بعد إعلانه سحب جميع مقاتليه من تركيا إلى أراضي إقليم كوردستان… تركيا تشيد بقرار حزب العمال الكوردستاني!

أشادت الدولة التركية بإعلان حزب العمال الكوردستاني بكك، اليوم، سحب مقاتليه من الأراضي التركية، معتبرة ذلك “نتيجة ملموسة” للجهود الرامية إلى إنهاء النزاع الذي استمرّ أكثر من أربعة عقود.
وقال عمر جيليك المتحدّث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا: “مع التطورات التي حصلت اليوم، فإن قرار حزب العمال الكوردستاني بالانسحاب من تركيا والإعلان عن خطوات جديدة نحو عملية نزع السلاح هما نتيجتان ملموستان للتقدّم الذي تمّ إحرازه”.
وكانت وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني قد أفادت يوم أمس، استعداد مقاتلي الحزب للإعلان عن خطوة وصفتها وسائل إعلام الحزب بـ “التاريخية الجديدة” في إطار الدعوة التي وجّهها زعيم الحزب القابع في إمرالي، عبد الله أوجلان، بحلّ الحزب وإنهاء الكفاح المسلّح، وتلبية الحزب لدعوة زعيمه وعقده المؤتمر الثاني عشر الطارئ للحزب وإعلان حلّ الحزب وفسخه وإنهال القتال مع الدولة التركية دون تحقيق أي شيء.
واليوم، أعلنت قيادة حزب العمال الكوردستاني بكك في قنديل، أنها سحبت جميع قوات الگريلا في تركيا إلى مناطق الدفاع المشروع من أجل نقل عملية السلام والمجتمع الديمقراطي إلى المرحلة الثانية حسب البيان.
وزعمت أنه في إطار نداء السلام والمجتمع الديمقراطي وعملاً بقرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكوردستاني، أعلنت الحركة انسحاب قواتها من تركيا في خطوة وصفتها بـ “التاريخية” نحو المرحلة الثانية من نداء السلام والمجتمع الديمقراطي.
وجاء في بيان حزب العمال الكوردستاني: “بعد أن وصل الصراع والاشتباكات في الشرق الأوسط إلى مستوى خطر جدّي للغاية على مستقبل الكورد وتركيا، في العام الماضي، وبناءً على دعوات رئيس الجمهورية التركية ورئيس حزب الحركة القومية (MHP) دولت باخجلي، ثمّ القائد عبد الله أوجلان، بدأت عملية، وهذه العملية التي وصلت إلى هويتها بدعوة (السلام والمجتمع الديمقراطي) من قبل القائد عبد الله أوجلان في 27 شباط 2025، تمر بمرحلة بالغة الأهمية والحساسية.
وأضاف البيان “من جانبنا، وخلال الأشهر الثمانية الماضية، وعلى أساس دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي، اتّخذنا خطوات تاريخية كبيرة. بعد الدعوة وفي الأول من آذار، أعلنا وقف إطلاق النار بهدف توفير بيئة آمنة ومستقرة للحوار.
وتابع البيان “القائد عبد الله أوجلان أشار إلى المسار المناسب، وعلى هذا الأساس، عقد حزب العمال الكوردستاني مؤتمره الثاني عشر في 5-7 أيار، وقرّرنا إنهاء الوجود التنظيمي لحزب العمال الكوردستاني واستراتيجية الكفاح المسلح، وأضفنا إلى هذا القرار أنه لا يمكن تطبيقها إلا تحت الإشراف المباشر للقائد عبد الله أوجلان. بعد شهرين وفي 11 تموز، وبعد دعوة القائد عبد الله أوجلان المصورة، قامت مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي التي تتألف من 30 شخصاً، بقيادة الرئيسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) بسي هوزات، بحرق أسلحتهم في مراسم، وبذلك أثبتنا بوضوح وعملياً موقفنا وتصميمنا على إنهاء الكفاح المسلح.
ونوّه البيان إلى “لقد كان لهذه الخطوات التاريخية من قبل الجانب الكوردي، التي تمت بقيادة القائد عبد الله أوجلان وحزب العمال الكوردستاني، تأثير عميق على المناخ السياسي والاجتماعي في تركيا، وقدمت روحاً وإرادة جديدة في مجال السلام والديمقراطية. وقد قوبل هذا الموقف الشجاع والتضحوي للكورد، الذين لطالما كانوا مؤيدين للسلام والديمقراطية والحرية، بترحاب حار بشكل عام داخل وخارج تركيا”.
وأكّد على أنه “على الرغم من المواقف غير الكاملة من الجانب المقابل، فإن القائد عبد الله أوجلان وحركة حرية كوردستان، بهدف درء جميع المخاطر الصعبة التي تواجه الكورد وتركيا، من أجل وضع أسس الحياة الحرة والديمقراطية والأخوية للقرن القادم، ولإيصال عملية السلام والمجتمع الديمقراطي إلى المرحلة الثانية، يسعون لاتخاذ خطوات عملية جديدة. في هذا الإطار، وعلى أساس برامج وقرارات المؤتمر الثاني عشر، وبأمر من القائد عبد الله أوجلان، بدأنا خطوة سحب قواتنا من تركيا أمام احتمال الاشتباكات والظروف المواتية لوقوع أحداث غير مرغوب فيها. الانسحاب يتم من المناطق الحدودية التركية نحو مناطق الدفاع الإعلامية، وبعض تلك المجموعات التي وصلت إلى مناطق الدفاع الإعلامية موجودة هنا الآن وتشارك في هذا المؤتمر الصحفي. في الوقت نفسه، في تلك الخنادق بالمناطق الحدودية التي يوجد فيها احتمال الاشتباكات وأي احتمالات غير مرغوب فيها، تم اتخاذ إجراءات مماثلة وبناءة”.
وشدّد البيان على أنه “بالطبع، سيعكس التطبيق مستوى فعالية هذه الخطوات. لكن هذه الخطوات العملية تؤكّد مرة أخرى تصميمنا وموقفنا الواضح بشأن تنفيذ قرارات المؤتمر الثاني عشر”.
وذكر البيان “من الواضح جداً أننا ملتزمون بقرارات المؤتمر الثاني عشر ومصممون على تنفيذها. ولكن لتنفيذها، يجب اتخاذ الخطوات القانونية والسياسية اللازمة على الفور، والتي كانت شروطاً لقرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكوردستاني. لهذا الغرض، يجب أن يتم اعتماد قانون انتقالي خاص بحزب العمال الكوردستاني كأساس، ومن أجل المشاركة في السياسة الديمقراطية، يجب إصدار القوانين المتعلقة بالحرية الضرورية والاندماج الديمقراطي على الفور”.
وختم البيان بالقول: “دعوتنا لجميع شعبنا، وخاصة النساء والشباب. اليوم ليس يوم الانتظار، بل يوم الكفاح المنظم من أجل تحقيق حياة حرة وديمقراطية. لذلك، يجب على كلّ من يجد نفسه في هذه الحياة أن يكافح على مستوى الحملة الشاملة لنجاح “عملية السلام والمجتمع الديمقراطي.
وختم البيان بعبارة “مانيفيستو السلام والمجتمع الديمقراطي سيصل حتماً إلى النصر!”