حتى فايروس الكورونا لم يثن البعض عن الخيانة

حتى فايروس الكورونا لم يثن البعض عن الخيانة

کتبه : إدریس إسماعیل تروانشي

حتى فايروس الكورونا لم يثني البعض عن الخيانة

قبل عدة ايام كتبت في صفحتي مقالا عن آخر موقف رسمي ومعلن لدكتاتور النظام السوري بشار الاسد ازاء القضية الكوردية في غرب كوردستان، عندما انكر بكل وقاحة واستعلاء وجود الشعب الكوردي في ذلك الجزء العزيز من وطننا وقارنت موقفه ذاك بموقف عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكوردستاني المنشور في كراسة اصدره حزبه تحت عنوان (سبعة ايام مع آبو ،قائد وشعب) والذي سبق موقف الدكتاتور السوري بسنوات خلت، حول القضية ذاتها والذي لم يكن يختلف عنه بشيء، بل استطيع ان اجزم بان الاسد قد تبنى موقف اوجلان حرفيا، لان كلاهما انكرا وجود الشعب الكوردي والقضية الكوردية في غرب كوردستان، كما ان كلاهما اعتبرا الكورد الذين يقطنون في مناطق متفرقة من شمال وشرق سوريا حسب زعميهما مهاجرين هربوا من ظلم وبطش العثمانيين والنظام التركي، بيد ان اوجلان لم يكتف بهذا الموقف الذي منح المحتل شرعية انكار شعب يمتد جذوره الى اعماق التاريخ ويعيش على ارضه منذ آلاف السنين فحسب بل ذهب الى ابعد من ذلك، حينما رفض حتى تداول مصطلح ( كوردستان سوريا)، لانه وحسب زعمه طرح غير واقعي ولا يستند الى اسس ودلائل تاريخية وفضل اطلاق مصطلح اكراد سوريا عليهم بدلا من ذلك.

وقد جوبه موقف الدكتاتور السوري بسخط شديد من لدن فئات وشرائح واسعة من الشعب الكوردي، ما دفعني ايضا الى ابداء رأيي ازائه ولكنني في اللحظات الاخيرة اسدلت الستار عن الموضوع وفضلت عدم نشر المقال ربما لغاية في نفس يعقوب.

الا انني اليوم وبعد اطلاعي على فحوى لقاء لجميل بايق الرئيس التوئم ل kck مع صحيفة هاولاتي التي تصدر في السليمانية من خلال منشور الصديق (منال حسكو) واطلاقه ثانية للغة التهديد والعويل الذي سئمنا منها وبعد ان ادركت ان هذه الفئة الغارقة في الخيانة لن تدخر جهدا ابدا حتى في احلك الضروف واعقدها في انتهاز الفرصة للنيل من كوردستان ومكتسباتها، بل تيقنت حتي ان وباء الكورونا الذي تفشى في العالم باسره، لم يثنهم عن الخيانة وضرب كوردستان من خاصرتها ارضاء لاسيادهم المحتلين.

فبايق المعروف بمواقفه العدائية ازاء حرية شعب كوردستان وتطلعاته نحو الحرية وبناء دولته المستقلة اسوة بباقي شعوب المعمورة، قد ادلى بتصريحات خطيرة تخص جنوب كوردستان ذلك الجزء المحرر والوحيد بين اجزاء وطنه المقسم والمحتل من قبل الاعداء،

فقد صرح بان (شعب جنوب كوردستان) لن ينعم بالحرية في ظل تواجد قوات الاحتلال التركي(كلمة حق يراد بها باطل).

