كما هو معروف، زار الوفد المعروف إعلامياً بـ “وفد إمرالي” لـ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) سجن إمرالي (في 25 أبريل نيسان 2025) للقاء زعيم حزب العمال الكوردستاني بكك المسجون، عبد الله أوجلان. خلال اللقاء، ناقش أوجلان والوفد العديد من القضايا، بما في ذلك الحالة الصحية لـ (سري سريا أوندر- عضو وفد إمرالي وعضو حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) ونائب رئيس الكتلة البرلمانية لـ (DEM Partî) ونائب رئيس البرلمان التركي)، وقد نُشر قسم من فحوى ومضمون هذا اللقاء على وسائل الإعلام لكن بقي معظمه طيّ الكتمان، لذلك، تواصل موقع “داركا مازي” مع أحد أعضاء الوفد للحصول على مضمون وفحوى اللقاء كاملاً (اللقاء الكامل) بين الوفد وأوجلان. وقد استطاع بالفعل الحصول على اللقاء الكامل الذي دار خلال الزيارة، وسننشر فحوى اللقاء كاملاً كما هو.
يقول أوجلان خلال حديثه مع وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) وممثّلي الدولة التركية: “لقد غيّرتُ الماركسية في جوهرها ومن جذورها” وأضاف كذلك بأن “السلام إذا تحقّق في تركيا فسيؤثر على المنطقة بأسرها، بل وسيكون له تأثير على العالم أيضاً. إذا عملنا معًا لمدة شهر، سنوقف إسرائيل. إذا استطعت عرقلة وإعاقة الاستراتيجية الكوردية المشابهة لجنون غزة، فستقف إسرائيل على الخط”.
تتمّة محادثات وفد إمرالي لـ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) مع أوجلان:
أوزغور: سيدي القائد، أدلى الفيلسوف الفرنسي آلان باديو (Alain Badiou)، بتصريح دعمًا لدعوتكم.
القائد: فيلسوف؟ أليس كذلك؟ ما اسم كتابه؟
أوزغور: الأخلاق، فلسفة الأخلاق، يعمل في مجال الفلسفة ويقول إن فكرة أوجلان في التحالف والاتّفاق بين الكورد والأتراك هي أفضل فكرة في وجه اللعبة الإمبريالية، ودعاكم باسمه وعقيلته-زوجته إعطائهم التعليمات اللازمة للتحرّك والقيام بالأنشطة والفعاليات وفق دعوتكم وفي إطارها في فرنسا.
القائد: حسنًا، هذا مهم. منذ حقبة الثورة الفرنسية، منذ بابل، أقف على الاشتراكية، وأحاول فهم الفرنسيين وجعلهم مصدر إلهام، وهو أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة لي. اكتبوا رسالة. يجب إجراء تحقيق داخلي حول أرطغرل قبل ذلك. أخبر باديو أن ما صنعناه وحقّقناه لن يؤثّر على تركيا والشرق الأوسط فحسب، بل على شعوب العالم أيضًا.
اكتبوا هذه الرسالة دون ذكر إسرائيل. قضية غزة خطيرة وكارثية. لديّ القدرة على منع هذه الكوارث، وقد تمكّنت من تقديم خدمة جليلة للمنطقة في مجال السلام. جهودنا ومحاولاتنا هذه ستتكلّل بالنجاح حتى في مواجهة اليمينيين في أوروبا أيضًا. وخاطب أوزغور، لدي أمر لك، هناك جيجك (يقصد به الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك) وهناك جائزة نوبل، عليك التحدث إليهم وإرسال رسالة إليهم، هناك فرصة لانتصار السلام والديمقراطية والاشتراكية، أخبره أن تحياته قد وصلت.
أوزغور: في الأسبوع الماضي عقد مؤتمر في روما حول الحرية لأوجلان وحلّ القضية الكوردية. كان 95% من المشاركين من الأوروبيين، وكان هناك مشاركون من أمريكا اللاتينية وآسيا ومصر.
القائد: حقا؟
أوزغور: كان معظم المشاركين أمميين واشتراكيين وفوضويين، تأثّروا بفلسفتكم ويدرسون ويبحثون في نهجكم، في نهاية المؤتمر، تقرّر ترشيحك لجائزة نوبل.
