حقائق صادمة عن الفقر في العراق… مواطن من كل 3 يعيش تحت خطّ الفقر!
رغم الثروة النفطية الهائلة في العراق إلا أن شخصاً واحداً من بين 3 أشخاص لا يزال يعيش تحت خط الفقر، في بلد يعاني من استشراء الفساد وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، ما دفع المواطنين على الخروج في تظاهرات شعبية على مدى سنوات تطالب برحيل الطبقة السياسية ومحاسبة المسؤولين الفاسدين.
فمن المتوقع أن تتجاوز نسبة الفقر في بعض المدن العراقية الـ 50% وفق أرقام رسمية، وذلك وفق بيان وزارة التخطيط إذ أن قياس مؤشرات الفقر يعتمد على أبعاد متعددة، من بينها: الصحة والسكن والتعليم والدخل والحاجة إلى الغذاء.
وأكّد خبراء ومحلّلون اقتصاديون أن أكثر من 12 مليون مواطن عراقي يعيشون تحت خط الفقر، وبالأخص بعد رفع قيمة الدولار، إذ قلّصت العملية الطبقة الوسطى من الشعب.
فقد أكّد الخبير الاقتصادي محمود داغر، أن عدد الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر قد تجاوز الـ 12 مليون مواطن عراقي بحسب أحدث الإحصائيات المعلنة، حيث كان لجائحة “كورونا” ورفع قيمة الدولار أمام الدينار العراقي الأثر الكبير بزيادة ذلك العدد.
وأوضح داغر لـ (باسنيوز) أن عدد العراقيين تحت خط الفقر قبل جائحة فيروس كورونا كان يقدر بنحو 8 ملايين، وبعد جائحة كورونا ارتفع ليكون 10 ملايين وبعد خفض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي ارتفع مجدداً ليصل أكثر من 12 مليون، حيث أن الدولار هو معيار القياس المستخدم في حسابات خط الفقر دولياً.
وأشار داغر إلى أن ارتفاع قيمة الدولار ساهم بتقليص الطبقة الوسطى في العراق من 60% من عدد أفراد الشعب العراقي إلى أقل من 20% فقط!
ورغم أن نسبة الفقر راجعت من 22 في المئة عام 2014، إلا الأرقام تظهر فشل الحكومات العراقية المتعاقبة في الحد من هذه المشكلة التي تقلق العراقيين، حيث لم تنخفض النسبة على مستوى البلاد إلا بشكل طفيف جدا لا يتجاوز 2 في المئة خلال أربع سنوات، فيما لم تكن نسبتها تتجاوز الـ 15 في المئة في 2013.
وأظهر مسح الفقر لعام 2018 أن محافظة المثنى التي تعد ثاني أكبر محافظة في البلاد، تعد الأولى بأعلى نسبة فقر تصل إلى 52 في المئة، والتي تليها الديوانية 48 في المئة وميسان 45 في المئة وذي قار 44 في المئة.
وأكدت تحذيرات أطلقها البنك الدولي، أن نسبة الفقر في العراق قد تصل إلى 50% هذا العام، في حال غياب الاصلاحات الحكومية الجدية.
ويتفشى الفقر في العراق بوتيرة متصاعدة، وبحسب بيانات وزارة التخطيط فإن بغداد التي يبلغ عدد سكانها نحو 9 ملايين نسمة، يجد أربعة ملايين منهم صعوبة في توفير لقمة العيش.
ويفترض أن يكون حي قيادة المنصور العشوائي في بغداد، وبحسب اسمه من أرقى أحياء بغداد لكنه يعد أكثر أحياء العاصمة العراقية تلوثاً وفقراً، فالحكومات المتعاقبة منذ 17 عاماً لم تنجح في توفير الخدمات لهذا الحي والعشرات من الأحياء الأخرى في بغداد التي يرى أغلب سكانها أن الأوضاع تسير نحو الأسوأ.
وفقاً لدراسة أجرتها وزارة التخطيط العراقية بالتعاون مع البنك الدولي واليونيسيف فإن نحو 32% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر، ففي العام الماضي وحده زادت نسبة الفقر في العراق بـ3% مقارنة بعام 2019، أي أن عدد من يعيشون تحت خط الفقر بلغ أكثر 12 مليوناً و600 ألف شخص.
ويرى مواطنون ان تصريحات الحكومة مخالفة لأفعالها، ولا يوجد اي ضمان للمواطن العراقي، ولا اصلاحات ترتجى وسط ارتفاع سعر الضرائب.
جائحة كورونا، وتدهور أسعار النفط وانخفاض قيمة الدينار مؤخراً، كلها عوامل رفعت معدلات الفقر في العراق، حتى أن البنك الدولي حذّر من تحديات اقتصادية خطيرة أمام العراق تهدده بالانهيار وإذا لم تنجز الحكومة العراقية إصلاحات جدية فإن نسبة الفقر قد تتخطى الـ50% هذا العام.