نقول له، لا يوجد شيء اسمه شعب جنوب كوردستان، فأن صح ذلك فيستوجب ان يكون هناك شعب شمال كوردستان وغربه وشرقه ايضا وبالتالي يتحول شعب كوردستان الى مجموعة متنافرة من الشعوب، وهذا الامر مرفوض على المستويين الشعبي والرسمي لان شعب كوردستان شعب واحد من اقصاه الى ادناه، يربطه تاريخ وثقافة ولغة مشتركة وكل تسمية تحمل في ثناياها التفرقة و التشتت مرفوضة، كتلك التسميات التي اطلقتموها على ابناء شنكال وشيلادزي( شعب شنكال، شعب شيلادزي) وغيرها من التسميات ذات النكهة الآبوجية والتي ان دلت على شيء انما تدل على تمزيق الممزق وتقسيم المقسم وحسب ما يتمناه الاعداء.

ليس بخاف على احد بان بايق وحزبه هما اللذان استدرجا الجيش التركي الى جنوب كوردستان ووقفا صفا واحدا في معادات استفتاء الاستقلال واعلن بايق ومن يمثلون حزبه مرارا وتكرارا بأن هدفهم الاسمى في الوقت الحاضر هو الحفاظ على وحدة الدول التي تحتل كوردستان، وقد اكد اوجلان خلال آخر لقاء له بشقيقه خلال الايام المنصرمة على هذا الموقف مجددا عندما تحدث عن الوضع في( شمال سوريا) قائلا:

ان الهدف الرئيس للحزب هناك هو الحفاظ على وحدة الاراضي السورية(نص اللقاء منشور في فرات نيوز).

الغريب في الامر ان بايق نسي او تناسى بان حزبه الذي افتك بالروح القومية في ساحة نضاله الحقيقية قد تنازل عن الجزء الاكبر من كوردستان وترك كل جبهات القتال في شمال كوردستان ورفع شعار اخوة الشعوب الديمقراطية مع الشعب الترکي ويدعوا الشعب الكوردي هناك للإندماج والانخراط في المجتمع التركي والعمل على تقوية تركيا، في حين يعلن عليه الحرب في جنوب وغرب كوردستان!!!

يزعم بايق في لقائه هذا بانه اصبح لنهج اوجلان صدا عالميا ولديه الكثير من المؤيدين في جنوب كوردستان، لا ندري عن اي نهج يتكلم؟

ربما يتحدث عن النهج الاممي الذي حوّل غرب كوردستان الى شمال سوريا ومنع فيه رفع علم كوردستان وحوّل عيد نوروز القومي الى عيد الام، سائرا على نهج الاسد الاب او تلك الاعمال الارهابية التي لم يسلم منها حتى الحيوانات الاليفة، فيتذكر الكثيرون كيف قتل مسلحو حزبه في تسعينات القرن الماضي العديد من المواشي والابقار في منطقة السندي وتحديدا في دركار عجم بحجة عائدية ملكيتها لاناس ينتمون للحزب الديمقراطي الكوردستاني، ناهيك عن القتل وبتر الايدي والالسنة لكل من عارض نهجه الاستبدادي.

لم يترك بايق اية مناسبة دون ان يتدخل في شأن شنكال، فقد دعى في لقائه هذا ايضا الى ترك الخيار ل(شعب شنكال) لاختيار شكل نظامه المحلي وفي الوقت نفسه يريدها ادارة ذاتية على شاكلة الادارة الذاتية التي اقامها في الجزيرة ووضع على هرم سلطتها احد شيوخ العرب، ويردها مستقلة عن العراق وكوردستان.

نقول له بأن هدفنا الرئيس هو ان تكون جنوب كوردستان برمتها مستقلة عن العراق بما فيها شنكال، مع ترك الخيار للكورد الازديين بما يرونه مناسبا لهم في كيفية ادارة مناطقهم بعيدا عن كل اشكال الهيمنة والاكراه والتحالفات المشبوه التي اقدم عليها حزبه مع ألدّ اعداء الكورد وفي احلك الضروف التي مر بها جنوب كوردستان.

واخيرا اقول لجميل بايق عودوا الى رشدكم وكفوا عنا شركم فالى متى التشبث بالاعداء وخداع الشعب الذي مل وسئم من تصرفاتكم فان كنتم ابطالا كما تدعون فأن ساحات الوغى في شمال كوردستان بانتظاركم.

مقالات ذات صلة