جولة مفاوضات جديدة بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق

جولة مفاوضات جديدة بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق

مظلوم عبدي: اتّفاق مارس أساس لسورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية ملتزمة به

أكّد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الجنرال مظلوم عبدي، اليوم السبت 13 كانون الأول 2025، أن اتفاق 10 مارس/ آذار “يجب أن يشكّل أساساً لسورية الجديدة” مؤكّداً التزام قواته قوات سوريا الديمقراطية والقوى العسكرية بالاتفاق، ومشدّداً في الوقت نفسه على أن أزمات البلاد لا يمكن حلّها خلال فترة قصيرة.

وخلال كلمته في احتفالية الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) في الحسكة بروجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، أوضح عبدي أن مشكلات سورية “لن تُحل خلال أيام قليلة”، لافتاً إلى وجود تقدّم، ولا سيما على الصعيدين، العسكري والأمني.

وأضاف عبدي أن هناك ملفات قيد العمل تتعلّق بمحافظات الحسكة ودير الزور والرقة، مؤكّداً أن هذه المدن “يجب أن تدير نفسها بنفسها وفق مبدأ اللامركزية”.

وأشار عبدي إلى الدور السياسي لـ “مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)” معتبراً أنّه يشكّل المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، وأن له دوراً مهماً في المرحلة المقبلة ضمن ما وصفه بـ “سوريا الجديدة”.

كذلك لفت إلى أن موقف الدول المجاورة تغيّر مقارنة بالسنوات السابقة، قائلاً إن هذه الدول “لا تعادينا كما في السابق، وهناك تغيّرات لديها” مع التشديد على ضرورة ضمان حقوق جميع المكوّنات في سورية الجديدة.

وتأتي تصريحات عبدي بعد يوم واحد من نفي وزارة الدفاع التركية صحّة الأنباء التي تحدّثت عن وجود تحضيرات لعمليات عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، مؤكّدة أن هذه المعلومات “غير صحيحة”.

واعتبرت الدفاع التركية أن هناك “دولاً تشجّع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على عدم الاندماج وإلقاء السلاح بهدف استمرار عدم الاستقرار داخل سورية”. واعتبرت الدفاع التركية أن “محاولات “قسد” لكسب الوقت عبثية ولن تؤدّي إلى أي نتيجة” مشيرة إلى أن التنظيم “يواصل أنشطته بدلاً من الاندماج في الجيش السوري، ما يضرّ بجهود تحقيق الاستقرار” مشدّدة في الوقت نفسه على أن أي عملية اندماج لقوات سوريا الديمقراطية يجب أن تحصل “بشكل فردي وليس كوحدات عسكرية مستقلة”.

وفي السياق نفسه، كانت القيادية في قوات سوريا الديمقراطية، روهلات عفرين، قد أكّدت، يوم أمس الجمعة، أن المفاوضات مع الحكومة السورية “لا تزال غير مكتملة” مشيرة إلى عدم التوصّل حتى الآن إلى خطوات عملية تتعلق بعملية الاندماج.

ونقلت وكالة “نورث برس” المقرّبة من قوات سوريا الديمقراطية “قسد” عن عفرين قولها إن أي عملية اندماج يجب أن تبدأ بـ “اعتراف دستوري بوجود وحقوق جميع المكونات في سورية”.

وأكّدت أن قوات سوريا الديمقراطية ترفض الانضمام إلى الجيش السوري كأفراد، معتبرة أن الحكومة السورية “تتباطأ ولا تردّ على المقترحات المقدّمة”.

وأضافت عفرين أن الاتفاقات التي تُعقد “في الغرف المغلقة يتمّ الموافقة عليها”، إلّا أن الواقع على الأرض “يبقى على حاله”، مشدّدة على ضرورة الحفاظ على استقلالية وحدات حماية المرأة ضمن أي هيكل عسكري جديد يتم التوافق عليه.

وتعكس هذه التصريحات تبايناً واضحاً في المواقف بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والحكومة السورية الانتقالية من جهة، وأنقرة و”قسد” من جهة أخرى، في وقت لا تزال فيه مسارات التفاوض والاندماج عالقة، وسط حديث متكرّر عن مستقبل الإدارة والحوكمة والتمثيل العسكري والسياسي في روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا (شمال شرق سوريا).

مقالات ذات صلة