الـ PKK مشروع لمحو الحركة القومية الكوردية وإزالتها

الـ PKK مشروع لمحو الحركة القومية الكوردية وإزالتها

الجزء الثاني: تيبولوجيا سلوكيات وشخصية أوجلان

بعد عرضه لمقدمة كتابه (الـ PKK مشروع لمحو الحركة القومية الكوردية وإزالتها) يسرد المؤلف فقرات تنطوي على تفاصيل دقيقة عن حياة عبد الله أوجلان وهويته وأهم محطات حياته وبالأخص فيما يتعلق بكونه زعيماً لحزب العمال الكوردستاني البكك وعقلاً مدبراً لتنظيماتها.

ففي إحدى هذه الفقرات وتحت عنوان (من هو عبد الله أوجلان؟) كتب: معنى كلمة أوجلان أي المنتقم أو الآخذ بالثأر، وحول تسمية العائلة كلها بالعائلة الأوجلانية هناك آراء متباينة، يقول “عصمت إيمسي” وهو أحد الإعلاميين الأتراك الباررزين: الجد الأكبر لأوجلان كان مأموراً باعدام الشيخ سعيد بيران، ولهذا قال مأمور دائرة الجنسية آنذاك: عليكم تسميته بأوجلان.”أوجلان: 2008، ص 182″.

وحول علاقة عائلة أوجلان بقضية إعدام الخالد الشيخ “سعيد بيران” أشار المؤلف في عدة أسطر إلى كتابات أوجلان حول الشيخ بيران وحركته حيث يتهمه أوجلان بـ”المرتزقة والمأجور!” يقول المؤلف: وتجدر الإشارة إلى أن أوجلان وفي العديد من المواضع وعشرات المرات اتهم الشيخ سعيد بيران بالمرتزقة للإنجليز والتبعية لهم مما تسبب في ندم أتاتورك حول نيل الكورد لحقوقهم!. ” أوجلان: 2007، ص 55-56″ و “أوجلان: 2002، ص 13، 67-68-69″ و”أوجلان: 2002، ص 113”.

نبذة قصيرة عن حياة عبد الله أوجلان

عبد الله أوجلان والمعروف بـ”ئابو” ولد يوم 4/4/1949 في قرية “عمرلي” أو “عَمَرا” في منطقة “خَلْفَتيي” التابعة لمدينة “أورفا” في شمال كوردستان. “أوجلان: 2008” والده يدعى عمر وأمه عائشة أو عويشه، وهو أخ لثلاثة أشقاء وثلاث شقيقات “كريس كوجيرا: 1999” ووفق بعض المصادر فإن جدته تركية لهذا فمن الطبيعي أن تكون أمه تركية “آليزا ماركوس: 2007، ص 15”.

وفي جزء من دراساته، يعتمد “جميل كولاهي” صاحب المؤلَّف على كتابات أوجلان وتصريحاته الشخصية، فكتب عن “تيبولوجيا سلوكيات وشخصية أوجلان” بموضوعية معتمداً على أدلة ووثائق.

تيبولوجيا سلوكيات وشخصية أوجلان

كتب المؤلف: (وفق أقوال أوجلان شخصياً، أنه لم يكتسب تربية جيدة من والديه، ولهذا فقد قام بالكثير من التصرفات والسلوكيات الخاطئة، وهذا ما سأثبته شخصياً بحسب أقوال أوجلان نفسه وبالتفصيل) فحسب رؤية الباحث فإن لحياة أوجلان وبيئته أثّراً كبيراً وعميقاً على نضاله وكفاحه وأنشطته السياسية وهي ما زالت تؤثّر على شخصية ئابو! ولهذا يرى الباحث أنه من الضروري الإشارة إلى سلوكيات وتصرفات أوجلان لمعرفته ومعرفة حقيقة إيديولوجية البكك أو الآبوجية بالتفصيل.

ولتمهيد الكتابة حول (تيبولوجيا سلوكيات وشخصية أوجلان) اهتم الكاتب بتفاصيل محطات حياته من الطفولة والدراسة وعهد التوظيف في ديار بكر ومن ثم تمجيده لنفسه وشخصيته ومشكلة النبوة في 6 نقاط، وسنتحدث عن نقطتين من هذه النقاط في هذا الجزء.

سلوكياته أثناء الطفولة

كان أوجلان ضعيف الشخصية أثناء فترة طفولته بل بالغ الضعف! بحيث لم يوجد في محيطه من هو أضعف منه، إذ كان محط السخرية والاستهزاء لدى الناس لضعفه الشديد، بل تعدى الأمر ذلك بأن يقولوا ألفاظاً مسيئة لأبيه عمر حينما رزق بمثل هذا الولد! وكانوا يدعون الله بأن لا يجعل أولادهم مثل ابن عمر! يقول أوجلان بأن هذه الحالة دامت لفترة طويلة، فهو يعترف بهذا بأنه كان ضعيفاً جباناً في طفولته.”أوجلان: 2008، ص 15 و 27 و 30″.

وقد أشار أوجلان إلى ذلك حيث يقول بأنه قد كُسِر رأسه في شجار مع طفل آخر، حيث يقول بأن طفلين قد كسرا رأسه هما (جمو ومحو)، والمهم هنا ما يذكره أوجلان بأن هذا الطفل (جمو) كان عقبة أمامي ويخلق لي المشاكل ويتنمر عليّ.

