أوجلان ينشر رسالة يكرّر نفس مطالب الدولة التركية من روجآفا كوردستان!

أوجلان ينشر رسالة يكرّر نفس مطالب الدولة التركية من روجآفا كوردستان!

نشر زعيم حزب العمال الكوردستاني القابع في إمرالي، عبد الله أوجلان، اليوم، رسالة دعا فيها الإدارة الذاتية في روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا (شمال وشرق سوريا) إلى تنفيذ بنود اتفاقية 10 آذار، وهو المطلب نفسه الذي يطالب به أردوغان والدولة التركية ويصرّان عليها.

ونشر حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) رسالة العام الجديد لعبد الله أوجلان، اليوم الثلاثاء 30 كانون الأول 2025.

وأشار أوجلان في رسالته إلى العملية الجارية في تركيا وباكور كوردستان-كوردستان تركيا واتفاقية 10 آذار الموقعة بين قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” الجنرال مظلوم عبدي والرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني).

وقال أوجلان في رسالته إن تنفيذ اتفاقية 10 آذار سيسرّع العملية، منوّهاً إلى أنه من المهم جداً أن تلعب تركيا دوراً بناءً تُسهل فيه الأمور في هذه العملية، وتفتح الطريق للحوار. وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للسلام الإقليمي ولتعزيز السلام الداخلي.

ويُشكّل مطلب أوجلان مزيدًا من الضغط على روجآفا كوردستان وإدارتها الذاتية، لا سيما بعد أن وجّه وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، المطلب نفسه في الأيام الأخيرة، قائلاً: “يجب تنفيذ اتفاقية 10 آذار، وسنعمل على تحقيق ذلك” محذّراً قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أن “صبرنا بدأ ينفذ!”.

نصّ رسالة أوجلان:

“مع دخولنا عاماً جديداً، لا بدّ أن نتذكر مرة أخرى أن الهجمات الإمبريالية والعنصرية، على امتداد القرن الماضي، قد تشابكت معاً وأغرقت الشرق الأوسط في حروب وصراعات قاسية. وقد فتحت هذه الحروب الباب أمام الدمار والانهيارات الاجتماعية. إذ إن النزعة الطائفية والقومية الإثنية التي تشهدها المنطقة اليوم جميعها تستمد جذورها من هذا التاريخ القريب والمليء بالآلام. وللأسف، ما تزال استراتيجية النظام المهيمن القائمة على “فرّق، حرّض واحكم” مستمرة بأشكال مختلفة.

لهذا السبب بالذات، فإن منظور السلام والمجتمع الديمقراطي، الذي طوّرنه، ليس مجرد خيار، بل ضرورة تاريخية تقف أمامنا. وإذا ما تم فهم هذا المنظور وتقييمه بشكل صحيح، فإنه سيكون قادراً على الحيلولة دون اندلاع الحروب والصراعات، فهذا المنظور هو تِرياق من شأنه أن يرسّخ أرضية لحياة مشتركة، سلمية وحرة. أمّا مسؤوليتنا الأساسية في المرحلة المقبلة، فهي الحيلولة دون اندلاع صراع محتمل جديد في المستقبل القريب وتفادي نتائج لا رجعة فيها.

الأزمات المتفاقمة والصراعات السياسية التي تتعمق يوماً بعد يوم في الشرق الأوسط هي النتيجة الحتمية لتعثر ذهنية الحضارة الاستبدادية القائمة على النزعة السلطوية والدولتية، المستمرة منذ آلاف السنين.

أما حلّ القضية الكوردية، التي تقع في قلب هذه الأزمات، فلا يمكن تحقيقه إلا من خلال سلام اجتماعي وتوافق ديمقراطي. إذ إن تناول هذه القضية على أساس أرضية ديمقراطية تراعي إرادة الشعوب، لا عبر الصراعات أو الحروب أو الأساليب العسكرية والأمنية، يُعتبر أهمية حيوية.

ويجب ألا ننسى؛ ما لم تتحرر المرأة، لا يمكن للمجتمع أن يتحرر، وهذا أمر غير ممكن. وما لم يتم حل مشكلة الذهنية الذكورية المتسلطة، لن تنتهي ثقافة الحرب ولن يدوم السلام. ولهذا السبب، أعتبر حرية المرأة أساس المجتمع الديمقراطي ومبدأ أساسياً لا غنى عنه.

وفي سوريا، ظهر أيضاً مشهد فوضوي. من الواضح جداً أن هناك حاجة إلى حل ديمقراطي، وهذه الحاجة ملحة. ولم يعد من الممكن استمرار ذهنية نظام استند لسنوات طويلة إلى الأحادية والقمع وإنكار الهويات، وقد عزز ذلك المطالبة بالمساواة والحرية للكورد والعرب والعلويين وجميع الشعوب. وقد تم توقيع اتفاق العاشر من آذار بين قوات سوريا الديمقراطية وإدارة دمشق. إذ إن المطالب المنصوص عليها في سياق هذا الاتفاق هي إقامة نموذج سياسي ديمقراطي تدير فيه جميع الشعوب، أو الأمم، نفسها بنفسها. ويمكن لهذا النهج أن يتفاوض مع الإدارة المركزية ويمهد الطريق أمام أرضية للاندماج الديمقراطي. حيث إن تنفيذ اتفاق العاشر من آذار سيفتح الطريق أمام هذه العملية ويدفعها إلى الأمام في الوقت نفسه. 

من المهم جداً أن تلعب تركيا، دوراً بناءً تُسهل فيه الأمور في هذه العملية، وتفتح الطريق للحوار. وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للسلام الإقليمي ولتعزيز السلام الداخلي.

إن تاريخ الشرق الأوسط الحديث هو إلى حد كبير تاريخ “الثورات السلبية” الحرب والطغيان والإنكار والدمار… في مقابل ذلك، ما نقترحه هو “ثورة إيجابية”. أي إعادة بناء المجتمع من جديد من خلال أساليب ديمقراطية وسلمية وأخلاقية. فالسلام الذي ندافع عنه بإصرار ليس بنتيجة، بل يجب أن تكون بداية جديدة. والنضال من أجل الحقوق والقانون وترسيخ الديمقراطية، الذي يتم خوضه في إطار السلام، سيقضي على الكراهية والعداء والغضب، ويفتح الباب أمام حياة جديدة للجميع.

وبهذا الوعي، آمل ألا يكون العام الجديد عام حرب ودمار وانقسام؛ بل عاماً يجلب معه إرادة الشعوب في بناء مستقبل مشترك، والسلام، والتوافق الديمقراطي.

ومطلبي هو أن يفسح العام الجديد الطريق أمام السلام والحرية والمستقبل الديمقراطي في تركيا والشرق الأوسط والعالم. وأهنئ الأصدقاء جميعاً وفي مقدمتهم الشعوب المناضلة بالعام الجديدة.

وآمل أن يجلب العام الجديد السلام وحياة مشرّفة لشعبنا بأسره. وأنقل لهم محبتي وتحياتي.

وستتعزز هذه الحقبة بحرية المرأة، وتتوحد فيها الشعوب في سلام من خلال التحوّل الديمقراطي.

30 كانون الأول 2025

عبد الله أوجلان

إمرالي”.

مقالات ذات صلة