلت عن خبراء قولهم إن عدداً من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية ما زالت تعمل، أو ربّما جرى إصلاحها في الأشهر الأخيرة.

وتشير التقييمات الاستخباراتية الغربية وصور الأقمار الاصطناعية التي راجعها محلّلون عسكريون إلى أن إيران أعادت في الآونة الأخيرة نشر عدة منصات إطلاق صواريخ أرض-جو، مع أنظمة “إس-300″، بالقرب من منشآتها النووية الرئيسية مثل نطنز وفوردو.

وعُرض بعض هذه المعدات علناً خلال الأشهر الماضية، من بينها منصة إطلاق S-300 وشاحنة رادار، وذلك خلال عرض عسكري أقيم في طهران الشهر الماضي بمناسبة “يوم الجيش”.

كما ظهرت وحدة S-300 وهي تطلق صاروخاً أرض-جو خلال تدريبات عسكرية أُجريت في شباط الماضي، مستخدمة راداراً من تصميم إيراني.

ويعتقد نيكول غرايجيفسكي، من مؤسّسة كارنيغي في واشنطن، أن الرادار الإيراني بديل عن الرادار الأصلي الذي قد يكون خرج عن الخدمة، منوّهاً إلى أن “إيران تريد بلا شكّ دحض الادعاء بأن دفاعاتها الجوية المتقدمة قد دُمّرت”.

وقبل أيام قليلة، أشاد رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، بجاهزية إيران للتصدّي لأي هجوم، قائلاً: “نشهد تقدّماً ملحوظاً في قدرة واستعداد الدفاع الجوي للبلاد” مشيراً إلى “زيادة استثماراتنا في هذا المجال بمعدلات مضاعفة”.

كما حذّر باقري “أعداء” الشعب الإيراني من أن ضرراً كبيراً سيلحق بهم في حال انتهاكهم لأجواء بلاده.

ورغم استمرار المفاوضات مع واشنطن بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني، هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي السابق خلال ولايته الأولى، باستخدام القوة ضدّ الجمهورية الإسلامية إذا انهارت المحادثات.

فيما تطالب واشنطن طهران بوقف تخصيب اليورانيوم، معتبرة ذلك ضرورياً لمنعها من امتلاك أسلحة نووية، تصرّ إيران على ضرورة مواصلة تطوير المواد المشعة النووية لأغراض “سلمية”.

وفي نيسان هذا العام، أرسلت أميركا 6 قاذفات من طراز “بي-2” إلى المنطقة، في أكبر انتشار من نوعه لهذا الطراز من الطائرات، والتي يُتوقع أن تُستخدم كنقطة انطلاق محتملة لأي ضربات ضدّ إيران.

بالتزامن مع هذه التطورات، تضغط إسرائيل على أميركا لدعمها في حال شنّت هجوماً على إيران.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن إسرائيل قد تهاجم إيران دون موافقة واشنطن، إذا شعرت أن ترامب سيوافق على اتفاق نووي ضعيف.

مقالات ذات صلة