ملفات الكوادر المفقودين والمغتالين على يد الـ PKK والـ PYD

ملفات الكوادر المفقودين والمغتالين على يد الـ PKK والـ PYD

عند اندلاع الثورة السورية وأحداثها، وإشعال فتيل الحرب الداخلية في هذا البلد، لم يبق باستطاعة النظام السوري التحكم بزمام الأمور على كافة الأراضي السورية، وإدارة مهامه وحماية الأراضي السورية، ما أجبره الوضع الراهن على التنسيق مع حزب العمال الكوردستاني البكك بوساطة إيرانية، حيث قام بتسليم مناطق غرب كوردستان للبكك حسب اتفاقيات سرية وراء الأبواب المغلقة، وبدأ المشروع أولاً بمنطقة كوباني تلاها منطقة الجزيرة وعفرين حتى سلّم النظام السوري كافة مناطق غرب كوردستان لتنظيمات حزب العمال الكوردستاني البكك وحزب الإتحاد الديمقراطي PYD.

تجرّأ الكادر القيادي للبكك (محمد شنر) على الخروج على الوضع السائد وقوقعة البكك في غرب كوردستان

منذ أعوام، كانت البكك تمتلك خطط ومؤامرات تجاه سوريا وغرب كوردستان، وقد استفادت البكك والـ PYD من مسألة تواجدها في سوريا وتنسيقها مع النظام البعثي القائم هناك منذ سنوات بصدد تجريد كافة الأحزاب والأطراف الكوردية من أي تأثير في الغرب، ولم يتجرأ أحد حتى على الكلام أو الانتقاد، حتى تجرّأ القيادي السابق للبكك “محمد شنر” على كشف العلاقات الخبيثة والشنيعة للبكك مع نظام الأسد، غير أنه ما لبث طويلاً إلى أن أغتيل على يد البكك، وتمّت تغطية الحادث من قبل النظام البعثي الأسدي.

فظهرت البكك على ساحة الأحداث في سوريا، في حين كانت تحركات باقي الأحزاب الكوردية ضعيفة هزيلة، فحاول أمثال “مشعل تمو” التحرك لئلا تقفرّ الساحة السياسية للبكك وحدها، غير أنه هو الآخر تمّ اغتياله من قبل قوة خفية تشير أكثرية الاحتمالات إلى أن فاعلها لا يخرج من إطار البكك أو النظام الأسدي، ما جعلت البكك تحتل الساحة وحدها في الغرب.

بعد التحكم بكامل الغرب، الـ PKK والـ PYD شرعا بعمليات التصفية في غرب كوردستان

بعد أن أحكمت البكك قبضتها على غرب كوردستان، شرعت بعمليات التصفية ضد مناهضيها من المخلصين الوطنيين، فداهمت منازل من لم يكن مؤيداً لها، وملأت سجونها بالمناضلين المخلصين، وسخّرت عوائل شهدائها للقيام بهذه الأعمال، وقامت بحرق مقارهم.

والمنطقة الوحيدة التي اعترضت على هذه الممارسات البككية واحتجّت عليها كانت مدينة عامودا، فعامودا المعروفة بتأريخها النضالي والمقاومة، تلك المدينة المدرجة على اللائحة السوداء لدى النظام البعثي الأسدي بسبب احتجاجاتها ورفضها أية مظاهر للظلم، قامت الـ PKK والـ PYD بمحاصرة المدينة عام 2013 بقوة مسلّحة قوامها 400 مسلّح، ما أدى هذا الاستفزاز إلى إحداث البكك لمجزرة بحقّ أهالي عامودا، فقتلت 6 أشخاص وجرحت العشرات بالإضافة إلى اعتقال العديد من أهاليها، فكانت هذه الأحداث مشابهة لمجزرة (سينما عامودا) المعروفة والتي مارسها النظام السوري الأسدي بحق الكورد في المدينة، غير أن الفاعل هذه المرّة كان مختلفاً، إذ لم يكن الفاعل هذه المرة النظام السوري بل كان حليفه (PKK- PYD)!

البكك تفتح المعابر لشباب الكورد، وتأخذ 5 آلاف ليرة سورية من كلّ شاب تنفيه خارج البلاد

بعد هذه الممارسات والأعمال القذرة للبكك، قامت بأشنع منها، فقامت بفتح المجال أمام شباب الكورد ونفيهم خارج البلاد، وفرضت قيمة جمركية مقدارها 5 آلاف ليرة سورية على كلّ شاب يعبر الحدود نحو خارج البلاد، وأقنعت كوادرها ببناء علاقات مع العرب تحت مظلة (أخوة الشعوب) في حين لم يكن بمقدور هذه التنظيمات المحافظة على العلاقة الأخوية الحقّة بين الكورد! بل مارست الـ (PKK- PYD) شتّى أنواع القمع والظلم والاضطهاد تجاه الشعب الكوردي وراء الوجوهٍ الملثّمة لمسلّحيها، ما اضطر الشعب البائس إلى الفرار والهروب من الغرب، وكان يتمّ توطين العرب مكانهم، فلم تكن البكك تبرم أية تفاهمات أو اتفاقيات مع العشائر الكوردية في غرب كوردستان، على عكس عادتها في إبرام اتفاقيات مع شيوخ العشائر العربية، حتى وصل الأمر بأن يحلّ الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا قواته بعد هذه المجزرة ويلوذ بالفرار خارج غرب كوردستان!

