شيوخ ووجهاء العشائر العربية مستنكرين تصريحات الحلبوسي… يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبيّنوا…

شيوخ ووجهاء العشائر العربية مستنكرين تصريحات الحلبوسي... يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبيّنوا...

أصدر شيوخ ووجهاء العشائر العربية في ناحية الكوير، بياناً أكّدوا فيه رفضهم لما وصفوه بـ “الادعاءات الباطلة” التي وردت في تصريحات رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي ضدّ حكومة إقليم كوردستان، مشدّدين على أن إقليم كوردستان “لم يمارس أي سياسة تستهدف العرب أو تضيّق عليهم”، وأن “العلاقات بين المكونات في المناطق المتنازع عليها قائمة على التعايش والأخوة منذ عقود”.

وجاء في نصّ البيان، الذي ألقاه أحد ممثّلي المشايخ في مؤتمر صحفي اليوم السبت (8 تشرين الثاني 2025): “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين…” لقد عشنا نحن أبناء القرى العربية الواقعة ضمن المناطق المتنازع عليها عقوداً طويلة من التعايش الأخوي مع إخواننا الكورد والكاكئية وغيرهم من المكونات، ولم نلمس من حكومة إقليم كوردستان أو من قوات البيشمركة أي سياسة ممنهجة تستهدف العرب أو تضيق عليهم كما يُروّج أحياناً”.

وأضاف البيان “الإشكالات الفردية أو الإدارية التي تحدث بين الحين والآخر أمر طبيعي في أي منطقة من العراق، لكن من الخطأ تعميمها أو استغلالها لأغراض سياسية أو إعلامية” مشيراً إلى أن “حكومة الإقليم كانت وما زالت منفتحة على الجميع وقدّمت خدماتها بالتساوي دون تفرقة، والقرى العربية اليوم تنعم بالأمن والاستقرار بفضل التعاون بين الأهالي وحكمة حكومة الإقليم”.

وأكّد شيوخ ووجهاء العشائر العربية رفضهم استغلال أوضاع القرى “كورقة سياسية بين الأطراف”، داعين القادة والمسؤولين وعلى رأسهم الحلبوسي إلى “تحرّي الدقة والتأكّد من الحقائق على أرض الواقع قبل إطلاق أي تصريح قد يسيء للتعايش السلمي بين المكونات”.

وجاء في البيان أيضاً: “نحن شيوخ ووجهاء العشائر في ناحية الكوير ندين ونستنكر كلّ ما ورد في تصريحات الحلبوسي من ادعاءات وافتراءات موجّهة إلى حكومة إقليم كوردستان، فهذه الادعاءات باطلة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة، ونؤكّد دعمنا الكامل لمن ضحّى واستشهد دفاعاً عن أمننا ووحدة صفنا وصون كرامتنا، ونخصّ بالذكر قوات البيشمركة والأسايش الذين سالت دماؤهم لتبقى ناحية الكوير وقراها آمنة ومطمئنة”.

وأشار البيان، إلى أن “العشائر العربية سكنت الكوير وقراها منذ أكثر من 230 عاماً متعايشة ومتآخية مع القوميات الأخرى، وبحكم الانتماء الإداري إلى قضاء مخمور ومحافظة أربيل منذ تشكيل لواء أربيل” مؤكّدين أن “مخمور ونواحيها عائدة إلى أربيل هويةً وعقاراً وإدارةً، وأن منطقتهم تتبع محافظة أربيل منذ تأسيس الدولة العراقية، ولذلك لا يجوز إدراجها ضمن المناطق المشمولة بالمادة 140 لأنها ليست موضع نزاع إداري من الأساس”.

وأكّدوا، على “ضرورة تطبيق الدستور العراقي بما في ذلك المادة 140 التي تضمّ التطبيع والإحصاء والاستفتاء، فهي مادة دستورية صوّت عليها الشعب العراقي، لكن بعض السياسيين يهملونها لأنها لا تخدم مصالحهم. ومع ذلك نؤكّد أن منطقتنا في الكوير تتبع إدارياً أربيل منذ تأسيس الدولة، فهوياتنا وبطاقاتنا التموينية وعقاراتنا أربيل، وليست من الإنصاف أن توضع ضمن المناطق المتنازع عليها”.

وخاطب البيان الحلبوسي بالقول: “تفزع عشائر الأنبار الأصيلة بهذه التصريحات لتهاجم الإقليم من أجل مقعد برلماني؟ بينما لم تنسى هذه العشائر الكريمة ضيافة الكورد لهم في الإقليم، كما لم ينسى الكورد عندما تهجروا في عهد النظام السابق، واستقبلتهم وأسكنتهم وضيفتهم العشائر العربية الأصيلة في الوسط والجنوب والغربية”.

وتابع البيان بالقول، إن “قوة العراق ووحدته تكمن في احترام مكوناته والتعاون بينها لا في تبادل الاتهامات أو تضليل الرأي العام”، داعياً “جميع المسؤولين والإعلاميين إلى تحري الدقة في نقل الأخبار وأن تكون الكلمة وسيلة لبناء الثقة والسلام لا لإشعال الفتن. لقد عرفنا حكومة إقليم كوردستان حاضنة للجميع لا تفرق بين عربي وكوردي وكاكائي وتسعى دوماً لتعزيز التعايش وحماية أمن المواطنين”.

ولفتوا، إلى أن رسالتنا واضحة: “دعونا نعمل معاً من أجل استقرار هذه المناطق وتنميتها، فالأرض تسع الجميع، والعدل والأخوة هما الطريق الأمثل لمستقبل آمن ومشرق لكل العراقيين”.

وختم قائلاً مخاطباً الحلبوسي: “اتّقِ الله في حزب عمره أكثر من 75 عاماً، واتّقِ الله في حركة الحرية التي قادها البارزاني الخالد وأكمل مسيرتها الرئيس مسعود بارزاني، وعمرها عقود من الزمن من أجل حرية الكورد والكوردستانيين من كلّ القوميات المتعايشة في الإقليم”.

ووجّه شيوخ العشائر العربية الشكر إلى الزعيم والمرجع الكوردي مسعود بارزاني “الرئيس مسعود بارزاني وحزبه المجيد على جميع التضحيات والدماء التي سالت لأجل أن تبقى ناحية الكوير وأهلها آمنة مطمئنة محفوظة من كلّ شر، وبعيدة عن كلّ كيد”.

مقالات ذات صلة