هناك دائماً من يقول “لا للاقتتال الأخوي” علماً أن الكورد لا يريدون أية حرب أخوية أو اقتتالاً أخوياً، وأن حرب كهذه لا تخدم سوى الغزاة المحتلين. غير أن…
غير أن من استولوا على أرضك، وسخّروا مجيئهم واستيلاءهم على الأرض لتحقيق مصالح العدو المحتل، فاستولوا على منزلك واعتدوا عليك ونهبوا أموالك وممتلكاتك، واعتدوا على العرض والشرف، ودمروا منزلك على رأسك، وقتلوا البيشمركة الأبطال والأحرار، واستولوا عنوة وقسراً على أموال وممتلكات الشعب وقالوا رغم كلّ هذا أنتا أشقّاء!! فكيف يكون هؤلاء إخوة أو أشقّاء؟!!
لو كانوا أشقّاء لإخوانهم في جنوب كوردستان لتضامنوا معهم وناضلوا في صفوفهم لإعلان دولة كوردستان، غير أن وجودهم هناك هو لهدف آخر، ألا وهو لدهورت وانهيار الجنوب، لنشر الخوف والرعب وحالة من الفوضى واللااستقرار بين المواطنين، بل يمارسون ما من شأنه تعقيد الأوضاع وتأزيمها في الجنوب! ومع هذا لو تحدّثت لقالوا لا للاقتتال الأخوي، فهو محرّم! فلو كان هؤلاء فعلاً أشقّاء لما فعلوا هذا ولما قلنا شيئاً كهذا، بل هم قوات الأعداء والمحتلين ومحقّقي مخطّطاتهم وأجنداتهم، ودورهم ينحصر في عدم السماح برفرفة راية كوردستان وإنشاء دولة كوردستان، والقضاء على أحلام الكورد وآمالهم، وهذا ما لا يحتاج إلى نظريات واثباتات، فبرؤية الأحداث وفهمها وتقييمها ينبغي أخذ موقف ثابت إزاءها، فالبكك التي تأسست على يد الدولة التركية ماذا فعلت لتحرير أراضيها؟! ماذا قدّمت وماذا أخّرت؟! فعوض تحرير الوطن، دمّره، هجّروا الكورد من أرضهم وموطنهم، جعلتهم مهجّرين لاجئين على أرضهم في تركيا! يتعرّضون يومياً لويلات ونكبات ونكسات وأزمات! تسبّبوا بمقتل أكثر من 17 ألف كوردي فيما بينهم بتهمة العمالة للمخابرات التركية!!
قضوا على كلّ معالم الحضارة والثقافة واللغة الكوردية، غيّروا العادات والأعراف الكوردية، وقد نجحوا إلى حدّ بعيد في مساعيهم الخبيثة هذه، والآن بات الجميع يعرفون حقيقة هؤلاء لذا لا حاجة للإطالة بهذا الصدد، لذا ينبغي علينا دراسة ممارسات البكك بحيادية وإعلان موقف ثابت إزّاءها، فما الذي حقّقته البكك من حربها الطويلة في شمال كوردستان؟! لا شيء! فليعترف أعضاء البكك ومؤيدوها ولو لمرة واحدة بهذا الحقيقة أو يعدّدوا لنا منجزاتهم خلال هذه الفترة وهذه الحرب العقيمة! فكما قال الأخ والرفيق (علي عوني) فليحرّروا قرية زعيمهم المسجون! غير أنهم رغم كلّ هذا لا يفعلون غير مهاجمة الوطنيين المخلصين لئلا يتحدّث أحد عن اعتداءاتهم ومخطّطاتهم الخبيثة ويكتب عنها!
نعم، نفّذت البكك أجندات ومخططات الدول المحتلة لكوردستان على أكمل وجه وخصوصاً في شمال كوردستان، قضوا على كلّ صوت معارض وأسكتوا الكورد المخلصين بالتعاون مع الدولة التركية، سخّروا كافة المؤسّسات الكوردية في شمال كوردستان لحماية تركيا والمحافظة عليها كدولة قوية، أسّسوا حزباً كوردياً بمساعدة المخابرات التركية لإعادة الكورد لحظن تركيا وعلى رؤوس الأشهاد، وهذا الحزب بنفسه لا ينكر هذه الحقيقة ولا يعترف بكورديتها بل لا يقول أبداً أنه حزب كوردي! فاستولوا على غالبية مواقع النشر في شمال كوردستان ومن دون شكّ بمساعدة الأتراك، ولا تسمح بأي شكل من الأشكال بنشر نتاج المسيرة النضالية والوطنية المخلصة بين الكورد.
فيعادون من يعارضهم أو يناوئهم بمؤازرة الدولة وفي ظلّها، فيتأرجح مصيرهم بين الاعتقال والاغتيال، فالدولة هي صاحبة القوة وتفعل ما تشاء! ومن لا تستطيع البكك الانتقام منهم تحوّل ملفهم للمخابرات التركية، بعدها توجّهت نحو غرب كوردستان، وكلّنا رأينا بأعيننا ما فعلته وما تفعله هناك، والآن بات همّها الوحيد ووفق طموحات الأعداء وأهدافهم القضاء على الاستقرار والحرية والأمن والأمان في جنوب كوردستان وإيقاف عجلة التطور والتقدم هناك، والوقوف بمواجهة بناء كوردستان قوية، وهي على أتم استعداد لفعل ما يلزم لتحقيق هذا المطلب والمقصد وبمساعدة الغزاة المحتلّين وتعاونهم بلا شكّ.
نعم، ساحتهم الحقيقية هي شمال كوردستان، غير أنهم نقلوا حربهم ومقاومتهم لجنوب كوردستان للقضاء على أية أحلام كوردية هناك أيضاً، فبات نضالهم منحصراً في الوقوف في مواجهة تحقيق آمال الكورد وتأسيس دولة كوردستان، فانخرطوا في البيت الكوردي في جنوب كوردستان وفعلوا كلّ ما يخجل منه وما هو عار من الممارسات والاعتداءات والأخطاء وكلّ ما يخدم الغزاة المحتلّين، ومع كلّ هذ فهناك من يقول بأن الاقتتال الأخوي محرّم!! فهل حقّاً هؤلاء اخوة أشقّاء؟! أم جنود الاحتلال؟ نعم قد تكون هناك خلافات بين الأشقّاء غير أنها لا تصل للاعتداء على أعراض بعضهم البعض! نهب أمال بعضهم البعض! عوز وتهجير وتدمير بعضهم البعض! فما تفعله البكك الآن ليست أخوة وليسوا بأشقّاء، بل هو تنفيذ خطط ومؤامرات الأعداء وتحقيق أجنداتهم وفرض إرادتهم وتحقيق أطماعهم الاحتلالية بعينه!