مقولة لمقاتلي حزب العمال الكوردستاني الـ(PKK): ستكون هذه حالنا مادام أمثال (ريزان) ممثلو حركتنا!
معركة حفتنين ومؤامرات العمال الكوردستاني البكك
خلال التسعينيات كانت البكك تحاول إقناع مقاتليها بأن الاحتلال التركي وباحتلاله لجنوب كوردستان ستسنح لهم فرص أفضل لحربهم ضد تركيا لأن جبهات القتال وساحات المعركة ستفسح وتتوسّع من جانب، ومن جانب آخر سيدخل الجيش التركي في وضع لا يسمح له بالخروج منه أو الانسحاب، لذا ينبغي علينا أن نحاول استفزاز تركيا وجرّها نحو جنوب كوردستان! ومبرّر البكك هنا هو ما كانت تقول بأننا سنضع الجيش التركي في موضع بالغ الصعوبة كما وضعت فيتنام القوات الأمريكية في وضع سيء أدّى لهزيمتها! فكذلك نحن سنستطيع هزيمة تركيا بهذا السيناريو، فقد كانت البكك وخلال كافة اجتماعاتها تردّد مثل هذه الأفكار وبهذه التربية ربّت البكك مقاتليها وأقنعتهم بأنها ستهزم تركيا على هذا المنوال!
فعندما رجع ئابو لحضن تركيا وخلال الدورة التثقيفية لكوادرها في سهل “خربابي” في جبل قنديل وفي نيسان عام 1999 قام مجلس الهيئة القيادية للبكك بتثقيف كوادرها وكان المجلس آنذاك يضم “جمعة، فرهاد، كاني يلماز، فؤاد، وعباس حيث كان يتم تلقين الكوادر وتثقيفهم بمثل هذه الأمثلة!
صدّام قد اشترى قراكم ونحن نمثّل صدّام هنا!
كانت هذه الأمثلة تُلقى خلال أعوام 92-95-97 في الدورات التربوية الشتوية للبكك، فكانت تقول بأنها أزالت الحدود بين شمال كوردستان وجنوبها ومسحتها، وكانت تنشر بروباغندا مسيئة لأحزاب الجنوب بين كوادرها والشعب الكوردي تتهم من خلالها هذه الأطراف بالعمالة للمحتل والتجسس له متهمة إياها بالخيانة! غير أن المؤامرة كانت أكبر مما كان يبدو، فالحق أن الهدف الرئيسي للبكك هو التشهير بحكومة إقليم كوردستان والإساءة إلى الحكومة الكورستانية الوحيدة بين كافة أجزاء كوردستان الأربعة وقادتها وبيشمركتها والاستخفاف بها والتقليل من شأنها أمام أنظار عامة الشعب الكوردي وشعب الجنوب على وجه الخصوص! كون ثورة الجنوب خلقت أمالاً للكورد ودبّت الحماس في نفوسهم ورفعت من معنوياتهم في كافة أجزاء كوردستان الأربعة والعالم أجمع!
فعند تأسيس حكومة إقليم كوردستان ونيلها الموافقة والاعترافات الدولية والاعتراف ببرلمانها أعلنت البكك عن تأسيس جمهورية الزاب في الجنوب من غير أن تستطيع تحرير شبر من أراضي شمال كوردستان! شكّلت مجالسها على منجزات شعب الجنوب والمناطق المحرّرة في العلن! كان الهدف من وراء ذلك استهداف الجنوب وخلق المبررات وإيجاد الذرائع لتدخل الأتراك المحتلين وتحويل جنوب كوردستان لساحة قتال ومعارك دامية وللأسف فقد نالت مرامها وأهدافها هذه!
نتيجة هذه الأعمال للبكك مُنع أهل الجنوب من العودة لمناطقهم والتي تُعتبر أفضل المناطق الاستراتيجية في الجنوب، وجعلتها البكك ساحة لمعاركها وحربها، فتم إخلاء هذه القرى من الحياة، فالقرى التي هدمها النظام البعثي الفاشي والتي بنيت بعد إنتفاضة الجنوب انعدمت فيها الحياة مرة أخرى ولكن على يد البكك ومقاتليها هذه المرة! فكانت العبارة الأكثر تردّدا على لسان البكك لأهالي تلك القرى والمناطق أن “صدّام كان قد اشترى قراكم ونحن ممثلوه هنا!
وبعدها أسّست البكك ما سمّتها بـ”أقاليم الدفاع المشرع”(هريمين باراستنا ميديا) وأعلنت للعالم أن هذه الأقاليم محرّرة والتي في الأصل هي قرى ومناطق جنوب كوردستان، وكانت تقول أنه ليست هناك أية قوى تستطيع الإستيلاء عليها وتحريرها من قبضتنا، ولم تفسح المجال لبيشمركة كوردستان وأهالي المنطقة العودة لمناطقهم تلك والتي كانت تحت سلطة البيشمركة وهيمنتهم.
