الـ PKK مشروع لمحو الحركة القومية الكوردية وإزالتها
جزء من كتاب (الـ PKK مشروع لمحو الحركة القومية الكوردية وإزالتها) دراسة عن إيديولوجيا وتأريخ حزب العمال الكوردستاني البكك.
بقلم: جميل كولاهي.
(الآبوجية-ئابوئيزم) والحياة الإيديولوجية لعبد الله أوجلان
المرحلة الأولى من الحياة الإيديولوجية لأوجلان
نقصد بالآبوجية-ئابوئيزم أفكار ومبادئ واعتقادات أوجلان، ولمعرفة أو بالأولى نقول لتحليل هذه الإيديولوجية ينبغي علينا إلقاء نظرة على الحياة الإيديولوجية للشخصية المذكورة، يقول عبد الله أوجلان: “البكك يعني ئابو” أوجلان: 2008،ص186، ويقول: البكك عائلتي. أوجلان: 2002، ص144.
تنقسم الحياة الإيديولوجية لعبد الله أوجلان على أربعة مراحل مختلفة:
المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل تأسيس البكك (أوجلان الإسلامي).
المرحلة الثانية: مرحلة ما بعد تأسيس البكك (أوجلان الماركسي اللينيني).
المرحلة الثالثة: مرحلة الاشتراكية.
المرحلة الرابعة: مرحلة ما بعد اعتقال أوجلان (بوكتشي نيزم) أي التأثّر بفكر موري بوكتشين.
المرحلة الأولى من الحياة الإيديولوجية الأوجلانية.
كان أوجلان يتّسم بشخصية إسلامية منذ صغره، فوفق أقواله أنه كان كرجل دين (الملا) جيد بين أقرانه ورفاقه، وأنه وصل لمستوى الإمامة في القرية، وبعد ذلك -وفق أقواله- أنه وعندما كان طالباً جامعياً في أنقرة كان قد نظّم حياته وفق أفكار السيد قطب في كتابه (هذا الدين) وأثّر هذا الكتاب على كافة مناحي حياته، وأنه كانت متردّداً على مسجد (مال تبه) ويقول بأنه شارك بحماس ومعنويات عالية وفكرة إسلامية تركية في كونفرانس (نجيب فاضل قيصاكورك- شاعر وكاتب ومفكِّر تركيّ وإسلاميّ-). أوجلان 2008، ص 28،37،22.
كما ويقول: كانت رغبتي إدامة الدراسة الدينية في المدارس الدينية، وكنت أمنّي نفسي بإتمام دراستي في جامعة الأزهر. أوجلان: 1996، 22-23.
وهذه الخلفية الإسلامية لأوجلان لم تنفك عنه حتى عندما كان رئيساً للبكك -علماً أنه أسس حزباً على أسس ماركسية لينينية، فيقول بأن الشرق الأوسط مركز ومنبع للنبوات والأنبياء والرسل، وينبغي أن يكون القادة هناك أنبياءً!
يقول أوجلان: لو لم تكن التربية بأسلوب الجهاد الأكبر، لتعرّض رسول الإسلام للهزيمة، ولهذا قمت بالاقتداء بهم، بأسلوب حواريي عيسى وخلافة نبي الإسلام محمد في إرشادي وقيادتي للبكك. أوجلان: 2008، 114-116. فأوجلان يرى أسلوب قيادته وزعامته للبكك في عدم وجود أي شخص يرثه ويخلّفه وعدم وجود الشخص الثاني والثالث في صفوف البكك، ويُرجع ذلك إلى الاقتداء بسيرة هؤلاء وبناء حزبه على مبادئ الجهاد الأكبر، فهو يقارن نفسه بنبي الإسلام محمد والخلفاء من بعده!
المرحلة الثانية من الحياة الإيديولوجية الأوجلانية.
تبدأ هذه المرحلة من قراءته لكتاب (ألف باء الاشتراكية) لـ”ليو هوبيرمان”، وخلال قراءته لهذا الكتاب وصل لنتيجة حتمية تفيد بـ(باءت الأديان بالفشل، وانتصر الفكر الماركسي) حيث يتحدث أوجلان عن رفيق قديم له -صديق طفولته- من أنصار “جتين آلتان” الشخصية اليسارية التركية، والمنتقد للأفكار الاشتراكية، غير أن توصل عام 1969 لقناعة أن “الإيديولوجية القديمة ” ستتعرّض للهزيمة وأن الفكر الاشتراكي سينتصر لا محالة “قرار تغيير الإيديولوجية” اوجلان: 2008، 39.
يقول أوجلان: “بعد قراءتي لكتاب (ألف باء الاشتراكية) اتضح لي أن الفكر الشيوعي أقوى وأصلح من الفكر القومي، وقد رأيت كل الأساليب التي حاربت من أجلها في هذا الكتاب، ولهذا تيقّنت أن ما كنت أجري وراءه موجود في الاشتراكية” أوجلان: 2007، ص31.
وقد انخرط أوجلان في الفكر الاشتراكي لقدر أن قام بكتابة مسيرة الثورة الكوردستانية ربيع عام 1978، وأسّس البكك نهاية ذاك العام على أسس الإيديولوجية الماركسية-اللينينية.
يقول في تعريفه للبكك نحن نحارب الدكتاتورية ونعاديهم، وكدكتاتورية بروليتارية غير أن دكتاتوريتنا مشروعة؛ كوننا طبقة كادحة وأنها نتاج نضال الطبقة العاملة والكادحة. أوجلان: 2007، ص31، فالبكك حزب يؤكد على الاشتراكية، وأن الطريق القويم هو الاشتراكية. أوجلان: 2002، ص198،240.
ومع أن أوجلان متطرف في حديثه عن الاشتراكية، غير انه يستعين في زعامته وقيادته للبكك بالأفكار الدينية الإبراهيمية ويعتمد عليها، يقول أوجلان: كان المكتب السياسي والمجلس المركزي والأمانة العامة للحزب بمثابة أسماء شكلية روتينية بالنسبة لي! أوجلان: 2008، ص 105-106.