وفي فترة طفولته وانهائه دراسته الابتدائية، يتشاجر أوجلان مع شقيقه ويرشقه بالحجارة، فيقوم والده بمحاولة اللحاق به وإمساكه وضربه فيهرب متّجها نحو المنزل ويسرق 10 ليرات من والده، ويتجه نحو سهل (باراك) حيث يشتغل هناك بأجرة يومية تقدر بـ(ليرتين ونصف الليرة) كما يقول هو بنفسه إذ يضيف بأن وجباته الغذائية الثلاثة (الفطور الغذاء العشاء) كانت عبارة عن رغيف ولبن.”أوجلان: 2002، ص 141-142″، غير أنه يسرد قصته هذه في موضع آخر بطريقة أخرى ويغيّر هذه الأحداث حيث يقول بأنه بعد أن ترك القرية هرباً من والده، استقر في قرية تدعى “قاميش” بالقرب من “طرابلس” وأنه اشتغل هناك ليومين بأجرة 5 ليرات لليوم الواحد، وأنه كان يقتات خلالها على كسرة خبز يابسة! أوجلان: 2008، ص31″.

فوفق أقوال أوجلان أنه كان متديناً بل يعبّر نفسه إماماً خلا فترة دراسته، وأنه وصل لمستوى إمامة الجمعة في قريته، فيقول: أنشأت مع 10 من زملائي في المدرسة مجموعة، وكنت مسؤولاً للمجموعة، فكنت أقودهم للمدرسة، وفي طريق العودة للمنزل كنت أصلي بهم إماماً جماعة رغماً عنهم! فيقول: عندما صلّيت أول صلاة قال لي إمام القرية لو استمرت على هذا النحو فستبلغ مستوى عالياً يوماً ما! “أوجلان: 2008، ص 22-23-25”.

وأول معلم له كان يدعى (محمد ميدان كاش) ووفق أقوال أوجلان أنه وبسبب أن أوجلان كان يحضر له البيض واللبن –كعادة في القرى- فإنه لفت أنظاره نحوه، وبعدها تشتد علاقاته بمعلمه فيكثر من التردد لمنزله فيقول بأنه ما زال يتذكر أول رغيف أكلاه سوياً في بيته.

بعدها واصل دراسته في مدرسة وسط مدينة (نيزيب)، إلا أن الطلاب تنمّروا عيله واستهزؤا به وكانوا يوجهون له الشتائم، إذ يقول بأنهم كانوا يستهزؤون ويشتمونني بالألفاظ البذيئة، فكانت طريقتي الوحيدة للفاع عن نفسي هي التقرب من المعلمين، واستمر هذا الوضع في (أنقرة) أيضاً، كان زملاؤه يستهزؤون به في الجامعة، حيث يتحدث أوجلان عن هذا الوضع ليظهر بأنه لم يستسلم ولم يتغير وفق متطلبات المدن والعالم البرجوازي! ولهذا وللتحرر من المجتمع البرجوازي لجأ إلى التدين والديانة، فأمّم بعض الرفاق في الصلاة وعُرف بحساسيته حول مسائل التحريم والتحليل! “أوجلان:2008، ص 22-35-36-37”.

سلوكياته تجاه عائلته

سلوكه وتصرفاته تجاه أشقائه وشقيقاته اتسمت بالوحشية، إذ يتحدث بصراحة أنه كانت لهم اراضي زراعية يعملون فيها، وأنه كانت له شقيقة لم تكن تستطيع العمل كثيراً، وأنه أجبرها على الكد والعمل أسوة بهم، فيقول بأني كنت أرغمها على العمل، في محاولة للسيطرة عليها لأن العمل في المزرعة كان هاماً بالنسبة لنا، وقد كنت أعمل هناك، فنقل الكلأ كان عملاً شاقاً وثقيلاً، وكنت أعتقد أنه لا ينبغي لي مزاولة هذا العمل مدى الحياة! أوجلان: 2008، ص 20.

ووفق اقوال أوجلان أن والدته (عويش) كانت لها التأثير الكبير على حياته، فيقول بأن أمه كانت بمثابة أكبر معلم له في حياته، وفي الوقت نفسه يقول عن أمه: هذه المرأة كانت صاحبة شخصية متشاجرة، وكانت تكثر من الشجار والعراك، فكنت أخجل من نفسي لهذا السبب وأتمنى بأنني لم أكن إبناً لأم كهذه! يقول أوجلان: لكثرة الشجار بيني وبين أمي كان باب منزلنا متشققاً إثر رشقي الدائم للحجارة عليه! “المصدر السابق: ص 16-22”.

ومع أن أوجلان يمجد والدته ويقول بأنها معلمته العظيمة غير أنه لم يساعدها إطلاقاً، فيقول بأن والدته طلبت منه شراء قطعة قماش، وكان هذا في الفترة التي كنت صاحب راتب جيد غير أنّي لم أساعدها إطلاقاً ولم أشتري لها شيئاً طيلة حياتي، فقلت لها هل أنت مصرة على أن أشتري لك أمتاراً من القماش؟! سأتمرد على هذا ولن أشتري لك شيئاً!! “أوجلان: 2008 ص39” ويقول بأنه لم يتصل بأمه مرة ولم يسأل عن حالها ووضعها ولو لمرة واحدة إطلاقاً لغاية وفاتها! أوجلان: 2004 ص334.

للموضوع بقية … ترقبونا …

لقراءة الجزء الأول إضغط هنا

مقالات ذات صلة