ما زاد من الصدمة، انتشار مقاطع مصورة من كاميرات العمارة التي كان يسكن فيها خرمدين، سجلت لحظة نقل والديه جثته في أكياس سوداء وحقيبة إلى خارج المنزل
ما زالت إيران في صدمة كبيرة، بعد سماع نبأ مقتل المخرج الإيراني بابك خرمدين، والتمثيل بجثته على يد والديه، فعلى الرغم من إقرار والده بالجريمة، لكن هناك من لا يصدق الرواية، فمنذ يومين، بعد انتشار نبأ الجريمة، بات الجميع يسأل بإلحاح: ماذا حدث؟ لماذا يرتكب الوالدان هذه الجريمة البشعة؟ وهل فعلاً هما من قاما بها؟ لماذا كثرت حالات قتل الأبناء؟
وما زاد من الصدمة، انتشار مقاطع مصورة من كاميرات العمارة التي كان يسكن فيها خرمدين، سجلت لحظة نقل والديه جثته في أكياس سوداء وحقيبة إلى خارج المنزل، مشهد مروذع، لا يُصدق أن يصدر عن الوالدين، وأن يقوما بالتمثيل بجثته بعد قتله، وهذا ما دفع الكثيرين إلى طرح تلك الأسئلة عن سبب القتل للبحث عن إجابة مقنعة.
من هو بابك خرمدين؟
ولد بابك خرمدين عام 1974 في طهران، وهو مخرج معروف، ترك أعمالاً فنية في مجال إنتاج أفلام قصيرة وطويلة وكتابة سيناريوهات والمونتاج والصوت.
تفاصيل الجريمة
عثرت الشرطة الإيرانية، مساء الأحد، على جثمان المخرج بابك خرمدين، مقطعة ومشوّهة وملقاة في أحد صناديق القمامة في بلدة إكباتان غرب العاصمة طهران، حيث كان يسكن فيها هو ووالداه.
وعن سبب ارتكابهما الجريمة، قال أكبر والد خرمدين، البالغ من العمر 81 عاماً، خلال التحقيقات معه، بمحكمة الجنايات بطهران، إن “ابني منذ طفولته كان يؤذينا، لكننا بصعوبة كبّرناه. كان يُطرد من المدرسة دوماً… بجهودنا أوصلناه إلى الجامعة وحصل على الماجستير”، وفقاً لوكالة “ركنا” الإيرانية.
وأضاف أن “بابك كان يدرّس الإخراج في جامعة كرج (مدينة قريبة من طهران) لكن بعد تفشي الجائحة كان يدرّس عبر الإنترنت من البيت. وأسبوعياً كان يحضر تلاميذه إلى البيت بذريعة التدريس، والمفارقة أنه كان يحضر الطالبات فقط ولم نكن نعرف أنهن طالبات أو مجرد بنات”.
وتابع: “كان يذهب بالبنات إلى الغرفة ويطلب من أمه طبخ الطعام لهن، بينما نحن كنا نعلم أنه يمارس العلاقة الجنسية معهن”، حسب قوله، مضيفاً: “أرهقتنا تصرفات ابني وأحيانا كان يضربناً. كان يؤذينا يومياً ولم يكن بإمكاننا تحمل هذا الوضع”.
ومضى يقول: “اقترحنا عليه شراء بيت له، وكنت مستعداً لبيع سيارتي وإعطائه حصته من الميراث لكي يسكن في مكان آخر، لكنه كان يرفض بشدة”، مشيراً إلى أنه كرر الاقتراح عليه يوم الجمعة الماضية وتلقى رفضاً، ليقرر مع زوجته قتله.
وحول طريقة قتله، قال والده: “أطعمناه حبوباً وبعد أن تخدر قتلناه بالسكين ونقلنا جثمانه إلى الحمام”. وتابع: “ثم لكي أنقل الجثة إلى خارج البيت قمت بتقطيعه ووضعه في حقيبة ومع زوجتي نقلنا الجثة إلى خارج البيت ووضعناها داخل صندوق القمامة.
القاتل أكبر غير نادم على ما فعل بحق ابنه، بل إنه رفع يديه إلى السماء في المحكمة، شاكراً الله على التخلص من ابنه بابك، قائلاً: “الآن لقد هدأت”.
تعليقات صاخبة
بشاعة الجريمة، أثارت تعليقات مختلفة خلال اليومين الأخيرين، على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، خاصة من زملاء بابك من الفنانين الإيرانيين.
فقد دعا العديد منهم إلى تغيير قانون حصانة الوالد في حال ارتكابه القتل بحق أولاده، مشيرين إلى قتل الشابة الإيرانية، رومينا، العام الماضي على يد والدها في محافظة جيلان، شمالي البلاد.
ويقول هؤلاء المغردون إن الحصانة تشجع بعض الوالدين الذين هم على خلاف مع أولادهم على ارتكاب هذه الجرائم. علما بأنه حسب القوانين الإيرانية، إذا كان القاتل هو والد المقتول فلا يحكم عليه بالقصاص، لكن سيصدر حكم عليه بالسجن من 3 إلى 7 سنوات.
وشبه البعض طريقة مقتل المخرج بابك خرمدين، بالشخصية التاريخية الإيرانية التي تحمل الاسم نفسه، وهو اسم قائد يعرف عربياً باسم “بابك الخرمي” ثار على الخلافة العباسية، وعندما ألقي القبض عليه وأرسل إلى سامراء، أمر الخليفة العباسي أولاً بقطع يديه، ثم شنقه.
كما شكّك آخرون في أن يكون والدا بابك من ارتكبا الجريمة، فقال مغرد: “كلما أنظر إلى صورة أب وأم بابك خردمين لا يمكنني أبداً تصديق أنهما في هذا العمر وضعف الجسم، يمكن أن يقتلا ابنهما بعد 47 عاماً من العيش معه! بابك قد عاد من لندن بسبب شوقه الشديد لوالديه، فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟ ربما والداه تبنيا قتلاً ارتكبه غيرهما”.