الـ PKK مشروع لمحو الحركة القومية الكوردية وإزالتها

الـ PKK مشروع لمحو الحركة القومية الكوردية وإزالتها

الجزء الثالث

جزء من كتاب (الـ PKK مشروع لمحو الحركة القومية الكوردية وإزالتها) دراسة عن آيديولوجيا وتأريخ حزب العمال الكوردستاني البكك.

بقلم: جميل كولاهي.

في قسم آخر من كتابه -وكما قلنا سابقاً- وفي جزء من دراساته، يعتمد “جميل كولاهي” صاحب المؤلَّف على كتابات أوجلان وتصريحاته الشخصية، فكتب عن “تيبولوجيا سلوكيات وشخصية أوجلان” بموضوعية معتمداً على أدلة ووثائق، وقد تحدثنا عن نقطتين في كتابتنا السابقة، وهنا سنتحدث عن ثلاث نقاط أخرى.

3. سرقات ورشاوى أوجلان:

إحدى العوامل التي تسبّبت بأفعال أوجلان وسلوكياته فترة الطفولة بل بقيت تلازمه في الكبر الوضع الاقتصادي السيء للعائلة الفقيرة التي نشأ فيها، فكان من المتوقع أن يقوم بمثل هذه الأعمال نتيجة الفقر والجوع، يقول أوجلان بهذا الصدد بأنهم كانوا بادئ الأمر يأكلون خبز الشعير، وبعدها قمنا بصنع خبز الحنطة، ولم أنسى بعدُ المشاجرات التي افتعلتها مع والدتي من أجل الحصول على قطعة خبز، فقد كان الحصول على قطعة خبز في عائلتنا بمثابة بلوغ هدفٍ! ومع أن أمي كانت تخبئ الخبز في مكان خفي غير أني كنت أتوجه لهناك خلسة وأسرق قطعة خبز منها! وعند عدم حصولي على الخبز كنت أتوجه نحو العراء والجبال وآكل الأعشاب والنبتات والفواكه، وكنت أضطر أحياناً لسرقة الفواكه من مزارع القرويين! فوفق أقواله أنه قام بسرقة الفستق من مزرعة أحد أقاربه وهرب فتبعه صاحب المزرعة.”أوجلان: 2008، ص 16،20″.

فيقول: كنت أسرق بعض الفواكه كالعنب والفستق من مزارع أصحاب الأملاك والأثرياء، فالعنب والفستق اللذان أحصل عليهما بالكدّ والتعب وبصعوبة بالغة ألذّ من تلك التي أحصل عليها من غير جهد أوتعب! نفس المصدر: ص33.

وعندما كان في ئامد كان موظفاً للدولة، وكان يدعى بين الناس بـ”عبد الله بيك” وكنت أذيق الوزراء أشد الآلام وأضغط عليهم كثيراً! أوجلان: 2007، ص146. بحيث بلغ بالوزراء أن يقولوا له بأنه تسبّب بسيل الدماء من أنوفهم! يقول أوجلان والحق أن الأمر كان كذلك، فكنت أضغط عليهم كثيراً حتى يتعرّقوا! أوجلان: 2008، ص39.

كذلك يتحدث عن ذلك ويقول بأنه تعوّد على أخذ الرشاوى في ئامد وأنه امتلك أموالاً طائلة هناك من الرشاوى من الوزراء، ويأتي كل هذا في الوقت الذي يقول فيه بأنه قضية الكورد والقضية القومية أشغلت جزءاً من أفكاري آنذاك! نفس المصدر: ص 37-38.

4. خصوصية نظرته الكبريائية لنفسه:

الكبرياء من إحدى الخصائص الرئيسية والبارزة لدى أوجلان، بل بلغت هذه الخصوصية لديه ليساويَ نفسه بالأنبياء ويرى من حوله عبيداً وعديمي الفهم! فلو نظرنا إلى كتاباته وكتبه لرأينا أبرز سمة فيها هو التحدث بأسلوب المتكلم الأناني تعظيماً (أنا-تُ) فقد استخدم هذه الكلمة في كل كتاباته، وهذا ما يحتاج لتفكير دقيق، (قمتُ بإنشاء جماعة) (أنا الوحيد الذي باستطاعته حل المشكلة الكوردية) ويقول: فشخصيتي قوية منعدمة النظير! أوجلان 2008 ص 222، فلا الأعداء ولا الأصدقاء باستطاعتهم أن يعلو على شخصيتي! نفس المصدر ص 152، فظهوري -خروجي- هو ردّ فعل لكومة المخلفات الإجتماعية والركود الإجتماعي، وأنا القائد وأنا نظير كوردستان ومقابلها! أوجلان 2002، ص23و150.

