حزب العمال الكوردستاني اغتال القيادي دليل لأنه كان كوردياً وكوردستانياً

كوردو باكوري
كشف حزب العمال الكوردستاني بكك عن هوية قيادي آخر في رفوفه، مدعيًا استشهاده في قنديل، لكن الحقيقة أنه أغتيل وتمّت تصفية حساباته على يد التنظيم اللاكوردستاني والدخيل وقادة قنديل؛ لأنه كان كوردياً وكوردستانياً وينتقد إدارة قنديل بل ويلعنها!
القيادي البارز في قوات الدفاع الشعبي (HPG) والملقّب باسمه الحركي “دليل تمل” واسمه الحقيقي (خطيب أمين- خطيب أري تورك) من منطقة ميسرج التابعة لـ سيرت بباكور كوردستان-كوردستان تركيا، أغتيل على يد جلاوزة حزب العمال الكوردستاني بكك في قنديل في 30 آب 2021، فيما أعلن التنظيم وفاته قبل يوم، مدّعياً استذكاره واحترامه ومعزّياً عائلته بوفاته الآن!!
من هو دليل تمل؟ وماذا فعل به حزب العمال الكوردستاني؟
انضم دليل تمال إلى رفوف الگريلا عام 1992، ناضل دليل في كافة أجزاء كوردستان وأنحائها، وبعد مرور فترة طويلة توجّه إلى قنديل، عام 2004-2005 تمّ إرساله إلى كيلرش بروجهلات كوردستان-كوردستان إيران للنضال في أطر ورفوف حزب الحياة الحرة الكوردستاني (PJAK)، وهناك، يلتقي بـ مقاتلة في رفوف الحزب ووقعا في حبّ بعضهما البعض.
بعد فترة، علم التنظيم بقصة الحب هذه ففرّق بين دليل وحبيبته المقاتلة، وأرسله إلى روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، هناك، التقى دليل بـ آلدار خليل. بعدها، أرسل آلدار خليل تقريرًا عن دليل إلى قيادة منظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) وجميل بايك. بعدها تمّ إرسال دليل إلى قنديل، لم يقطع دليل علاقة حبّه مع تلك الفتاة، لذلك خضع دليل من جديد لدورة تدريبية أخرى كعقوبة له، وأُرسل ضمن مجموعة إلى أرمينيا من أجل أنشطة حزب العمال الكوردستاني بكك هناك، وقد وصلت المجموعة إلى الأراضي الأرمنية بطرق غير قانونية وعن طريق التهريب.
إلّا أنه وبعد وصول المجموعة إلى الأراضي الأرمينية، أبلغت كوادر حزب العمال الكوردستاني في أرمينيا المخابرات الأرمنية عن دليل ومجموعته لأنهم لم يرغبوا في مجيء هذه المجموعة ووجودها في منطقتهم لغرض عودتهم إلى قنديل. فعملت الدولة الأرمنية على اعتقالهم وتسليمهم للدولة التركية.
إلا أن دليل ورفاقه تمكّنوا من الاختباء، وقاموا بالاتصال مرّة أخرى بتنظيمات حزب العمال الكوردستاني في أرمينيا. إلا أن كوادر حزب العمال الكوردستاني في أرمينيا خانوا دليل ورفاقه مرّة أخرى، وقالوا لهم: “لقد تحدّثنا إلى مسؤولي الحكومة الأرمنية ولا توجد أي مشكلة في تسليم أنفسكم!”.
وعندما قام دليل ورفاقه بتسليم أنفسهم لأجهزة المخابرات الأرمنية حُكم عليهم بالسجن لمدة أربع سنوات. قضى كلّ واحد منهم ثلاث سنوات ونصف العام في السجون الأرمنية وأُطلق سراحهم في عام 2014 وأُرسلوا إلى إقليم كوردستان.
بعدها، أرسل حزب العمال الكوردستاني دليل إلى كركوك وأدار هناك مهام التنظيم، حتى يوم سقوط كركوك في أيدي ميليشيات الحشد الشعبي، أراد دليل وعدد من رفاقه القتال، لكن قيادة قنديل قرّرت أن أيًا من أعضائها القياديين يخرج من أطر هذه الأوامر ويقاتل فهو “خائن!” ما اضطرّوا وأُجبروا على استقلال مركبات تحت إشراف الحشد الشعبي. وإرسال بعضهم إلى مخمور بينما يتمّ إرسال الآخرين صوب مناطق أخرى لحزب العمال الكوردستاني.
كان دليل شخصاً كوردياً وكوردستانياً لكنه بقي في الجبال لأعوام من أجل حبّه وحبيبته، وكانت حبيبته أيضاً قيادية في الجناح النسوي المسلّح للحزب، وقد أبقته هي أيضاً في الجبال لأعوام ما يمكننا القول إنه تمّ خداع دليل من قبل حبيبته أيضاً.
لعن دليل إدارة قنديل وانتقدها، وشعر العديد من رفاقه الكوادر أيضاً بحالة دليل. حتى عام 2021، تمّ استدعاء دليل من قبل قيادة الحزب في قنديل، بحجّة مهمة جديدة، فتمّ إرساله من كركوك لمهمة إلى قنديل، وهناك، تسبّب التنظيم بقتله لعلمهم ومعرفتهم بأن دليل على وشك الانشقاق من الحزب، فكان استشهاد دليل بالنسبة لحزب العمال الكوردستاني بكك أفضل من الانشقاق من الحزب!