القائد: غيّرت الماركسية جذريًا ومن جوهرها. كتب ماركس الكتاب الأول فقط من ستة كتب، وكتبه في ثلاثة مجلدات. كتب مجلدًا واحدًا، بينما نقّح وحرّر إنجلز المجلّدين الآخرين، وبقيت المجلدات الثلاثة الأخرى، كتاب الماركسية الذي بين أيدينا نصف مكتمل. على مدى المئتي عام الماضية، دمّرت الاشتراكية الواقعية مصير البشرية. لم يُحارب الرأسمالية بل على العكس أحيا الرأسمالية. لقد قيّمتُ هذا الأمر. وإذا بقيت حياً فأريد أن أشارككم إياها. (قال هذا بوسيلة هذا الكونفراس-المؤتمر للأصدقاء والمثقفين الأجانب) لقد استعدت وتجهّزت عقلياً ونفسيًا، إذا تحقّق السلام في تركيا فسيؤثر على المنطقة بأسرها، وسيكون له تأثير على العالم أيضاً. إذا عملنا لمدة شهر، سنوقف إسرائيل. إذا استطعت عرقلة وتعطيل الاستراتيجية الكورد المشابهة لجنون غزة، فستقف إسرائيل على الخط.
كنتُ قد اقترحتُ إنشاء لجنة دولية، وتحدّثت عن أرطغرل ودوران كالكان، هل بإمكانهم القيام بهذا العمل؟ عملنا هنا يركّز على داخل تركيا وهذا عمل خارجي.
بروين بولدان: لدينا خطّة لعقد لقاءات مع باخجلي وداود أوغلو وباباجان. أنتم أيضاً كنتم قد طلبتم عقد اجتماع مع داود أوغلو.
القائد: عندما وصلتني رسالة دوغو برينجك أردتُ الردّ عليه. لدى داود أوغلو كتاب بعنوان “العمق الاستراتيجي: موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية” وكان فاعلاً في عملية السلام الأولى، أرسلوا رسالة له أيضاً وقولوا له قمت بعمل وخطوات جيدة، وما ذكرته في الكتاب ستصبح حقائق وواقع، وأرسلوا رسالة إلى باباجان أيضاً إذا رأيتم ذلك ضرورياً.
بروين بولدان: سيدي القائد، شاركت فوزة يوسف أيضًا في مؤتمر روما.
القائد: من هي؟
أوزغور: اسمها الحركي زاخو. وهي عضوة هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتّحاد الديمقراطي (PYD).
القائد: هي من أهالي روجآفا أليس كذلك؟ هل التقيتم بها وجهًا لوجه؟
بروين بولدان وأوزغور: نعم، كانت حاضرة في المؤتمر.
أوزغور: هي تقول إن دعوتكم كان لها تأثير إيجابي للغاية على روجآفا، تحدّثت عن هذا الأمر أن الإبادة الجماعية بحقّ النصيريين (مقتلة العلويين) في سوريا أكبر ممّا يُقال ويتحدّث عنها.
القائد: حقًا؟
أوزغور: نعم، تعرّضت أكثر من 500 قرية للهجوم، مثل الهجوم على الإيزيديين في شنگال-سنجار، يقولون في الوضع الراهن والقائم لا يمكنهم ترك النساء في سوريا ضعيفات وغير قادرات على الدفاع عن النفس.
القائد: ماذا فعلوا بالعلويين النصيريين؟
أوزغور: خلال الأيام الماضية أُرسلت قافلة مساعدات إنسانية لهم، لكن حكومة دمشق (الحكومة السورية المؤقّتة) منعت هذه القافلة من الدخول.
القائد: منعتها؟
أوزغور: مرة أخرى، تمّ إرسال قافلة أخرى، لكن القافلة الثانية وصلت.
«بما أن هذا اللقاء-الاجتماع مطوّل للغاية، فسنشارككم جزءًا آخر من الحوار بين وفد إمرالي وأوجلان في مقال آخر».
للحديث بقية…