فمنذ أول يوم عرفت نفسي ولغاية اليوم فأنا باعث ومحيي ومرشد بلا نظير! أوجلان 2007، ص128.

5. مشكلة النبوة:

يبحث أوجلان من خلال دراسة التأريخ إلى الصفات المشتركة بينه وبين الأنبياء، فهو يرى النبوة بمنظور خاص، ولهذا يبدأ من مكان ولادته ويراه مقدساً مباركاً في تأريخ الإنسانية، بل يحاول تبريك الأشخاص الذين عاشوا هناك وإعطائهم أهمية خاصة، أي فهو يرتبط نفسه بالأنبياء من جانب الجغرافيا، فهو يحاول جاهداً وبكل الأشكال أن يربط نفسه والبكك بالنبي إبراهيم، يقول أوجلان بأن منطقة الشرق الأوسط مهد للأنبياء وينبغي على مرشدي وزعماء هذه المنطقة أن يكونوا أنبياءاً! أوجلان 2008 ص71.

فيتحدث عن أنه عند النظر للماضي يتأكد لي بأني نسخة محدّثة من النبوة الشرقية، فلا تجمعني والبكك علاقة قوية بالألفية الثانية، ولهذا أتعامل بصورة شكلية وبمستوى الكلمات اليومية الضرورية مع هذه المئوية! فكشخصية من الضروري أن أقول بأني لم أستطع أبداً الانسجام مع روح الألفية الثانية بعلاقة جدية! أوجلان 2007، ص44.

غالبية المصادر كالتوراة وغيرها عندما تتحدث عن مكان ولادة النبي إبراهيم تقول بأنه ولد في مدينة (أور) الواقعة على ضفاف نهر الفرات، ومع أن المصادر تقول بأن هذه المدينة تقع في منطقة الكلدانيين والتي هي جزء من الأراضي العراقية اليوم وتقع في جنوب شرق بغداد، غير أن أوجلان يقول بأن مدينة (أور) كان إسماً لمدينة (أورفا) وأن إبراهيم ولد هناك!

فإبراهيم الأب للديانة الإبراهيمية من النصارى واليهود والإسلام … مصدر لكسب الشرعية لهذه الأديان، فأوجلان ومن أجل النبوة يرى نفسه بحاجة لنيل شرعية كهذه ايضاً، لهذا نراه ينتسب للنبي إبراهيم لكسب هذه المشروعية، إلا أن أوجلان لم يقدر في هذا العصر أن يقول بصراحة وسهولة أنه من نسل إبراهيم كـ(موسى وعيسى ومحمد) فاضطر بكتابة التأريخ وتشبيه نفسه بالنبي إبراهيم وتقديس مدينة أورفا بحيث وصل الأمر به بتأليف كتاب بعنوان (أورفا رمز القداسة)!

يقول أوجلان بأن أورفا نموذج مصغر من مجتمع الشرق الأوسط، وأهميتها في الشرق الأوسط كاهمية الشرق الأوسط في العالم، نعم قد تكون البكك قد بدأت بتجربتها من دون النظر العميق لحقيقة أورفا إلا أنها ليست مستثنية من تأييدها لحرية إيضاح الحقيقة.

فأولى هجماتها لم تكن على مؤسسات الدولة بل كانت على المراكز الإقطاعية البدائية، فهنا نتساءل: هل نستطيع أن ننظر إلى البكك -وفق اعتبار هذه الحقيقة- على أنها حركة إبراهيمية عصرية؟! فمن حيث النوايا هناك تشابهات عجيبة جداً، فهل هناك أهم وأقدس من الهجوم على المراكز الدنيئة والدنسة والنمرودية بالنسبة للبكك ومنطقة أورفا؟! فالبدء وعدم البدأ بالمباركة الإبراهيمية الحديثة في القرن الحادي والعشرين، فأستطيع القول بكل سهولة أن البكك  باسمها وهويتها القديمة لم تكن لتستطع إجراء التغييرات في المنطقة، وهذا كان شيئاً عديم النفع والمعنى بنظرة تأريخية. أوجلان 2007 ص 49-70-72.

للموضوع بقية، ترقبونا…

لقراءة الجزء الثاني إضغط هنا

مقالات ذات صلة