قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ضمن صفوف الجيش السوري النظامي!

قوات سوريا الديمقراطية"قسد" ضمن صفوف الجيش السوري النظامي!

تقرّر انخراط قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في صفوف الجيش السوري النظامي، وذلك خلال الاجتماعات المتتالية في الأيام الماضية بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وممثلّي روسيا والنظام الأسدي.

كشفت المصادر الخاصة لموقع “داركا مازي” بغربي كوردستان -كوردستان سوريا- عن انعقاد اجتماع سرّي بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وممثلّي النظام السوري والراعي الروسي بمدينة قامشلو في 2 كانون الأول 2021، تناول الاجتماع المخاطر التي تهدّد شمال وشرقي سوريا (المناطق الخاضعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية التي تشرف عليها الـ PKK) ومصير قوات سوريا الديمقراطية “قسد” الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).

ووفق المعلومات الخاصة التي وردتنا، أن الاجتماع تمخّض عن الاتفاق على انخراط قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ضمن صفوف الجيش السوري النظامي وفق طلب وعزم “قسد” ومسؤولي الإدارة الذاتية التي يشرف عليها (PYD).

حيث تقرّر في الاجتماع قضية انخراط قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري النظامي، وفق آلية سيقرّرها الأطراف المشاركون في الاجتماع في وقت لاحق.

متى بدأت مساعي انضمام قوات سوريا الديمقراطية للجيش السوري النظامي؟

إدارة غربي كوردستان -كوردستان سوريا- والتي تعرف بالإدارة الذاتية التي يشرف عليها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الجناح السوري لحزب العمال الكوردستاني (PKK) معروفة بانتهاجها أفكار ورؤى أوجلان وقنديل، وقد بدأت هذه الإدارة بمساعي انضمام قوات سوريا الديمقراطية للجيش السوري في نوفمبر 2019.

فقد صرّحت “إلهام أحمد” الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطي “مسد” المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” يوم الأول نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 لوكالة (سبوتينك) الروسية بأن مشروع انضمام قوات سوريا الديمقراطية لجيش النظام الأسدي خيار مطروح ضمن مشروعنا، حيث قالت: “نحن على استعداد للانضمام إلى الجيش السوري…وشدّدت إلهام على أن ذلك “لن يحدث في خلال ساعة من الزمن” حيث ينبغي عقد مفاوضات مع دمشق أولاً.

 قالت إلهام أحمد: “نحن على استعداد للانضمام إلى الجيش السوري…”

بعد تصريحات الرئيسة المشتركة لـ “مسد” إلهام أحمد، طالبت وزارة الخارجية الروسية من قوات سوريا الديمقراطية الانخراط في الجيش السوري، مؤكّدة أن الجيش السوري على أتمّ الاستعداد لقبولكم في صفوفه.

بعد هذه المحاولات الجادة لإلهام والإدارة الذاتية ودعوة الخارجية الروسية لحكومة دمشق، تمركزت قطاعات من الجيش السوري في المناطق الخاضعة من غربي كوردستان -كوردستان سوريا- لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية برعاية روسية ورضى قوات سوريا الديمقراطية وأمام أنظارها، وهذا الأمر كان قد حصل في التاسع من أكتوبر 2019.

جميل بايك يشرف على مشروع الانخراط والانضمام…

وكشفت مصادر موقعنا “داركا مازي” أن كبار مسؤولي الإدارة الذاتية ومسؤولي حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) يتحركون وفق إشارة قنديل وحسب التعليمات الصادرة من قيادة حزب العمال الكوردستاني الـ PKK في قنديل بهذا الصدد منذ أكتوبر العام الحالي (2021)، وأن المحاولات المبذولة منذ ذلك الحين تمخّضت عن اجتماع الثاني من الشهر الجاري (2 تشرين الثاني عام 2021).

حوار الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكوردستانية (KCK) جميل بايك في 26 أكتوبر العام الحالي مع جريدة (النهار العربي) اللبنانية كان بهذا الصدد، فقد صرّح بايك بأن الحل الصحيح للإدارة الذاتية هو العودة إلى حضن النظام، فقال: “علاقتنا مع الأسد دافئة، وأنهم يقدّرون الصداقة التي كانت تربط أوجلان بالأسد”.

ثمّ تبنّى الاتحاد الديمقراطي هذا المشروع بشكل رسمي خفية، فقد قام بعد بايك (آلدار خليل) القيادي في الحزب بمغازلة النظام السوري، فقد أبدى استعداد الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) للتفاوض مع نظام الأسد بشكل مباشر، داعياً إلى نقل الحوار من جنيف إلى العاصمة دمشق.

وقال خليل في لقاء متلفز: “من يحكم في دمشق هو من يمثل سورية في المحافل الدولية، لذلك للوصول إلى حل لابد من الاتفاق مع دمشق”، في إشارة منه لنظام الأسد.

وأضاف: “يجب أن نفكر في صيغة أخرى، حيث لابد من بحث الحل مع النظام لكن ليس في جنيف بل في دمشق. ما المانع أن نجلس ونتحاور ونطرح الحلول الممكنة للتوصل إلى صيغة حل لعموم القضايا سورية”.

وانتقد المحلّلون السياسيون والمتابعون للوضع السياسي بغربي كوردستان جميل بايك بأشد العبارات، حيث عدّ تصريحه إعطاء الإشارة الخضراء لجناح الـ PKK الذي يدير غربي كوردستان تحت ما يسمّى بالإدارة الذاتية بالعودة لحضن النظام.

هذه التنظيمات ما زالت مستمرة في خداعها وتضليلها للشعب الكوردي طيلة 43 عاماً، وانتهاج سياساتها المنحرفة المعوجّة، فهي تنفّذ أجندات الدول الغاصبة والمحتلّة لكوردستان، وقد أعادت نفس السيناريو في غربي كوردستان -كوردستان سوريا- بعد التضحية بأرواح أكثر من 11 ألف شهيد من شباب الكورد هناك، فها هو قد عاد وبكلّ هدوء لحض النظام ودمج غربي كوردستان بالدولة السورية وتحويله لجزء منها، تلك الدولة وذلك النظام الذي ما زالا يمارسان أبشع سياسات الإنكار بحق الشعب الكوردي!!!

مقالات ذات صلة