الإيكونوميست: تعثّر المحادثات بين الدولة التركية وحزب العمال الكوردستاني…

في تحليل لها، سلّطت الإيكونوميست الضوء على خبايا العملية الجارية بين صنّاع القرار في الدولة التركية وزعيم حزب العمال الكوردستاني بكك، عبد الله أوجلان، منوّهة إلى أن العملية وما يُعرف بـ “محادثات السلام التركية مع حزب العمال الكوردستاني (PKK)” اكتسبت في الأشهر الأخيرة، زخماً ملحوظاً، لكنّ العملية تواجه طريقاً مسدوداً؛ حيث يزعم كلّ طرف أن على الآخر اتّخاذ الخطوة التالية.
واشار تحليل الإيكونوميست إلى أن المسؤولين الأتراك أكّدوا إن التنازلات ممكنة فقط بمجرّد نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني تماماً.
وتشمل هذه التنازلات عفواً محتملاً عن آلاف من مقاتلي الحزب المتمركزين في المناطق الحدودية في إقليم كوردستان والعراق، وكذلك عن النشطاء المسجونين في تركيا بتهم الإرهاب.
من جانبه، يقول حزب العمال الكوردستاني بكك إنّه لن يتّخذ أي خطوات جديدة حتى يتمّ إطلاق سراح زعيم الحزب القابع في إمرالي، عبد الله أوجلان، بينما يصف التحليل هذا الطلب بـ “أضغاث أحلام” في الوقت الراهن.
وأشارت الإيكونوميست إلى أن استطلاعات الرأي تُظهر أن معظم الأتراك يعارضون منح مؤسّس حزب العمال الكوردستاني دوراً رئيسياً في المحادثات الحالية، في غضون ذلك، تكشف عملية السلام عن تصدعات بين أردوغان ودولت باخجلي، شريكه الرئيسي في الائتلاف. إذ يريد باخجلي دفع المحادثات إلى الأمام وإطلاق سراح دميرتاش وغيره من القادة الكورد المعتقلين، بينما يريد أردوغان أن يكون قادراً على التنصل من العملية إذا فشلت.
ونوّهت الإيكونوميست إلى أن تركيا كانت تأمل أن يؤدّي تعهد حزب العمال الكوردستاني بإلقاء السلاح إلى إجبار كافة الهياكل والتنظيمات والكيانات التابعة له وبالأخص في روجآفا كوردستان وسوريا على تفكيك ما وصفتها بـ “الدويلة-الإدارة الذاتية” التي شكّلوها هناك.
وتابعت الإيكونوميست “لم يكن لدى تركيا، التي ترى في قوات سوريا الديمقراطية “حزب العمال الكوردستاني متخفياً”، أي صبر على مثل هذه المخاوف، علناً على الأقل.
واشارت إلى أن حكومة أردوغان جدّدت دعواتها لـقوات سوريا الديمقراطية “قسد” بالالتزام باتفاق مارس، أو مواجهة الدبابات التركية. مستدركة بالقول: “إن شنّ هجوم تركي جديد ضدّ “قسد” أمر مستبعد، لأنه سيكتب نهاية عملية السلام، لكنّه ليس أمراً مستحيلاً.
وتابعت “إن العدد الكبير من اللاعبين المختلفين والمخاوف المتنافسة يجعل من الصعب إدارة محادثات الحكومة مع حزب العمال الكوردستاني” مستشهدة بتصريح لرئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، والعضو البارز في حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان مؤخّراً: “المرحلة المقبلة ستكون الأكثر خطورة”.
وبخصوص مواقف العمال الكوردستاني وأجنحته السياسية في باكور كوردستان-كوردستان تركيا وتركيا، نوّهت افيكونوميست إلى أنه “يبدو السياسيون الكورد أكثر تفاؤلاً، قائلين إن العملية قد أتت ثمارها بالفعل؛ فقد وافق حزب العمال الكوردستاني على حلّ نفسه، وأوقفت تركيا الاعتقالات الجماعية وإقالة رؤساء البلديات والنشطاء الكورد” مستشهدة بقول الرئيس المشارك لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، تونجر بكيرهان: “هناك عثرات، لكنّ العملية تسير في مسارها الصحيح”.