البكك تسرق ملايين دولارات شعب عفرين وتنقلها للجبال معلنة أن الأتراك إستولوا عليها!
مارست البكك نفس السياسة في عفرين، فعندما وقعت عفرين في قبضة البكك والموالين لها، لم تكن تهمّها مصالح أهالي عفرين، فجعلت من عفرين ساحة لنضالها الحزبي، جعلت من عفرين معبراً لمرور مقاتليها لشمال كوردستان ومنطقة جبال آمانوس، فنصبت بوسترات تحمل صور ئابو على الحدود كان بالإمكان رؤيتها من أعالي السماء! وأهملت الجانب الأمني لأهالي عفرين لأن الهامّ بالنسبة لها هو المصالح الحزبية الضيقة لا غيرها، وهذا ما برّر لوحشية الأتراك وهمجيتهم بالدخول عنوة لعفرين مع مرتزقتهم المأجورين، وفي النهاية ضحّت البكك بحياة المئات من أطفال أهالي عفرين الفقراء والبسطاء وتركت الأمة تعاني الأمرين وسرقت ملايين الدولارات من أموال شعب عفرين ونقلتها للجبال معلنة بعدها أن الأتراك قد استولوا على هذه الأموال!
كانت تركيا تهدّد بمهاجمة عفرين واحتلالها من فترة طويلة، وقد كانت البكك متيقّنة من إقدام الجيش التركي إلى المدينة غير أنها لم تشارك أو تتوحد مع أي طرف كوردي هناك، بل على العكس من هذا قام الكوادر القياديين للبكك أمثال “قارايلان” باطلاق تصريحات على وسائل إعلام البكك قائلين: لو دخلت تركيا إلى عفرين فسننقل الحرب لعمق أنقرة! غير أن عفرين سقطت بيد أعداء الكورد ولم تنقل البكك الحرب لأنقرة! بل ولم تطلق عياراً نارياً تجاه العدو! بل نقلت الحرب لجنوب كوردستان! واستمرت سياستها وعمالتها هذه بالنسبة لمدينتي (كري سبي-التل الأبيض، سري كاني-رأس العين) وضاعت كرامة “شنكال” تحت إسم “وحدات حماية شنكال” ومرتزقيّتها للحشد الشعبي! فيتم البدء بالمراسيم هناك وإقامة الحفلات تحت العلم العراقي!
هل سيتمّ حماية مناطق الدفاع المشروع “باراستنا ميديا” بالكلاشينكوف المخبأة في أكياس الطحين وبسروال (شلوال) وقميص المدنيين؟!
أرادت البكك إخراج البيشمركة من شنكال لتستمر على أداء خيانتها بحرية تامة، والآن مناطق الدفاع المشروع “بارستنا ميديا” والتي كانت آمنة لأهاليها منذ سنوات ناولتها البكك لجيش الاحتلال التركي في فترة قصيرة! ولم يعد باستطاعة البكك المرور في تلك المناطق ولو بمجاميع صغيرة، فهنا نتساءل: ما الذي حلّ بتلك القوة الجبّارة؟! ما الذي حصل لتلك القومية التي كانت تبني أعظم الامبراطوريات على مرّ التأريخ كما كانت تدّمر الامبراطوريا الجبّارة والمحتلة؟! جعلتها البكك الآن لا تقدر على الاقتراب من موطنها والسير فيه ولو لعشرات الأمتار! أولئك المقاتلين –كريلا- الذين تعرّضوا لمئات الفرمانات وخلال التطورات العصرية ما زالوا يلبسون سروالاً -شلوال- وقميصاً -ألبسة مدنية- ويخبؤون رشاشاتهم الكلاشينكوف في أكياس الطحين ويحتمون بالقرى والمدنيين بحيث بلغوا مرحلة تبكي عليهم أمهاتنا وأطفالنا ويتأثرون بحالهم!
من المؤلم أن لا تقدر البكك على حماية نفسها ومقاتليها، فكذلك في عامي 2018-2019 سلّمت البكك منطقة خواكورك وخنيره والزاب وئافاشين وكافة مناطقها للدولة التركية المحتلة متّهمة من وراء فشلها حكومة الإقليم من دون خجل أو قلة حياء! فالاستعدادات التي أجرتها منذ سنوات والكهوف والأنفاق التي حفرتها لم تستطع حمايتها، بقيت منطقة وحيدة لم تناولها البكك للأتراك المحتلين ألا وهي حفتنين في مؤامرة منها لتثبت تواجدها على أرض الواقع كما ولتستفزّ بها تركيا الفاشية، فكانت تلقّب نفسها ومعاركها في تلك المنطقة، فمنذ سنة ومعركة حفتنين مستمرة على أرض الجنوب! والذي ليس له أدنى اطلاع عليها سيعتقد أول وهلة أن الحرب المباشرة وجها لوجه تجري هناك على قدم وساق!
لو كانت الحروب تدار تحت إمرة القادة أمثال “ريزان” فمما لا شكّ فيه ئأن الأوضاع ستسير هكذا!