والمثير للانتباه هنا هو أن من كان لهم يد في هذه المجازر والأعمال الشنيعة تجاه شعبهم، والذين كانوا مسؤولين مباشرين عن تنفيذ الأوامر الصادرة من حزبهم حرفياً، تمّت تصفيتهم واغتيالهم واحداً تلو الآخر من قبل البكك نفسها للتغطية على هذه الأحداث المأساوية.

اغتيال كادر البكك (جوان إبراهيم) في شهر تشرين الثاني 2018 بجبل گاره بمنطقة العمادية بجنوب كوردستان على يد البكك نفسها

أحد هؤلاء المتضلّعين في هذه المجازر للبكك كان كادر البكك القيادي (جوان إبراهيم) والملقّب بـ (جوان عرب) كان مسؤولاً للآسايش العامة لغرب كوردستان، بعدما أنجزت البكك هذه الأعمال الشنيعة القذرة على يديه، وبحجة مشاركته في دورة تربوية لكوادر البكك يتمّ استدعاؤه للجبال نهاية عام 2017، بعدها لم يسمح له بالعودة لغرب كوردستان، ويتمّ اغتياله بصورة شنيعة، فقد قتلت البكك كادرها القيادي هذا بدمٍ بارد، ومع هذا لم تعلن لغاية الآن عن مقتله، وتؤكّد المعلومات التي حصلنا عليها من مصادر موثوقة أن جوان إبراهيم أغتيل على يد البكك نفسها في تشرين الثاني عام 2018 بجبل گاره بمنطقة العمادية في جنوب كوردستان!

البكك تسبّبت بمقتل (دوزدار حمو) عام 2019

الأمثلة لهذه الحالات لا تعدّ ولا تحصى، فكذلك فعلت البكك بكادرها القديم (دوزدار حمو) فقد وظّفته للقيام بأنشطة تجارية، وقد أدار المذكور أعمالاً شتّى في المجالات المالية لهذه التنظيمات، وبعد إنهاء مهامه يتمّ أيضاً استدعاؤه للجبال لغرض المشاركة في دورة تربوية، ولم يُسمح له بعدها بالعودة، وبطريقة ما قضت البكك عليه وصفّت حسابه جسدياً عام 2019.

كيف أغتيل (حمزة الأعمى-همزي كور)؟

شخص آخر يدعى (همزي كور) أثناء فاجعة عامودا كان المذكور مسؤول الشبيبة في المدينة، بعدها ارتقى ليتسلّم منصب آسايش عامودا، كان ممّن تضلّع في مجزرة عامودا.

بعدها ارتقى ليصبح مسؤول ولاية “تربه سبيي” من ثمّ مسؤول كانتون الحسكة، تسنّم والده وعمّه إدارة الخدمات المالية لموظّفي رميلان، أخيراً أدرك حمزه ما اقترفته يداه، خلال مفاوضات ومحادثات وحدة الصف الكوردي بين المجلس الوطني الكوردي في سوريا وأحزاب الوحدة الوطنية وأكبرها الإتحاد الديمقراطي، طلب المجلس التحقيق في قضية مجزرة عامودا ومحاسبة الفاعلين، كما طالب بمحاسبة المتّهمين الجناة في قضية حرق مقارهم، أصاب الذعر هذا الشخص وتيقّن بأن حزبه سيضحّي به في هذه القضية، حاول الفرار والهروب، إلا أنه ضبط في تربه سبيي وأعيد لوظيفته بعد إجراء تحقيق سرّي معه، أرسلته البكك في مهمة في دير الزور وحده علماً أنه يمنع أن يتجوّل كادر مسؤول للبكك وحده هناك، أعلنت البكك وفاته في حادث انقلاب سيارته! والكلّ يعرفون هذا الشخص جيداً ويعلمون أنه لم يكن يخرج وحده إطلاقاً! بل كانت تحيطه حماية خاصة أينما توجّه، فالبكك والـ ب ي د بهذا الأسلوب لا تدعان وراءهما أحداً بل تمحيان كلّ أثر وراءهما وممارساتهما الدنيئة!

المسؤول الرئيسي لهذه المجزرة هو مسؤول منظومة البكك أي مراد قريلان “جمال”

ما مورس من ممارسات ضد أهالي غرب كوردستان وكوادر البكك أنفسهم إنما كان بعد موافقة قنديل وإيعازه لا غير، والمسؤول الرئيسي وراء هذه المجزرة هو شخص مسؤول منظومة البكك أي مراد قريلان نفسه “جمال” كونه آنذاك كان كثير التجوال في غرب كوردستان والتنقّل بينه وبين قنديل، شاركه في هذه الأعمال والممارسات كلّ من شاهين جيلو (مظلوم عبدي)، باهوز أردال، صوفي نور الدين، آلدار خليل، خالدة عفرين، إلهان أحمد، درويش وشاهوس، فهؤلاء ايضاً مسؤولون عن هذه الممارسات والأعمال الخبيثة، وهم يعرفون كلّ شيء وملمّون به، إذ لم ينجز أي عمل من هذه الأعمال إلا بعد إصدار تعليمات بأوامر من هؤلاء وبعد موافقة قنديل!

فلو أجريت تحقيقات شفّافة ودقيقة لانكشفت أسرار عظيمة من تصفيات واغتيالات لكوادر البكك بتعليمات هؤلاء القادة المسؤولين وأوامرهم المباشرة، والتي تمّت تغطيتها وغلق ملفاتها بأوامر من قادة البكك أنفسهم، مثال ما حدث لـ “بوطان فرشيني” عندما أغتيل بيد مقاتلين -شرفان- أمام المحكمة، بعدها انتحر أحدهم في السجن بينما قتل الآخر في ظروف غامضة لا تعرف أسبابها لغاية الآن!

مقالات ذات صلة