العمال الكوردستاني والمخابرات الإيرانية على عتبة تكرار سيناريو روجآفا كوردستان في روجهلات كوردستان!

العمال الكوردستاني والمخابرات الإيرانية على عتبة تكرار سيناريو روجآفا كوردستان في روجهلات كوردستان!

في الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة المصادف الـ 13 حزيران 2025، شنّت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية غير المسبوقة وواسعة النطاق والمباغتة على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، شملت منشآت نووية، ومصانع صواريخ باليستية، وقادة عسكريين، وعلماء نوويين، أطلقت عليه تسمية (الأسد الصاعد)، من جانبها، ردّت إيران على العملية الإسرائيلية بعملية عسكرية أطلقت عليها مسمى “الوعد الصادق 3” حيث قصفت المدن الإسرائيلية بالمسيّرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، وبمرور الوقت، تصاعدت حدّة المواجهات وازدادت سخونة ولا أحد يعرف متى ما سيؤول إليه هذا الوضع.

بالتزامن مع العملية العسكرية الإسرائيلية ضدّ إيران، تدهور الوضع الداخلي المتدهور أساساً في إيران بشكل كبير. ذلك النظام الذي لطالما كان آيلاً للسقوط وعلى وشك الانهيار. فقد سيطرت إسرائيل على سماء إيران وتحكّمت بأجوائها منذ اللحظات الأولى للعملية، بحيث تحلّق المقاتلات الحربية الإسرائيلية ومسيّراتها-طائرات بدون طيار- في أجواء طهران وسمائها كما لو كانت في تل أبيب، وتنفّذ ضرباتها وتدمّر أهدافها حيث استهدفت معظم كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، واضطرّ سكان طهران إلى مغادرة المدينة وإخلائها حماية لأرواحهم، ولم تعد البنوك الإيرانية قادرة على تقديم الخدمات للأهالي، ولم يعد من السهل حصولهم على الخبز والبنزين والأدوية إذ ليست متوفّرة بسهولة… أي أن إيران باتت في أضعف حالاتها وأوقاتها ومن المتوقع أن يواجه النظام الإيراني نفس مصير نظام الأسد.

وفي الوقت الذي بات النظام آيلاً للسقوط يسير بلا هوادة نحو حافة الانهيار، يمارس حزب العمال الكوردستاني بكك وأذرعه وهياكله في روجهلات كوردستان-كوردستان إيران كعادته ما يعارض ويعادي مطالب ومصالح الشعب الكوردي، ويعقدون اجتماعات سرية مظلمة مع المخابرات الإيرانية. ووفق تسريبات يستعد (حزب العمال الكوردستاني بكك-حزب الحياة الحرة الكوردستاني- PJAK) بالتنسيق مع المخابرات الإيرانية-اطّلاعات لتكرار سيناريو روجآفا كوردستان في الجزء الشرقي من كوردستان أي في روجهلات كوردستان-كوردستان إيران إذا ما تدهورت الأوضاع أكثر، أي القيام بدور الوكيل الإيراني في روجهلات كوردستان حيث سيتسلّم العمال الكوردستاني بكك وأذرعه وهياكله هناك زمام الأمور والسلطة مقابل الوقوف بوجه تحقيق أي مكسب قومي وطني للكورد هناك، بل ومحاربة الثورة والانتفاضة الكوردستانية على غرار ممارسات هذه التنظيمات في روجآفا كوردستان، لكن يبدو أنه لم يتمّ اتّخاذ قرار نهائي حتى الآن بشأن متى وكيف سيتم تنفيذ هذا السيناريو، لأن إيران تعتقد أنها ستتجاوز الأزمة من خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

فمع اندلاع الحرب الأهلية السورية-الثورة السورية عام 2012، أراد الكورد كباقي الشعوب الأخرى التي تعيش في سوريا، الانضمام إلى الثورة وتحقيق حريتهم وتحرير وطنهم، لكن سرعان ما تمّ إسكاتهم وقمعهم. ولم يكن النظام السوري مَن منع الكورد من التمتع بحقوقهم الوطنية، بل كان حزب العمال الكوردستاني بكك. فقد أدار حزب العمال الكوردستاني حربًا بالوكالة نيابة عن نظام الأسد بتأسيس حزب الاتّحاد الديمقراطي (PYD) بموجب اتفاقية مبرمة مع النظام برعاية إيرانية.

ووفقًا لتلك الاتفاقية المظلمة، طلبت الحكومة السورية من حزب الاتّحاد الديمقراطي حماية شمال وشرق سوريا. في البداية، دافع حزب الاتّحاد الديمقراطي عن مصالح نظام الأسد في روجآفا كوردستان وذلك من خلال قمع الشعب الكوردي والنشطاء الكورد المطالبين بإسقاط النظام تحت يافطة (الشعب يريد إسقاط النظام) فأدار حرباً بالوكالة عن النظام، فكذلك اليوم في روجهلات كوردستان، فهو يسعى جاهداً تكرار السيناريو نفسه هناك في روجهلات كوردستان من خلال حزب الحياة الحرة الكوردستاني، وقد جرى تنسيق أولي بين حزب العمال الكوردستاني والمخابرات الإيرانية.

أصبح حزب العمال الكوردستاني وأذرعه وهياكله وتنظيماته أداةً وسلاحاً في يد أعداء الكورد يستخدمونه في قمع الكورد ومحاربتهم متى ما ثاروا وانتفضوا…

مقالات ذات صلة