البكك تنشر يومياً على وسائل إعلامها أنباءً عن مقتل جنود أتراك، والهدف من وراء هذه البروباغندا جذب الجيش التركي وجرّه إلى جنوب كوردستان، وهذا أصبح مبرّراً جيداً لتركيا المحتلة لتقوم بعمليات عسكرية باسم الحيوانات كمخلب النسر ومخلب النمر، لتقوم من خلالها بقصف قرى الكورد الأبرياء والكاسبين والذين لا ناقة لهم في هذه الحرب ولا جمل، فتدمّر قراهم وتحرقها وتستشهد القرويين الأبرياء، غير أن المقاتلين لم يستطيعوا الصمود بأي شكل وانسحبت البكك من حفتنين والذين أصبحوا قرابين لهذه المعارك الشرسة إنما كانوا الأبرياء والبسطاء من أهالي المنطقة، ومن المؤكد أن تلك المناطق كلما كانت تحت قيادة أمثال “ريزان” فإن الأوضاع ستؤول إلى ما آلت إليه الآن وتزداد سوءاً! قيادي لم ير ساحات المعركة أبداً! ولم يطلق أي عيار ناري لغاية اليوم! الشيء الوحيد الذي أهّله لهذا المنصب هو أنه من أزلام جمال وجمعه والمقربين لهما! فمن المؤكد أن نتائج تلك المعارك والمحاور ستكون الهزيمة والانسحاب! فكان يومياً يرفع التقاري على رفاقه للأغلى ليحصل على موطأ قدم هناك، حتى أصبح يمتلك زمام القيادة والمسؤولية، ورفاقه الذين صحبوه يعرفون مستواه وشخصيته ومدى كفاحه ونضاله في هذا التنظيم! فهل كان بمقدوره تحمل هذه المسؤولية أم لا!
كلما كان أمثال ريزان يمثلون هذه الحركة فلنتوقع الأسوأ
ظهر ريزان قبل فترة على وسائل الإعلام مهاجماً الديمقراطي الكوردستاني والعائلة البارزانية، غير أنه الآن أصبح صامتاً لا ينبس ببنت شفة! هذا الشخص والذي يعرف بـ”ريزان جاويد” إلتحق بتنظيمات البكك عام 2003، وبقي مدة طويلة في صحافة وإعلام البكك، وكان كجاسوس بين أصدقائه ورفاقه فكان يخلق المشاكل والخلافات بينهم ويرفع عليهم التقارير، فأصبح “مراقباً للمجلس” في صفوف (بيجاك) وبعد فترة وفي مؤتمر 2008 في سهل الشهيد هارون في قنديل ترشح ضمن لوائح المجلس غير أنه لم يفز، وبعد مرور فترة أدرجه المجلس ضمن الإدارة، عام 2014 وخلال اللقاءات والاجتماعات الحزبية والتحضيرات للمؤتمر الوطني -القومي- الكوردي بقيادة مسعود البارزاني، شارك ريزان مع صبري أوك ضمن الهيئة التي شاركت في المؤتمر كممثلين عن (بيجاك) وحتى مشاركته آنذاك أزعجت رفاقه واصبحوا يتذمرون قائلين: كلما كان أمثال ريزان يمثلون هذه الحركة فستكون أوضاعنا هكذا!
من الذي كلّف ريزان جافيد بقيادة محور حفتنين؟
تم إرسال ريزان جاويد من قبل رئيس منظومة المجتمعات الكوردستانية (كجك) لإدارة حفتنين مع 5 أشخاص آخرين، فأصبح المتحدث باسم الخمسة الإداريين، كان الهدف من هذا التوظيف تأهيله للإدارة وتوظيفه في منصب قريب من المجلس لتتم مراقبته وإظهار الأمر على أن ريزان على الساحة العسكرية والحربية وإظهاره كمقاتل عظيم ليقوم لاحقاً لقيادة بيجاك، والحق أن البكك لا يهمها ترقية ريزان وأمثاله وترفيعهم على حساب دماء الشهداء، كما ليست هناك أية مشكلة لدى البكك أن توظفه كقائد ميداني من دون أن يكون قد أمضى ولو لحظة من حياته كمقاتل كمقاتلي الشمال الذين ارتقوا بكفاحم وجسارتهم وجرأتهم في المعارك، وهذا ما يعلمه جميع كوادرالبكك وإدارييها وقادتها، وليس ريزان الشخص الوحيد في صفوف البكك يرتقي على هذا المنوال فهناك الكثير من قادة البكك وإدارييها ارتقوا من غير أن يروا جندياً من الأعداء ولو من بعيد! والمعضلة الرئيسية للبكك الآن هو أنها تحاول أن تقوم بالدور الذي كلّفت به من قبل الأعداء تحت غطاء “أخوة الشعوب” والتي هي في صميمها “خدمة الأعداء وعمالتها” وأن تصبح جسراً لعبور الجيش التركي لجنوب كوردستان!